لم تنج الاحياء التى كان يقال عنها راقية مثل الزمالك ووسط البلد ومصر الجديدة من كابوس القمامة، فما بالنا بتلك التى توصف "بالشعبية" او "العشوائية؟! محمد محمود - موظف – يسكن فى منطقة مصر القديمة يقول" نعانى من اختفاء صناديق القمامة وفى أحسن الأحوال تكون على مسافات بعيدة ،ويزداد الامر سوءًا مع وجود قطعة أرض فضاء تحولت الى مقلب كبير للقمامة وهى فى حارة محطة المدابغ ، وأحذر من تطور الوضع للأسوأ مع فصل الصيف، فحينها ستكون مصدرا للزواحف والحيوانات والحشرات والامراض ، وأشار الى ظاهرة سيئة أخرى وهى اختفاء كناسى الشوارع مع ان المنطقة تم تبليط شوارعها فى عام 2010 وبات تنظيفها اسهل عن ذى قبل". ونأتى الى منطقة أرض الآثار بشارع الفسطاط ، والتى تعج بآثار إسلامية وقبطية ، كجامع عمرو بن العاص ومجمع الكنائس ويقصدها الكثيرون، حيث توجد أرض فضاء من املاك الدولة تحولت الى مقلب قمامة تجلب اليه المخلفات من كل مكان ويقوم بعض البلطجية بفرز القمامة فيها ،وقد قامت هيئة النظافة برفع المخلفات منها عدة مرات مع ترك قوات أمن لمنع تكرار الامر، وكانت النتيجة قيان البعض بإلقاء المخلفات داخل مدينة الفسطاط السكنية لعدم وجود سور يحميها، وبالتالى اصبح السكان عرضة لمخاطر صحية وبيئية ومهددين بنشوب حريق بسبب اشعال النار فى المخلفات. اما الترعة البولاقية فيشكو سعيد – موظف بالبترول – من تراكم القمامة فى حارة محمود حلمى من الترعة البولاقية بشبرا وأمام جراج الترعة. وفى المطرية يقول عبد الفتاح عبد الواحد – صحفي- فى ميدان المسلة يوجد صندوق كبير للقمامة ،وفى الصباح يكون ممتلئًا عن آخره ثم يأتى صبية وشبابًا يركبون عربات كارو يخرجون محتويات الصندوق ويبعثرونها فى الميدان ولا يجرؤ أحد على التعرض لهم خوفًا من بطشهم. وعن منطقة عين شمس يقول إيهاب صلاح – صحفى – إن الطريق المؤدى الى مزلقان عين شمس وأمام محطة قطار السويس تتراكم كميات هائلة من القمامة ، ومخلفات البناء تلقى جهارًا نهارًا فى عرض الطريق ممثلة كارثة بيئية وصحية بل ومرورية، والامر ذاته فى شارع الزهراء أطول شوارع المنطقة وكذا فى شارعى أبو الفتوح عبد الله وأحمد عرابى ومحيط مجمع المدارس الكائن بالزهراء بسبب قلة عدد صناديق القمامة وعدم محاسبة المخالفين. أما مدينة 15 مايو فيقول عبده عبد الوارث وجمال السعيد – موظفان - : إن المنطقة الواقعة أمام المدينة قبل وبعد المدخل تعانى من مخلفات تلقيها سيارات النقل التى تخرج وتدخل الى منطقة شق الثعبان ويطالبان بتكثيف أعمال النظافة والتجميل بها ، أما عن المدينة ذاتها فهما راضيان الى حد كبير عن نظافتها. ولننتقل إلى أحد الأحياء الراقية وهو حى مصر الجديدة ، يقول محمد حجاب: "إن المنطقة المجاورة لمستشفى منشية البكرى تنتشر فيها مخلفات البناء، التى تلقى بها عربات الكارو ، وكذلك فى شارع المقريزى الموازى لجسر السويس ، وللعلم فإن هذا الشارع تمر به كل انواع المركبات ، إضافة الى مترو مصر الجديدة متسائلا: من يحاسب هؤلاء!. وعن جمع القمامة من المنازل يقول : ندفع لمتعهد خاص على حسابنا لجمع القمامة من الوحدات السكنية، إضافة لما ندفعه على فاتورة الكهرباء . التقينا المهندس حافظ السعيد رئيس هيئة نظافة القاهرة، طارحين عليه شكاوى المواطنين ولنتعرف على رؤيته لمنظومة العمل وما يجرى بها وخطط تطويرها فقال: منظومة النظافة فى القاهرة متشعبة ومعقدة ، تشمل 36 حيًا، كما أننا لسنا وحدنا القائمين عليها،فهناك شركات أجنبية ووطنية ، لكن التنسيق بينها فى النهاية مسئوليتنا ، فنحن نرفع 15 ألف طن قمامة يوميًا، إضافة إلى 8 آلاف متر مكعب يوميًا مخلفات بناء ، بجوارالمخلفات الطبية الخطرة من الجهات الطبية التابعة لوزارة الصحة وغيرها من مستشفيات ومراكز طبية وصيدليات ، وهناك شركتان أجنبيتان يشمل تعاقدهما جمع المخلفات الطبية ، ودورنا التعاقد وإخطار الشركة المختصة للقيام بذلك . واستطرد :بعض الشركات تقوم بأعمال الادارة المتكاملة أى جمع وكنس ونقل وتدوير للقمامة. كما ان عملنا يمتد لتدوير بعض أنواع المخلفات ، فلدينا 7 خطوط للتدوير بطاقة 2500 طن يضاف لذلك 2500 طن يأخذها متعهدون ، والباقى يتم التخلص منه فى المدافن. ولفت الى بدء تجربة رائدة لجمع المخلفات من الوحدات السكنية والتجارية مباشرة منذ 8 مارس الماضى فى حيى السيدة زينب والخليفة، بواقع 82 ألف وحدة فى الاول و52 ألفًا فى الثانى ، والنتائج تدعو للتفاؤل، لكنها تحتاج بعض الوقت للحكم عليها ومعالجة ما قد يطرأ من سلبيات أثناء التطبيق وتلافيه، وهذه التجربة بعد تعميمها ستقضى على مشكلة "الفريزة" المنتشرين بالشوارع وتقلل الى حد كبير القمامة الموجودة فى الشوارع. اما بالنسبة لشكاوى المواطنين يقول السعيد : بالنسبة لميدان المسلة يتم تفريغ الصندوق الكبير الموجود به أكثر من مرة يوميا، وعن اختفاء عمال الكنس بمصر القديمة قال:ستتم زيادة العدد وتكثيف أعمال كنس وتنظيف الشوارع، وبالنسبة لعين شمس قال : إن جزءًا كبيرًا من هذه المخلفات داخل حرم السكة الحديد وهى منطقة تابعة لها ، ومع ذلك سوف يتم التنسيق معها لرفعها، وبخصوص قلة عدد الصناديق قال:السبب فى ذلك المواطن نفسه ،فالجميع لا يريدون وضع صناديق جمع القمامة أمامهم ، فأين نضعها إذن!.