عقد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء اجتماعا أمس لمناقشة موضوع حرية الإبداع والتعبير بحضور وزير الثقافة، و رئيس اتحاد النقابات الفنية, ونقيب السينمائيين, ونقيب الفنانين التشكيليين, ومجموعة من الفنانين والمخرجين والأدباء والنقاد وممثلين عن غرفة صناعة السينما المصرية. وقرر رئيس مجلس الوزراء تشكيل لجنة لإعادة هيكلة جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية , بحيث تكون مكونة من ممثلي الاتحادات والنقابات الفنية والمتخصصين , لوضع فكر متطور للرقابة , ومراجعة القوانين الخاصة بالرقابة علي المصنفات الفنية, وذلك بهدف تفعيل دور الرقابة علي الأعمال الفنية والعمل علي حماية الأعمال الجيدة التي تحمل رسائل مهمة إلي المجتمع, والعمل علي الاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال لنقل المجتمع المصري نقلة نوعية في المجالات الثقافية والفنية والابداعية. وأكد محلب أهمية الدور الذي تقوم به السينما في تكوين الشخصية والوعي الثقافي, والحفاظ علي الهوية المصرية بروافدها المختلفة, والإسهام في بناء المجتمع , مضيفا أن مصر لن تبني عن طريق الإصلاح الاقتصادي والسياسي بلايضا عن طريق الإصلاح الاجتماعي وبناء مجتمع واع ومثقف. وأشار إلي أنه خلال الاسبوع الماضي تم عقد اجتماع لمناقشة الصعوبات التي تتعرض لها صناعة السينما في مصر ودراسة المقترحات اللازمة لتذليل تلك الصعوبات والنهوض بها دعماً للثقافة والفنون والاقتصاد بمصر, حيث تم خلال الاجتماع الموافقة علي مجموعة من القرارات التي من شأنها الإسهام في النهوض بهذه الصناعة. وشدد علي اهتمام الدولة بالفن والفنانين والمبدعين في كل المجالات, واحترامها الكامل لهم, وعلي أنه لا مساس بحرية الرأي والإبداع وفقاً لأحكام القانون والدستور, وأنه لا ولن تكون هناك مصادرة للإبداع والمبدعين في كل المجالات الثقافية والفنية, وأنه يحترم الإبداع بكل أشكاله وأن هناك فارقا بين الإبداع والتعدي علي القيم , وبين الفن واللا فن. ووافق محلب علي مقترح عقد مؤتمر للثقافة والفنون لمناقشة كل القضايا المتعلقة بهما والخروج بتوصيات تسهم في النهوض بالثقافة والفنون خلال الفترة المقبلة. ومن جانبه، قال صابر عرب وزير الثقافة إنه سيتم تشكيل لجنة من الفنانين واساتذة علم الاجتماع لمشاهدة فيلم - حلاوة روح - لتقييمه ومعرفة مدي تأثيره علي المجتمع، مشيرا إلي أن القانون سمح بتشكيل لجنة عليا تضاف فيها شخصيات من المجتمع وأن الدولة ضد أي عمل فني يخالف الدستور. وقال المخرج خالد يوسف،في تصريحات صحفية له عقب انتهاء اجتماع رئيس الوزراء مع وفد من الفنانين والمثقفين ان رئيس الوزراء أصدر قرارًا للرقابة بمشاهدة الفيلم وحذف المشاهد التي أثارت الشكاوي . وقال يوسف ان رئيس الوزراء اكد اهتمامه بالإبداع، وأنه ليس مع المصادرة ولا يمكن منع أو مصادرة حرية التعبير، ولكن الشكاوي التي جاءت إليه جعلته من موقع مسئوليته يوجه بضرورة إعادة الفيلم للرقابة علي المصنفات الفنية لمشاهدته مرة أخري. وكان الاجتماع قد شهد اختلافا في الآراء ما بين مؤيدين للقرار ورافضين له حيث اكد عدد من الحاضرين لرئيس الوزراء ان القرار صائب وان الرقابة لابد وان تراجع الفيلم مرة اخري في حين رأي البعض الاخر ان الرفض جاء لقرار المنع نفسه وانه يقيد من حرية التعبير. شارك في الاجتماع عددا كبير من الفنانين والمثقفين، بينهم الفنانة آثار الحكيم والفنان محمد صبحي ومحمود قابيل وسامح الصريطي والموسيقار هاني مهنا والمخرج خالد يوسف والكاتب الكبير وحيد حامد. ومن ناحية اخرى أشادت الدكتورة عزة العشماوي الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة بقرار وقف عرض فيلم »حلاوة روح« وتساءلت، كيف يحارب المجتمع المصري مشكلات الطفولة في الوقت الذي يتم فيه انتاج هذه النوعية من الأفلام التي تدمر الطفولة؟ وقالت إنه في الوقت الذي يبذل المجلس قصاري جهده بالتعاون مع الجهات المعنية للقضاء علي ظاهرة أطفال الشوارع والعمل علي ايجاد خطط طويلة وقصيرة المدي وبدائل لهؤلاء الأطفال لادماجهم في الحياة العامة وإعادة تأهيلهم يأتي هذا الفيلم ليؤكد التدهور الفني والأخلاقي. وأضافت أنه يجب معاقبة أم الطفل بطل الفيلم لموافقتها علي اشتراك ابنها يمثل هذا العمل الذي يعد انتهاكا سافرا لدستور 4102 والمادة 69 من قانون الطفل رقم 21 لسنة 6991 وتعديلاته في 8002، وأن الفيلم يتضمن صورا ومشاهد مبتذلة ومناظر فاضحة تشكل خطرا علي حقوق الطفل.
والدة كريم بطل الفيلم: لا أرضى الشهرة لابنى من خلال «قلة الأدب» كتبت فاطمة شعراوى: لايمكن أن أرضي لإبني أن يجسد دورا جنسيا أو يقول ألفاظا نابية تخدش الحياء، هكذا بدأت لامها جهاد محمد والدة الطفل كريم الأبنودي بطل فيلم «حلاوة روح» الذي يثير الجدل منذ وقف عرضه. وأضافت جهاد في تصريح لها:إنني أعمل معيدة بجامعة القاهرة ووالدي لواء دكتوراه في الجغرافية ووالدتي كانت قنصل مصر في فرنسا ولا نرتضي كعائلة أن يقوم كريم بأي عمل أو دور منافي للأداب، ومن المؤكد أن دوره في الفيلم قد تم فهمه بشكل خاطيء فليس هو من اغتصب «روح» التي تقوم بدورها هيفاء ولكنه الفنان محمد لطفي. وأضافت جهاد: أشعر بأن مافعلته مع إبني منذ طفولته وتعبي معه يتم هدمه الآن بدور واحد في فيلم سينمائي ولا أري أن تلك الشهرة التي نالها أخيرا بالفيلم في صالحه بل ضده علي طول الطريق، فليس من صالحه الشهرة من خلال «قلة الأدب» فقد بدأ في طفولته وعمره 4 سنوات بإلقاء أشعار الأبنودي وذلك دفعنا لأن نطلق عليه كريم الأبنودي. وأضافت جهاد: وجدت لدي إبني موهبة حقيقية منذ صغره ولم نسع للمال من خلال التمثيل كما افترض البعض فقد يتهمني البعض بأنني أسعي من خلال عمله للحصول علي المال وهو أمر غير صحيح فمن يتصور أنه حصل عن دوره في فيلم «حلاوة روح» علي 5 آلاف جنيه من بينها ألف للملابس و300 جنيه ضرائب والباقي أنفقنا أكثر منه علي المواصلات التي كانت تقلنا مواقع التصوير ، فقد جرحني سؤال لسيدة تقول لي: هل تفعلين ذلك بإبنك مقابل المال؟ وواصلت: لو كان الدور جنسي كنت سأرفضه فورا فقد عمل من قبل في أعمال كثيرة من بينها مسلسل الإمام الغزالي في دوره وهو صغير ولم يتم اتهامه في أي عمل من قبل بشيء لاأخلاقي، وأنا حريصة علي الدفاع عن موهبة إبني الفنية وسأواصل الوقوف وراءه لأنه لديه موهبة حقيقية. أشهرها «المذنبون».. الأفلام الممنوعة فى السينما المصرية كتب علاء الزمر: بعد الأزمة التي شهدها الوسط الفني بشكل عام والسينمائي بشكل خاص في أعقاب منع عرض فيلم (حلاوة روح) فهذه ليست المرة الأولي التي يتم منع عرض فيلم بقرار من الحكومة فسبق أن تم منع العديد من الأفلام السينمائية ومن أشهرها منع فيلم (المذنبون) والذي تم انتاجه عام 1976 وهو من إخراج سعيد مرزوق وقصة وحوار الأديب الكبير نجيب محفوظ وممدوح الليثي وبطولة مجموعة كبيرة من الفنانين منهم سهير رمزي وعادل أدهم وعماد حمدي. وفي عام 1980 تم منع عرض فيلم درب الهوي للمخرج حسام الدين مصطفي وبطولة أحمد زكي ويسرا ومديحة كامل وكان من أسباب المنع تناوله عالم بيوت الدعارة. وفي عام 1983 تم منع فيلم خمسة باب للمخرج نادر جلال وهو الفيلم الذي جمع في بطولته عادل إمام ونادية الجندي وكان المنع بقرار من وزير الثقافة السابق عبد الحميد رضوان علي الرغم من حصوله علي ترخيص عرض من جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية. وفي عام 1986 تم منع عرض فيلم للحب قصة أخيرة للمخرج رأفت الميهي بطولة يحيي الفخراني ومعالي زايد وتم المنع ايضا بقرار من وزير الثقافة السابق عبد الحميد رضوان بالرغم من حصوله ايضا علي ترخيص من الرقابة علي المصنفات.