إذا كان الفن مرآة المجتمع، فإن بعض ما تقدمه السينما من أفلام هو تصيد لأخطاء قليلة، وشاذة ليست فى الحقيقة مرآة المجتمع، وهنا تقع المسئولية على رجال الدولة فى حماية المجتمع من أعمال تسمى فنية، وهى فى الحقيقة تساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فى هدم البناء الاجتماعي، والقيم والعادات الأصيلة للمجتمع المصري، ويكفى أن عرض مسرحية مدرسة المشاغبين فى السبعينيات أضاعت أجيالا بتطاولها واعتداءاتها على المدرسين فى المدارس والجامعات، ورسخت لمفهوم الفهلوة والاستظراف فى التعليم، فلم يعد المعلم الذى كاد أن يكون رسولاً، يلقى الاحترام الواجب ممن يتلقون على يديه العلم.. وهنا تجيء المسئولية الاجتماعية للمسئولين ورجال الدولة، وكما منع رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب عرض فيلم «حلاوة روح» نظرا لخطره على القيم المجتمعية بعد إثارة اللغط والاعتراض حوله، فمن قبل تم منع فيلمى خمسة باب، ودرب الهوى لنفس الأسباب التى تم بناء عليها منع عرض «حلاوة روح» . واذا كان معارضو قرار رئيس الوزراء بوقف عرض الفيلم يحتجون بأنه حاصل على موافقة الرقابة على المصنفات الفنية، فإن القانون يجيز للرقابة أيضا سحب ترخيص عرض الفيلم لإزالة مابه من مخالفات ليحصل على ترخيص جديد بالعرض. ولأن رئيس الوزراء من مسئوليته التدخل حماية للآداب العامة والأمن المجتمعي، وحفاظا على القيم والعادات الأصيلة للشعب المصري، فإن محلب اتخذ قراراً سليما استجابة لاعتراض المشاهدين على فكرة الفيلم والمشاهد المسيئة به، والتى تهدد كيان الأسرة المصرية، وتنتهك براءة الطفولة، تلك البراءة التى أغتيلت باغتصاب وقتل الطفلة زينة، طفلة بورسعيد، بالإضافة إلى ما يروجه الفيلم من سهولة إقامة العلاقات المحرمة، والترويج لسلوكيات غريبة وشاذة، ولايمكن وجودها فى مجتمع متدين بفطرته وعاداته وتقاليده الراسخة. وما فعله رئيس الوزراء يتطلب من القائمين على صناعة السينما والفن فى مصر أن يولوا اهتماماتهم لإنتاج ما يصلح المجتمع وليس ما يفسده، وليس بالضرورة أن يكون الفيلم ناجحا لأنه يحقق ايرادات عالية لصانعيه وهو فى نفس الوقت يهدم البناء الأسرى والاجتماعي، وهو ما يتطلب ضرورة عودة صناعة السينما فى مصر إلى الدولة ممثلة فى جهاز السينما لانتقاء الأفكار والروايات الصالحة للعمل الفني، بما يخدم المجتمع، ويرقى بالذوق العام، وليس بما يزيد من نسبة التحرش والاغتصاب، وتدمير القيم والعادات، فعودة الروح للقيم والعادات والانتصار لها أهم من «حلاوة روح». لمزيد من مقالات رأى الاهرام