كشفت الأحداث المؤسفة التى شهدتها مدينة أسوان الأسبوع الماضى النقاب عن أكبر سوق لترويج الأسلحة فى مصر فأسوان هى بوابة الدخول والخروج إلى مصر والسودان، ومع غياب التنمية وانتشار المخدرات وأيضا الركود السياحى الذى أصاب المدينة بالشلل التام ، بدأ يعلو صوت تجارة السلاح والعنف وظهرت جرائم متعددة لم يكن المجتمع الأسوانى الهادئ يعرفها.. فما هى أسباب هذا التحول الدرامى فى انفرادات الحياة اليومية فى أسوان؟ . عقب ثورة يناير، توقفت السياحة وكتبت شهادة وفاتها، وتشرد العاملون فى الفنادق والبواخر السياحية، فتفجرت براكين البطالة داخل كل بيت، الأمر الذى انعكس على الحالة المزاجية والنفسية للشباب، فأصبح يثور لأتفه الأسباب، فبدأت أسوان تدخل عالم الجريمة وكما يقول صلاح الدين ظافر الخبير السياحى إن الفراغ الكبير لدى الشباب ،جعله صيدا سهلا للتطرف والعنف، ويضيف أن أسوان بدون السياحة من الممكن أن تكون الدجاجة التى تبيض ذهبا لمصر، فهى تملك من المقومات والموارد الطبيعة ما يمكن أن يضعها فى مقدمة محافظات الجمهورية من حيث التنمية ، ففيها الذهب والجرانيت والرخام والمعادن النفيسة وبحيرة ناصر، فى الوقت الذى لم تقم الدولة مشروعا صناعيا عملاقا منذ عشرات السنين فى الوقت الذى يجلس فيه الشباب على المقاهى متعطلين عن العمل. لكن صلاح أحمد مرسى سائق أكد أن الأسلحة بدأت تدخل أسوان مهربة من السودان وليبيا لتسقط فى قبضة تجار المخدرات ،مضيفا أن هناك مناطق معروفة وشهيرة ببيع الأسلحة وتبلغ أسعار البنادق الألية نحو 25 ألف جنيه للبندقية ،و8 آلاف جنيه للطبنجة الواحدة ، أما الجرينوف سيد الأسلحة فيصل سعره إلى 75 ألف جنيه . وعن ارتباط الفقر والبطالة بالجريمة التى لم تكن أسوان تعرفها، خاصة بعد تراجع السياحة ، فتعد كارثة السيل الريفى الأخيرة بين الدابودية وبنى هلال نموذجا صارخا لتأثير البطالة والفقر وضعف التنمية ، فمعظم شباب ورجال القبيلتين يعملون فى السياحة ، حتى أصحاب المقاهى والمطاعم والمحال التجارية تأثروا بشكل كبير فارتفعت نسبة البطالة وانتشرت المخدرات وكشف الدكتور صلاح مندور خبير التنمية البشرية بأسوان عن أرقام مخيفة تدق جرس الإنذار لكوارث جديدة تلوح فى الأفق، وقال إن تقرير خرائط الفقر عن مصر الصادر فى عام 2013 وضع أسيوط على قمة المحافظات الأكثر فقرا ،حيث تصل نسبة فقرائها إلى 69٫3% من عدد سكانها ، تليها محافظة سوهاج بنسبة 59% ،وتأتى أسوان فى المركز الثالث بنسبة 55% ، وقنا فى المركز الرابع بنسبة 51٫5%. وأضاف بأن مقارنة نسبة الفقر بين سكان الصعيد وسكان الوجه البحرى ،تدلل على الإهمال الذى ناله صعيد مصر طوال سنوات متعددة ، ففى محافظات الوجه البحرى تصل نسبة الفقر إلى 13٫1% من عدد السكان ، بينما تصل نفس النسبة إلى 36% فى الصعيد الذى يضم ثلث سكان الجمهورية ، ومن هذا المؤشر الخطير وصل معدل النمو فى المدن الكبرى إلي 8٫9% وفى الدلتا إلي 5%، بينما وللأسف الشديد وصل هذا المعدل بالصعيد إلى نصف بالمائة .