في أول حديث صحفي لرئيس لجنة تقصي الحقائق المشكلة بقرار المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء ،بشأن أحداث فتنة قبيلتي الدابودية النوبية وبني هلال ، بأسون أكد الدكتور منصور كباش رئيس جامعة أسوان ومنسق عام لجنة المصالحات أنه لابديل أمام الطرفين سوي احتواء الأزمة. باعتبار ذلك قرار المجتمع الأسواني بكافة قبائله وقال كباش ل(بعثة الأهرام ) إن الهدف الذي تسعي إليه كل من لجنتي تقصي الحقائق والمصالحات هو الالتزام التام بين القبيلتين ،حتي الوصول للسلم الاجتماعي ،وإعطاء كل ذي حق حقه ،وإنفاذ القانون وسيفه ، معربا عن تفاؤله الشديد بانتهاء الأزمة في أقرب وقت ، خاصة بعد أن لمست اللجنتان الإرادة القوية لدي قيادات الدابودية وبني هلال من أجل حقن الدماء وردا علي سؤال للأهرام حول تفاصيل المصالحة المنتظرة بين القبيلتين، قال إن اللجنتين تستمعان حاليا لمطالب الطرفين من أجل تقييم الأمور بشكل عام ، وفي الوقت نفسه سيتم تعويض المتضررين جراء الأحداث بعد الانتهاء من حصر جميع الخسائر، هذا بالإضافة لبدء ترميم جميع المنشآت المتضررة ، عن طريق مديرية الإسكان . وفيما يتعلق بالخطوات التي قطعتها لجنة تقصي الحقائق للوصول إلي أسباب الكارثة ،قال أننا وصلنا إلي مرحلة مهمة وفاصلة بعد أن استوعب الجميع الدرس القاسي والمؤلم ، حيث تخطينا مرحلتين فاصلتين في يوم واحد ،الأولي هي دفن جثامين الضحايا ،والثانية القيام في الرابعة فجرا بزيارة ديواني الدابودية وبني هلال لمواساتهما ، ومن هاتين المرحلتين وطريقة وأسلوب استقبالنا ،تأكدنا أننا نقف علي الطريق الصحيح نحو المصالحة. وأوضح منصور كباش أن قيادات القبائل العربية المختلفة ساعدت كثيرا في حقن الدماء وتهدئة النفوس الثائرة ، حيث كان لحضور الوفود الكبيرة من سيناءوأشاد رئيس لجنة المصالحات بالجهود الكبيرة ،التي بذلها محافظ أسوان اللواء مصطفي يسري ،وأعضاء لجنتي التقصي والمصالحات ،لوقف أعمال العنف بين أبناء القبيلتين الدابودية وبني هلال ، وقال إن اللجنتين كانتا ولاتزالان في حالة إنعقاد دائم ، حيث تستمر الاجتماعات في وجود المحافظ ،حتي الساعات الأولي من فجر كل يوم وحول بنود ما وصفت بالهدنة بين طرفي الأزمة ،قال كباش لسنا في حرب حتي نصف الحالة الراهنة بأنها هدنة ، فإن شئنا أن نكون أكثر دقة ،فلنقل هي فترة مساعي التهدئة ، وهي بالمناسبة مفتوحة وغير محددة المدة ، لحين التوصل لإتفاق شامل ينزع فتيل الفتنة من جذوره ، وواصل قائلا إن الطرفين تقبلا وبصدر رحب ماتم التوصل إليه بشأن وقف نزيف الدماء ،والالتزام بالهدوء ،والكف عن تبادل الاتهامات في وسائل الإعلام المختلفة .وحدد رئيس لجنة تقصي الحقائق ورئيس جامعة أسوان روشتة العلاج لمثل هذه الأزمات قائلا: إن التنمية والإهتمام بالتعليم ومحاربة الجهل والأمية داخل المجتمعات المهمشة ،لابد وأن تكون ضمن أولويات أجندة عمل أي حكومة ، حيث تعتبر هذه المحاور من أهم عناصر التقدم لأي مجتمع، وحول مسئولية الأجهزة الإمنية عن حادث أسوان وارتفاع عدد القتلي قال الدكتور كباش :لايمكن أن نتقبل الاتهامات الموجهة للجهاز الأمني بالتخاذل ، فالمسئولية مشتركة بين الجميع ، فالشرطة تؤدي واجبا وطنيا وتدفع الثمن كل يوم بسقوط شهيد جديد من أبنائها ، فهي تحتاج للمساندة والدعم ،وليس لتثبيط الهمم، وتحميلها المسئولية في كل أزمة .