تعتبر السيمفونية الخامسة ... ضربات القدر .. للمؤلف الموسيقي الأعظم لودفيجفان بيتهوفن 1770-1827 هي أفضل سيمفوناياته على الإطلاق .. بل هي أشهرها أيضاً . وهي أيضاً أفضل مقطوعة موسيقية استطاع بيتهوفن من خلالها الاستحواذ على اعجاب فئات المتذوقين من فنون المثقفين .. وأيضاً حصل بتهوفن من خلالها على كاريزما عالمية جعلته يتربع على عرش الموسيقى بلا منافس .. وذلك لما لها من تأثير عميق على المستمع المتفهم لهذا النوع الراقي من الموسيقى العالمية .. بالإضافة إلى استحواذ أفكار هذه السيمفونية على مشاعر وأحاسيس الشعوب في كل بقعة على أرض هذا الكون .. وهو بالطبع عمل فني رائع استطاع جذب آذان العالم بعمق التعبير حيث برزت في هذا العمل الرائع روح انسانية معبرة تتحدى الأوجاع والآلام بل وتتحدى القدر أيضاً .. ورغم أن السيمفونية الخامسة لا يتعدى زمنها 26 دقيقة لكنها حيوية .. تهيمن على المستمع المثقف الباحث عن التأمل وعمق التعبير بالمعاني الغاية في الجمال والروعة .. كتب بيتهوفن هذه السيمفونية في أربع سنوات من 1805 حتى 1808 .. ويظهر بتهوفن في سيمفونيته الخامسة كواحد من عمالقة الاغريق جباراً يتحدى القدر قادراً على التغلب على آلامه متخطياً ظروفه الحياتية المختلفة باحثاً عن الجمال والطبيعة .. يحاول اخراج كل ما في جعبته من مشاعر انسانية متدفقة تعبر عن طموح إنسان يسعى للبحث عن التعبير عن مشاعره وأحاسيسه .. التي كانت شديدة القسوة .. وأصبح هذا المؤلف العظيم من خصوصيات التاريخ الراقي للانسانية وأثبت أن الفنان الصادق هو المرآة المستوية لبصرها لا تكذب عن الناظر عليها مثلما تكذب المرآة المقعرة أو المحدبة .. إن حياة بيتهوفن بأكملها كانت صورة لثورة الفرد على الذل والعبودية وقد كتب أشهر سيمفونياته وأبلغها تعبيراً وهو في عنفوان عبقريته وكمال بيانه فجاءت فريدة الأصل والجوهر .. لقد استطاع بيتهوفن أن يطور الموسيقى تطوراً ملحوظاً ليس فقط للسيمفونيات التسع بل ايضاً لتأليفه لسوناتات الفيولينة والبيانو البالغ عددها عشر سوناتات .. هذا بالإضافة إلى خمسة كونشرتات للبيانو تعتبر من أجمل أعمال البيانو العالمية .. كما استطاع هذا المؤلف العبقري أن يجعل الموسيقى العالمية مذاقاً خاصاً .. يتمتع بها كل انسان يسعى للبحث عن متعة التأمل التي تجعله يسمو بفكره وعقله وقلبه وانسانيته ..