هددت إسرائيل بمقاضاة الرئيس محمود عباس «أبومازن» أمام المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وكذلك بفرض عقوبات وإجراءات أحادية الجانب على الفلسطينيين، فى محاولة لتكثيف الضغوط على السلطة الفلسطينية فى المفاوضات التى تتم برعاية أمريكية، وإجبارها للقبول بشروطها، والتراجع عن الطلب الذى قدمته السلطة للانضمام للمعاهدات والمنظمات الدولية. وطبقا لكلام وزير العدل الإسرائيلى نفتالى بينيت يتم حاليا إعداد لائحة الاتهامات لجرائم الحرب ضد أبومازن استنادا إلى اثنين من المبررات الأول هو التحويلات النقدية اليومية لحماس التى تطلق الصواريخ على المواطنين الإسرائيليين والثانى هو التمويل المباشر للإرهابيين على حد زعمه. ومن سخريات القدر أن يتحول المجرم الجانى إلى ضحية ، وهذا هو مادأبت اسرائيل على فعله منذ عقود، قبل قيام دولتها على أنقاض الأراضى الفلسطينية المحتلة، بتقديم نفسها للعالم أولا كشعب مضطهد مطارد فى العالم تعرض لمحارق النازية، ثم بأنها أصبحت شعب أقلية منبوذا وسط طوفان عربى يريد حرمانه من حقه فى الحياة. وهاهى اسرائيل تواصل اليوم السير على ذات الدرب الذى يقلب حقائق التاريخ والجغرافيا وينتهك الحقوق والقوانين والمواثيق الدولية ، ولاتكتفى بالكم الهائل من الأكاذيب والأساطير التى أسست لقيامها. وتواصل إسرائيل الكذب والاحتيال على العالم والترويج لأكاذيبها، ويساعدها على ذلك ترسانة إعلامية جبارة تقف من ورائها دوائر مالية ولوبيات ووسائل إعلام فى الدول الغربية. واليوم ينتظر الشعب الفلسطينى المغلوب على أمره موقفا عربيا يتجاوز الإدانات والتصريحات والبيانات الجوفاء، يدعم الحقوق الثابتة، والنضال المشروع، وحق العودة والحدود والمقدسات، ويساند التحرك الفلسطينى نحو المجتمع الدولى. ومن المهم أن تدرك إسرائيل والجانب الأمريكى أن فشل المفاوضات الحالية فى التوصل إلى سلام حقيقى سيزيد العنف فى المنطقة ويدفع الفلسطينيين إلى انتفاضة ثالثة، تبقى الأوضاع مفتوحة على سيناريوهات كارثية على إسرائيل وحلفائها، مع أجيال مازالت تؤمن بحقوقها، والمرجح أنها ستكفر بطريق المفاوضات والتنازلات التى لم يحصد من ورائها الفلسطينيون سوى السراب . لمزيد من مقالات أسماء الحسينى