تولى حقيبة الموارد المائية والرى فى مصر ستة وزراء اعتبارا من عام 1997 وحتى الآن، وقد يتوه أى مهتم أو مهموم بملف المياه ويطير صوابه عندما يسمع ويقرأ.. ما يقوله ويكتبه خبراء المياه وبعض الوزراء الذين أسندت اليهم هذه الحقيبة عن مدى خطورة بناء سد النهضة الإثيوبى بمواصفاته الحالية والمعدلة على مصر وأهلها وأمنها، ثم لا نجد تصرفا واحدا جريئا وفاعلا يقطع الطريق على حكام إثيوبيا ويحول دون المساس بحقنا فى مياه النيل!! إن إثيوبيا انتهت من بناء أكثر من 32% من النهضة والعمل فيه يجرى بخطى سريعة وفى إصرار وتحد وسباق مع الزمن، دون أى اعتبار لأى نداءات أو اعتبارات أو احترام للقوانين الدولية والاتفاقيات.. ثم نسمع تصريحا للوزير الحالى فى أثناء جولته ببنى سويف حيث يقول: (أزمة سد النهضة تدار الآن بشكل أفضل، والحل الدبلوماسى هو الخيار الوحيد).. نعم إن أسلوب الوزير هادئ ومجامل وقد يفيد، ولكن الشعب لن يتقبل أبدا أن يسمع بعد عدة أسابيع أو شهور خبرا يقول: أنتهت إثيوبيا من بناء اكثر من 50% من سد النهضة وهى جادة فى استكمال مشروعها الذى انفقت عليه مليارات الدولارات. إن مناظرة على الهواء يحضرها وزراء الموارد المائية والرى الستة وكلهم على قيد الحياة والحمد لله قد تطمئن الشعب على طعامه وشرابه ومستقبله. محمود الفيل الإسكندرية