أكد اللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان أن الاوضاع فى مدينة أسوان مستقرة الآن خاصة قرية الشعبية بؤرة الصراع والاحداث المؤسفة خلال الأيام الماضية، فالهدوء هو سيد الموقف ومحاولات التهدئة مستمرة ومساعى الصلح لاتنقطع. فكبار القبائل والعائلات من كل أنحاء الجمهورية يبذلون قصارى جهدهم لوقف الحرب الباردة ونزيف الدما المتدفق بين عائلتى الدابودية وبنى هلال. وأضاف يسرى فى حواره لبعثة الاهرام، أن قوات الأمن حاولت السيطرة على الاحداث منذ اندلاعها يوم الجمعة الماضية وتم عقد اجتماع بين القبيلتين بعد مقتل 3 من الدابودية بقيادة مدير الأمن ووقعوا على محضر للتهدئة والصلح بعد صلاة الجمعة، لكن أطرافا خفية أشعلت نار الحرب بينهما، واعترف المحافظ بانتشار السلاح فى أسوان بشكل كبير خاصة بعد ثورة 25 يناير فتهريبه كان يتم عن طريق بحيرة ناصر، والدور الامنى مهم فى إعادة الاستقرار والهدوء والامان إلى المحافظة ووقف عمليات تهريب السلاح وبيعه للبلطجية وتجار المخدرات. وإلى نص الحوار: هل توجد خطوات محددة للم الشمل ؟ حاليا توجد هدنة مفتوحة لا تقل عن 3 أيام تنتهى اليوم وتمت بحضور كبار عائلات الدابودية والهلالية والدكتور منصور كباش رئيس جامعة أسوان وكبار عائلات العبابدة والبشارى والجعافرة وقيادات القبائل العربية وعدد من القيادات الامنية بالمحافظة . متى وأين انطلقت شرارة الفتنة بين العائلتين؟ الشرارة الأولى انطلقت يوم الاربعاء الماضى من مدرسة محمد صالح الثانوية الصناعية بالسيل الريفى باسوان عن طريق الكتابة على جدران المدرسة بعبارات مسيئة وجارحة للغاية متبادلة بين الطرفين , واللافت للنظر أن الخط الذى كتبت به العبارات «خط واحد وبنفس اللون» ومن هنا اشتعلت نار الفتنة بين العائلتين ونشبت مشاجرة وسيطرت الشرطة على الموقف واقتحم بعض الأهالى المدرسة بعد قيام أحد المدرسين بفتح الابواب لهم وتعريفهم بالمتشاجرين وقام المدير بتحويله للتحقيق، وكنت خلال هذه الفترة بالقاهرة لحضور اجتماعات لتنفيذ مشروعات تنموية باسوان , ومن اجل احتواء الأزمة استعنت بعميد كلية الخدمة الاجتماعية للتدخل لتهدئة الامور ونجح بشكل كبير . ولماذا تتطورت الأحداث بعد التهدئة ؟ بعد صلاة الجمعة الماضية قام عدد من الطرفين بإطلاق أعيرة نارية بشكل عشوائى واسفرت عن 3 قتلى من عائلة واحدة من الدابودية بينهم سيدة، مما دفعتى إلى العودة لاسوان فى أقرب طائرة لعقد اجتماعات وجلسات استمرت حتى فجر السبت ،وبعدها فوجئنا بالكارثة والمذبحة المدوية فى الصباح. هل تمت جلسات بحضور طرفى المشكلة؟ نعم اجتمعت بكبار أفراد العائلتين وكتبت وثيقة صلح بين الطرفين وتراضوا بها وكتبنا تعهدا بين الطرفين وكنت جالسا معهم وشاهد عيان على الوثيقة . ولكن هذه الوثقية لم تنجح فى تهدئة الأوضاع ؟ نعم لم تهدأ الأمور لأن هناك فتنة تم زرعها بين الاهالي، والإعلام لعب دورا رئيسيا فى اشعال نار الحرب، بالاضافة إلى طرف خفى لايريد للقبيلتين أن يهدأ وترسانات من الاسلحة بدأت تخرج واعتلت الاسطح وأصوات الرصاص لم تهدأ لعدة ساعات وحرب الشوارع لاتنقطع والاطلاق العشوائى يحصد من هنا وهناك لدرجة أن هناك سيدة كانت تقف أعلى السطح من قبيلة أخرى حصدتها الطلقات وصارت جثة هامدة. إلى أى مدى يتواجد السلاح بين الأهالى ؟ خلال الثلاث سنوات الماضية وبعد ثورة 25 يناير 2011 دخل سلاح بكثرة إلى مصر من الجنوب عن طريق بحيرة ناصر وانتشر بكل أنواعه مع الاهالى وخاصة عناصر معينة اصبحت معلومة للجميع كان هدفها إسقاط دور الأمن ومن ثم اسقاط الدولة . وأين الأمن حاليا من تلك الأحداث ؟ طلقات الرصاص كان تخرج بشكل عشوائى وكان لا يستطيع أحد ان يدخل المكان خاصة من قوات الشرطة التى لا يوجد لديها تعزيزات وعربات مصفحة من اجل القيام بدورها، علاوة على ان طبيعة الشوارع والبيوت فى «السيل الريفى» موقع الحدث ضيقة للغاية وبيوت المتشاجرين متداخلة وليس كل جهة فى جانب حتى نفصل بينهم وهناك من يريد ان يستدرج الشرطة والدولة إلى احداث ما بعد 25 يناير حتى يتهمها باطلاق الرصاص على المواطنين. مما دفعنى للاتصال بمكتب وزير الدفاع الفريق أول صدقى صبحى ومكتب رئيس الوزراء وابلغتهم بأن الاشتباكات عندى خلفت قتلى ومصابين كثرا إلى جانب احتراق عشرات المنازل وفوضى عارمة تضرب أسوان، ومثيرى الشغب بدأوا ينتشرون فى الشوارع بالاسلحة النارية والبيضاء للسرقة والنهب والشرطة ليس لديها الإمكانات الكافية لفض تلك المشاجرة وحضر رئيس الوزراء ووزير الداخلية ووزير التنمية المحلية وعدد من قيادات الشرطة والجيش وتم عقد جلسة بحضور كبار العائلتين والاتفاق على تهدئة الأمور وإنهاء الأزمة. وماذا عن محاولات التهدئة والصلح بين الطرفين؟ قمنا بالاتصال بالطرفين لعمل مجالس صلح وحضر كبار العائلات من العبابدة والبشارية والجعافرة وكان على راسهم الشيخ احمد عبد الصمد من بنى هلال وجلسنا يوم الاثنين واتفقنا على هدنة مفتوحة لوقف نزيف الدم واتفقنا على 3 أيام فأكثر من أجل دفن الجثامين وتهدئة الموقف، وتم عمل لجنة تقصى حقائق للوقوف على أسباب الأزمة وحلها. وماذا تم فى اتفاق الهدنة ؟ قال المحافظ الهدنة هنا ليست بمعناها نحن لسنا فى حرب ولكنها فتنة والمقصود هنا مساعى التهدئة للقضاء على النزاع الذى شب فجأة , واهم ما تم الاتفاق عليه هو وقف الحملات الإعلامية المتبادلة بين الطرفين،وإطلاق سراح من تم القبض عليه. وماذا عن تقرير لجنة تقصى الحقائق؟ عمل اللجنة سيستمر من أسبوع إلى 10 أيام من أجل رفع التلفيات والوقوف على أسباب المشكلة وحصر المتضررين لأن هناك بيوتا كثيرة احترقت وماتت كثير من الماشية فى حظائر هذه البيوت . ما مدى تأثير تعطيل الدراسة على التلاميذ ؟ سوف تستأنف الدراسة فى أقرب وقت وتم الاتفاق مع وكيل وزارة التعليم فى أسوان أن تقوم كل مدرسة بوضع امتحاناتها حسب ما انتهت إليه من المواد الدراسية حتى لا يتضرر الطلاب من الأحداث التى مرت على العام الدراسى بأكمله.