جاء إعلان وزير الدفاع السودانى، الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين، عن شروع القيادتين العسكريتين ببلاده وإثيوبيا فى تكوين قوات مشتركة على طول الحدود المشتركة بين البلدين ليضيف علامة استفهام جديدة حول سياسات نظام البشير الحاكم فى الخرطوم تجاه مصر فالرجل لايترك فرصة لإبداء عدائه للمصريين إلا واستغلها ودون مبرر يذكر حتى وإن أعلن غير ذلك. وكلنا مازال يذكر ماحدث عقب ثورة الثلاثين من يونيو 2013 عندما فوجئنا بالبشير ينضم لاتفاقية «عنتيبى» معلنا تأييده قيام أديس أبابا ببناء سد النهضة رغم الاّثار السلبية المدمرة لهذا السد على السودان ومصر رغم أنه كان قد سبق ووعد القاهرة بعدم التوقيع على الاتفاقية ولكنه نكص بوعده بعد إسقاط الشعب المصرى نظام الإخوان من السلطة . ورغم أن مصر كانت ولاتزال وستظل تبحث عن حل سلمى لأزمة سد النهضة حتى إنها عرضت أخيرا على أديس أبابا المساعدة فى بنائه وتمويله بشرط إعادة تصميمه بما لايؤثر على الحصة المصرية من مياه النيل فإنها أيضا لم تسقط من حساباتها الخيارات الأخرى إذا تأكدت أن مضى الاثيوبيين قدما فى بناء السد بتصميمه الحالى سيشكل خطرا على المواطن المصرى وهو مايجعل الاندفاع السودانى فى هذا التوقيت لتوقيع اتفاقية دفاع مشترك مع الجانب الإثيوبى مصدر دهشة حيث يبدو وكأن الخرطوم تقول لأديس أبابا سيرى قدما فى مشروعك ولاتبالى بالمصريين فنحن معكم . ويستمد اتفاق تشكيل القوات المشتركة بين السودان وأثيوبيا أهميته من أن الوصول إلى منطقة بنى شنقول الاثيوبية الموجود بها مشروع سد النهضة لايتم إلا عن طريق الأراضى والأجواء السودانية لأن المنطقة فى الأصل سودانية وكانت خاضعة للسيادة المصرية المباشرة فترة الحكم المصرى للسودان قبل أن يهديها الإنجليز لأديس أبابا. والعقل يعجز عن فهم سر عداء نظام البشير وليس الشعب السودانى للمصريين فمصر كانت أول دولة اعترفت بنظامه بعد انقلابه على حكومة الصادق المهدى ولكنه سرعان ماانقلب على القاهرة بعد تحالفه مع الزعيم الإسلامى حسن الترابى ووفر المأوى للمجموعة التى حاولت اغتيال الرئيس المخلوع حسنى مبارك فى اديس أبابا وهى المحاولة التى أفسدت أيضا علاقات مصر بإثيوبيا. لمزيد من مقالات أشرف ابوالهول