سبحان مغير الاحوال.. في مثل هذا اليوم من العام الماضي خرج الدكتور سعد الكتاتني من السجن الذي دخله ظلما بدون محاكمة, ويومها لم يتوقع بالطبع أن الأغلبية البرلمانية ستأتي به اليوم رئيسا للبرلمان الذي جاء بانتخابات حرة شارك فيها الملايين من المصريين. تذكرت تلك الواقعة عندما تعالت صيحات النواب في أول جلسة مطالبة بمحاكمات عاجلة واستثنائية لرموز النظام السابق ورجاله. وهنا لا أظن أن الدكتور الكتاتني سوف يقبل بتلك المطالبات خاصة وهو الذي ذاق الظلم وعرفه جيدا من خلال محاكمات عسكرية في غيبة القضاء الطبيعي الذي يكفل لكل متهم حقوق التقاضي امام محاكمة عادلة. إن ذلك هو التحدي الكبير امام الاسلاميين بعد وصولهم للحكم فالكل يأمل فيهم العدل ويطالبهم بالفصل التام بين السلطات بعد أن رأينا في عصر سقط كيف كانت السلطة التنفيذية تختار اعضاء السلطة التشريعية وتعين قضاة القضائية حتي تحتكر الثلاثة في يد واحدة. واذا كانت ثورة يناير قد أسقطت العصر البائد بكل ممارساته المرفوضة فإنه يجب علي برلمانها ان يحافظ علي سلامة مسارها خاصة وان رئيس برلمان الثورة قد اكد في بيانه الأول امام النواب تمسكه باستكمال اهداف الثورة والمضي في طريق المحاكمات العادلة. وذلك ليس غريبا علي الدكتور الكتاتني رئيس السلطة التشريعية التي تؤسس لدولة القانون القائمة علي العدل والمساواة. وفي ذات السياق نطالبه بالغاء لجنة القيم من بين لجان البرلمان بعد تعديل اللائحة التي كانت تحاكم أي نائب يخرج علي رأي الأغلبية لاننا لسنا بحاجة لها في ظل برلمان ثوري جاء بمنتهي الحرية تحت قيادة برلماني مخضرم جرب قسوة الظلم في الليمان قبل أن يرأس البرلمان.. وسبحان مغير الاحوال [email protected] المزيد من أعمدة عبد العظيم الباسل