فى مواكبة للاتجاهات العالمية، استعرضت وحدة أمراض الدم بطب عين شمس نجاح تجربتها فى علاج الأطفال مرضى أنيميا البحر المتوسط المترددين عليها، باستخدام عقاقير التخلص من الحديد التى تعطى بالفم، والتى تشكل تغيرا فى مفهوم العلاج، بعدما أثبتت نتائجها انخفاض معدل الوفاة لأقل من 1%، وارتفاع متوسط العمر لأكثر من خمسين عاما، بالإضافة إلى منع فشل وظائف القلب والكبد والكلى نتيجة ترسب نسب الحديد الزائدة عند نقل الدم المتكرر لهؤلاء المرضى. استعراض التجربة جاء أمام المؤتمر العلمى الدولى العشرين لقسم طب الأطفال بجامعة عين شمس، والمؤتمر الثانى عشر لجمعية أمراض دم الأطفال، وأقيم على هامش المؤتمر "حلقتا" عمل عن الأطفال حديثى الولادة، والمرضى بالهيموفيليا. تحدث د. محسن الألفى رئيس أقسام طب الأطفال بطب عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لأمراض دم الأطفال ورئيس المؤتمر، عن نتائج المتابعة والتحاليل الدورية على مدار 8 سنوات لأطفال الثلاسيميا التى أكدت خلو أجسامهم من النسب الزائدة للحديد بعد تعاطيهم الأنواع الجديدة من العلاج الوقائى عن طريق الفم، وهو ما ساعد على حمايتهم من المشكلات المترتبة على ترسب الحديد. وشهدت مناقشات المؤتمر تحذيرا من التشخيص الخاطئ لبعض الحالات المرضية لدى الأطفال التى تتميز بالسخونة المستمرة وتضخم الكبد والطحال مع احتمال حدوث طفح جلدى والاصفرار بالعين، وكلها أعراض لخلل مناعى يصيب الخلايا الملتهبة لتفرز مواد بيولوجية مؤدية لهذة الأعراض. وتصل نسب الحالات المصابة لأكثر من ألف طفل سنوياً بحسب البروفيسور الإيطالى اريكو، تمثل هذه الأعراض استجابة غير طبيعية لمجموعة من الفيروسات أو الأمراض المناعية أو الأورام، وتتشابه أعراضها مع مجموعة كبيرة من أمراض الأطفال الخطيرة، إلا أنه يمكن تحديدها بالتشخيص المعملى مع البحث عن الجينات المسئولة، وتبلغ نسب الشفاء 60% فقط، ويحتاج نصف الحالات على الأقل لزرع النخاع فى حالة فشل العلاج الدوائى. ومن جهتها، عرضت وحدة دم الأطفال بطب عين شمس الخدمة التى تقدمها ممثلة فى العلاج الوقائى لمنع النزف فى المفاصل المصاحب لمرضى الهيموفيليا أ، الذين يعانون من خطر النزف من أى أجزاء الجسم كالمفاصل أو العضلات أو المخ أو الأنف بعد إجراء العملية الجراحية نتيجة نقص معامل التجلط رقم 8 لأسباب وراثية. ويشير د. الألفى إلى أن العلاج الوقائى مطبق منذ 15سنة فى العالم، لكنه دخل مصر منذ 5 سنوات فقط ، منذ بدأت الوحدة فى تطبيقه، وذلك بالحقن التعويضى للطفل بمعمل التجلط رقم 8 المخلق، إلا انه للأسف لا يعيش أكثر من 12 ساعة بما يلزم حقن الطفل كل يومين. ويتابع د. الألفي: من خلال الأبحاث فى الوحدة مع د. مجدى الاكيابى أستاذ الأطفال وأمراض الدم بطب عين شمس، توصلنا إلى ضبط للجرعات بشكل يسمح بإعطاء الطفل جرعة واحدة تدوم لمدة أسبوع. وحاليا يُعالج 30 مريضا بالعلاج الوقائى من إجمالى 240 حالة مترددة على الوحدة. كما تم التوصل ايضا لدواء محلى ذى أمان وفاعلية وأرخص ثمنا وتم تطبيقه على نطاق محدود بالتأمين الصحي، وحقق نتائج مطمئنة. والأمر هكذا، يطالب د. الألفى بضرورة التوسع فى توفير هذه الأدوية الوقائية لمرضى الهيموفيليا فى مستشفيات التأمين الصحى لخدمة عدد أكبر من المرضى، مشيرا إلى أن التباطؤ فى علاج الطفل بعد مرور ال24 ساعة من بدء النزف يحدث مضاعفات لا يمكن استرجاعها مثل تليف المفاصل والتكلس والتشوهات لينتهى الأمر بالطفل بإعاقة حركية. ويشير إلى أن بروتوكول العلاج الوقائى مطبق بنسبة 1% فقط بين مرضى الهيموفيليا البالغ عددهم 8 آلاف حالة، منها 4600 فقط تم تشخيصها، فى حين أنه يطبق بنسبة 100% بين المرضى فى الدول الاسكندنافية، وبنسبة 75% فى أوروبا وأمريكا. ومن جانبها أوضحت د.ة منى السماحى أستاذ طب الأطفال ورئيس وحدة سكر الأطفال بطب عين شمس، أهمية الأكتشاف المبكر، ونشر ثقافة التعايش مع مرض السكر خاصة مع الزيادة المتوقعة فى عدد المرضى بحلول 2030 لتقفز بمصر إلى المركز الثامن بدلا من المركز العاشر حاليا، وفقا للإحصاءات العالمية حول أعداد المرضى. وتشير إلى أن عيادة سكر الأطفال تخدم ما يفوق الألفى حالة مصابة بمرض السكر من النوع الأول، مضيفة أن هناك أسبابا بخلاف الاستعداد الجينى للإصابة منها التعرض للملوثات البيئية كالمبيدات الحشرية والفيروسات ونقص فيتامين د. لذلك من أهم النصائح الالتزام بإعطاء الطفل التطعيمات كافة فى توقيتها، وأيضا الاهتمام بالرضاعة الطبيعية التى توفر مناعة للطفل ضد الفيروسات، وكذلك ضمان حصول الطفل على الجرعات المناسبة من فيتامين د، وكلها عوامل تساعد على الحماية من الإصابة. وتجذب د. السماحى النظر إلى الزيادة الملحوظة فى حالات الإصابة بالسكر من النوع الثانى فى صغار السن فى عمر عشر سنوات بدلا من عمر الأربعينيات المتعارف عليه، وهو ما ترجعه إلى العادات الغذائية الخاطئة والسمنة وعدم ممارسة الرياضة. وتشير إلى ضرورة تثقيف المريض بالحقائق حول طبيعية مرضه، والانتظام فى تناول الأنسولين والتحليل المنتظم مما يمكن الطفل من التعايش مع السكر، كأنه طفل طبيعي، ويجنبه مضاعفاته.