هو إنسان متواضع منكمش خجول فقير ولكن موهبته الموسيقية كانت واضحة وهو أيضا الأبن الرابع عشر فى أسرة يعمل عائلها مدرس بدون مرتب ولكنه يعمل مقابل المأكل وأجر زهيد. بدأ تعلم الموسيقى فى البداية على يد والده لكنه لم يتلق نفس الاهتمام والتشجيع الذى تلقاه فولفجانجأماديوس مونسارت من والده: وعاش فى بيئة موسيقية حيث كانت أسرته تستقبل الموسيقيين والعازفين والمهتمين بشئون الموسيقى وذلك كان حافزاً له لدراسة الموسيقى التى كانت فى أحدى كنائس القصر الإمبراطورى فى فينا. كما أنه عندما أظهر مواهبه فى دراسة الموسيقى بدأ يأخذ دروسا على يد أنطونيوساليريوالذى كان مدرسا أيضا لبتهوفن ثم انضم بعد ذلك عازف فيولينا فى أوركسترا مدرس وقام بعزف مؤلفات هايدن ومونسارت وآخرين يعتبر فرانز شوبرت 1767 – 1828 من المؤلفين الموسيقيين العالميين عن جدارة واستحقاق رغم أن مؤلفاته تعتبر قليلة بالنسبة للمؤلفين الآخرين .. لكنه كموسيقى يعتبر غريبا فى سلوكه الفنى حيث قام بتلحين العديد من الأغانى لمختف الشعراء ثم قام أيضا بالتدريس فى كلية سانت آنا ثم تحول إلى التأليف الموسيقى لكنه كان يعانى الفقر الواضح لدرجة أنه لم يجد الأموال اللازمة لتأجير "بيانو" ولم يحصل على أى مساعدات من الأمراء والحكام مثل "مونسارت" و"هايدن" لكن اصدقاءه الذين كانوا من الطبقة الوسطى كانوا يحاولون مساعدته حسب إمكانياتهم. كان "شوبرت" انطوائى الشخصية ولا يحب الظهور فى المجتمعات الأرستقراطية وبالتالى حجب نفسه عن المجتمع ففقد الشهرة الفنية فى ذلك الوقت. وحدث أن تعرف على الكونت "آسترهانزي" فى قصره الذى دعاه لتدريس الموسيقى لأبنتيه "مارى وكارولين" وكانت هذه أسعد فترة فى حياته حيث كان يستمتع فيها بتدريس كارولين ووقع فى غرامها ولكنها فاجأته بأنها مخطوبة لابن عمها الذى كان أميراً. استطاع بعد ذلك شوبرت أن يحيط نفسه ببعض الأصدقاء للتباحث فى الأمور الاجتماعية والفنية وكانوا عبارة عن شبان مثقفين من الطبقة المتوسطة ولهم اهتمامات واحدة وأعطتهم هذه اللقاءات شيئا من الثقة بالنفس فبدأ ينتج مؤلفاته التى اتخذت الشكل الكلاسيكى مخلوطاً بالشكل الرومانسي.. فقام بتأليف تسع سيمفونيات ومنهم السيمفونية الناقصة "الثامنة" بالإضافة إلى 22 سيمفونية للبيانو وخمس عشر رباعى وترى كما يتضح أسلوبه الرومانسى وتأثره بالعصر الذهبى حيث عاصر "جوته" و"شيلر" ثم استطاع أن يشترى لنفسه بيانو ولكن مع الآسف بعد فوات الأوان حيث بدأت صحته تتدهور بعد كثرة العمل الشاق وأصيب بالتيفود ومات محاطاً بأحد أخوته وعدد قليل من الأصدقاء ودفن بجوار قبر مثله الأعلى "بيتهوفن" تاركاً ثروة فنية لا يتركها إلا العظماء وأثبت كغيره من العظماء أنه مهما كانت الصعوبات والمشاكل الحياتية معوقة للإنسان فإن الإرادة والإصرار وتحقيق الهدف ليس محال .. والمعنى أنه قام أثناء حياته بالإبداع المتواصل ليسعد البشرية ولكن البشرية لم تسعده وهكذا الفنانون عطاء بلا مقابل.