فى كل مرة يتواجد فيها فريق مصرى داخل منظومة كأس الاتحاد الإفريقى لكرة القدم المعروفة باسم كأس الكونفيدرالية.. تدور رؤوس الجماهير، ليس تلك التى تنتمى للنادى المشارك فقط، ولكن كافة أطياف المشجعين، فالكل يترقب وينتظر لحظة الخروج من المنافسات وليس مرحلة التتويج، إذ تحول الفشل إلى عنوان كبير يلاحق كل من تواجد فى البطولة منذ لحظة انطلاقها سواء باسمها القديم أو حتى الجديد. وفى كل مرة تتوه الحقائق، وتتوقف العقول حول أسباب الاخفاق، وهل الأمر له علاقة بالناحية النفسية على أساس أنها لا تقارن بدورى الأبطال، أم بالأمور المادية، باعتبار أن جوائزها تقل كثيراً عن البطولة الأكبر «دورى الأبطال» أم أن هناك حقائق أخرى لا يعرفها البعض لدرجة، أن أصحاب الاهواء ذهبوا بعيدا للقول بان هناك «لعنة» تطارد المصريين فى هذه المنافسات. وبعيدا عن كل هذه التفسيرات سواء العقلانية او الخيالية.. فإن أوراق التاريخ تقول إن الاتحاد الافريقى لكرة القدم (كاف) لم يستحدث هذه البطولة بل انه ضم إليها بطولة أبطال الكئوس، وألغى الأخيرة لأنها الأضعف مع تغيير اسمها، ومن المفارقات أن الأندية المصرية، هى صاحبة الباع الكبير فى البطولة بحصولها عليها ثمانى مرات من أصل 28 بطولة، استحوذ الأهلى على نصيب الأسد منها، بفوزه باللقب أربع مرات، من بينها اعوام 84 و85 و86 محتفظا بكأس عبدالعزيز مصطفى مدى الحياة، ثم سنة 1993 وجاء المقاولون العرب ثانيا برصيد ثلاث بطولات اعوام 82 و83 و1996، وحصل الزمالك عليها مرة واحدة عام 2000. ومن لحظة انطلاق المسابقة الجديدة، وهناك حالة خصام واضحة بين ابناء الفراعنة وبينها، بل وكانت على موعد دائم مع نتائج قاسية لا تليق بسيطرتهم على اكبر بطولة فى القارة وهى دورى الابطال من خلال تتويج الاهلى والزمالك والاسماعيلى لها 14 مرة مجتمعة منها اصحاب الزى الاحمر ثمانى مرات والزمالك خمس ولكن الموقف اختلف تماما فى الكونفيدرالية فقد سقطت جميع الفرق المصرية فيها وبشكل درامي، لدرجة أن خروجها جاء بنتائج ثقيلة ولم يتسن لها من قريب أو بعيد الاقتراب من منصة التتويج. وعلى الرغم من خبرة الأهلى الطويلة فى أدغال القارة السمراء وسيطرته على اجوائها فى الكثير من المشاركات على مستوى الكبار، الا انه على مايبدو لا يجيد اللعب مع فرق الصف الثانى ، إذ سقط أمامها مرتين بشكل قاس.. الاولى امام اينو رينجرز النيجيرى برباعية نظيفة، والثانية امام سانتوس الانجولى بثلاثية دون رد ايضا، ولكنه ودع البطولة وقتها بركلات الترجيح نظرا لسابق فوزه فى الذهاب بنفس النتيجة، ليكتب بكلمة الوداع، مشهدا غير مسبوق له فى منافسات القارة السمراء. ولم يكن الاسماعيلى أول فريق مصرى ينال لقب دورى الأبطال بشكلها القديم موسم 1969/1970 مختلفا عن الأهلى فقد تعثرت وتكسرت جميع محاولاته لعبور هذا العائق النفسي، وكانت أفضل نتائجه الاكتفاء بلقب الوصيف امام شبيبة القبائل الجزائرى وبقاعدة احتساب الهدف خارج الملعب بهدفين لتعادله على ملعبه 1/1، ثم بدون اهداف على ارض المنافس، فى حين باءت كل مشاركاته السابقة بنفس الفشل الذريع وخرج إما من دور الثمانية او دور ال 16 مثلما حدث هذا الموسم بسقوطه امام بترو اتليتيكو الانجولى بهدف للاشيء فى مجموع اللقاءين. وسارت أندية انبى وحرس الحدود ومؤخرا وادى دجلة على نفس الدرب فالجميع تسابق فى السقوط داخل الحلبة امام منافسين من المفترض انهم «فرز ثاني» على مستوى اندية القارة بل ان دجلة الذى كان من المفترض ضمن التأهل قبل السفر الى مالى بفوزه بهدفين للاشيء فى الذهاب، ارتعدت فرائصه فى الاياب وخسر بركلات الترجيح على الرغم من تألق حارسه المخضرم عصام الحضرى فى انقاذ ركلتى جزاء. وفى محاولة لفك لغز «البطولة المشئومة».. توالت التبريرات من بعض المحللين واصحاب الرأي.. البعض ربطها بشكل اساسى بضعف المقابل المادى إذ يحصل البطل بعد هذا المارثوان الطويل حتى المباراة النهائية فقط على 660 الف دولار وليس من حقه المشاركة فى كأس العالم للاندية، بينما ينال الوصيف 432 الف دولار, وصاحب المركز الثالث على 239 الفا، والرابع على 178 الفا فى حين يصل نصيب كل فريق فى دورى المجموعات 150 الفا. ويشير بعض الخبراء الى ان افتقاد الدفعة المعنوية لاسيما من الكبار مثل الاهلى وراء عدم الاهتمام بها بالشكل الكبير باعتبار انه لا ينافس الافضل, بالاضافة الى انها لا تستحق كل هذا العناء سواء من الناحية المادية او الفنية فى حين ان افتقاد الخبرة لدى الوافدين الجدد من الدورى المصرى مثل انبى ووادى دجلة يعتبر سببا رئيسيا فى عدم توفيقها لاسيما فى المراحل المهمة من البطولة.