مثل قطعان شاردة لوحوش ضالة، أنهكتها الضربات المتوالية على يد القوات المسلحة والشرطة، يخوض الإرهاب الأسود معركته الأخيرة ضد أحلام المصريين مسلحا بكم غير مسبوق من عبوات الغدر وقنابل الخسة والوضاعة، ويظن هؤلاء القتلة أن تفجيراتهم العشوائية، التى تعتمد سياسة «القتل على المشاع»، سوف تخيف الشعب أو تزعزع عزيمة أجهزته الأمنية، ولعل أصدق مثال على تهافت هذا التصور البائس التفجير الإرهابى المجرم الذى شهده ميدان النهضة وأسفر عن استشهاد العقيد طارق المرجاوى رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، وإصابة خمسة ضباط آخرين بينهم اللواء عبدالرءوف الصيرفى، نائب مدير أمن القاهرة، إذ كان لافتا حجم الغضب الشعبى والإصرار على مواصلة الطريق من أجل مصر حديثة لا تعرف الخوف ولا تؤرقها فلول حفنة يائسة من المجرمين القتلة. ولعل هذا الحادث، بالغ الخسة، يكون درسا وعبرة لمن كان له قلب ولايزال يوفر غطاء سياسيا وإعلاميا لرءوس الشر، الذين احترفوا التخطيط بليل ضد أمن الوطن واستقرار البلاد. إن مصر التى تصدت للإرهاب فى الثمانينيات، وهزمته فى التسعينيات، سوف تنتصر فى الجولة الأخيرة ضد المؤامرة الإجرامية التى تستهدف حق الأجيال الجديدة فى مستقبل عنوانه الازدهار والرفاهية، صحيح أن الجولة هذه المرة تحظى بمخططات واسعة النطاق لأجهزة استخبارات دولية وإقليمية لدول اختارت أن تقف فى الجانب الخطأ من التاريخ، إلا أن الشعب المصرى الذى أسقط نظامين فى أقل من ثلاث سنوات، لم ينفذ ما فى جعبته من قدرات بعد! يزيد على ذلك أن الإرهابيين لايدركون حتى هذه اللحظة أن معركتهم ليست مع قوى الأمن وأجهزته المختلفة، لكنها بالأساس مع شعب بكامله، شعب يأبى الخضوع لأفكار خادعة مضلة تشيع فلسفة التكفير وقتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق. وينسى هؤلاء الأوغاد أن الشعوب لا تهزمها الأباطيل والذين يديرون مؤامراتهم الوضيعة فى ظلام الغرف المغلقة ونفوسهم الخربة. وأخيرا فإن التيار الإسلامى بمختلف مكوناته عليه اتخاذ موقف حاسم وقاطع من الإرهاب، والتبرؤ ممن ينتسبون زورا وبهتانا للدين الحنيف فى إصدار فتاوى تكفر المجتمع وتمنحها رخصا مجانية للقتل. لمزيد من مقالات رأى الاهرام