يحسم مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل جدلا واسع النطاق حول مشروع قرار فرنسي- بريطاني جديد حول الأزمة في سوريا ليحل محل مشروع القرار الذي روجت له روسيا- حليفة دمشق- مؤخرا. ويعكف حاليا علي صياغة مشروع القرار الجديد مندوبون من بريطانيا وفرنسا بالتشاور مع مبعوثي قطر والمغرب والولايات المتحدة والمانيا والبرتغال, ليتم طرحه كبديل عن المشروع الروسي الذي اعتبر علي نطاق واسع ضعيف للغاية. وانضمت فرنسا في مشروع قرارها لمساندة دعوة الجامعة العربية للرئيس السوري بشار الأسد للتنحي, وهو ما يمهد السبيل إلي مواجهة مع روسيا حليفة دمشق في مجلس الأمن. وقال دبلوماسيون إن مسودة القرار الجديد تدعم خطة الجامعة العربية التي تتضمن تنحي الأسد عن السلطة وإفساح المجال لتشكيل حكومة وحدة وطنية من أجل وقف إراقة الدماء. واستبعد رئيس أكاديمية العلوم الجيوسياسية بموسكو الجنرال المتقاعد ليونيد إيفاشوف ان تؤيد روسيا والصين مشروع القرار الدولي الجديد حول سوريا الذي قدمته دول غربية وعربية الي مجلس الأمن الدولي مؤخرا. وقال إن روسيا تدعو النظام السوري دائما إلي الحوار مع المعارضة بما فيها المعارضة المتشددة, منتقدا موقف الجامعة العربية, ودول الخليج من قضايا ليبيا وسوريا وإيران, واعتبره انتهاجا لسياسة تصب في مصالح الغرب وأمريكا. وحول الموقف العربي, أعرب الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية عن قلقه لاستمرار العنف والاقتتال في سوريا والذي يؤدي إلي سقوط مزيد من الضحايا الأبرياء كل يوم. وأكد العربي علي ثقته الكاملة بعمل بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلي سوريا ورئيسها الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفي الدابي, مشيدا بشجاعة المراقبين الذين يؤدون عملهم بمهنية وجدية في ظروف بالغة الصعوبة. وميدانيا, قال ناشطون لوكالة الأنباء الألمانية إن أصوات انفجارات ضخمة وبنادق آلية تسمع في المدينة وسط أنباء عن مقتل شخصين وجرح ثمانية آخرين. كما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر إن مدير الهلال الاحمر العربي السوري في إدلب بشمال سوريا قتل رميا بالرصاص أمس الأول. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن إطلاق النار من الرشاشات الثقيلة استمر لليوم الثالث علي التوالي بمدينة القصير في محافظة حمص ما أدي إلي سقوط ثمانية جرحي وتهدم جزئي في عدد من المنازل, فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة بين المجموعات المنشقة والجيش. وفي محافظة درعا, دارت اشتباكات عنيفة بين قافلة لقوات أمنية عسكرية مشتركة ومجموعات منشقة علي الطريق الدولي قرب بلدة خربة غزالة ما أدي إلي مقتل وإصابة تسعة من القوات النظامية.