أعلنت الجامعة العربية رفضها القيام بإجراء أي تعديلات في البروتوكول الخاص بمهمة بعثة الجامعة إلي سوريا، وأكد السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية في تصريحات صحفية أن أي تعديل في البروتوكول ليس من اختصاص الجامعة وإنما يتطلب عقد اجتماع لمجلس وزراء الخارجية العرب وهو ما ترفضه اللجنة الوزارية المعنية بمتابعة تطورات الشأن السوري. وقال بن حلي إن الأمين العام قام بالمشاورات مع رئيس اللجنة وأعضائها واستقرار الرأي علي أن التعديلات والإضافات التي أرسلها وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلي الجامعة العربية تمس جوهر الوثيقة وتغير جذريا طبيعة مهمة البعثة. ميدانياً، فرضت قوات الأمن السورية طوقا أمنيا حول منطقة المزرعة بوسط العاصمة دمشق التي تعرض فيها مبني حزب البعث الحاكم للهجوم باستخدام قذائف صاروخية في أول هجوم من نوعه منذ بدء انتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد قبل ثمانية أشهر. فيما أعلن «الجيش السوري الحر» الذي يضم منشقين عن الجيش السوري ويتخذ من تركيا المجاورة مقرا له مسئوليته عن الهجوم. ولم يتسن علي الفور التحقق من ذلك من مصدر مستقل، وتمنع السلطات السورية معظم الصحفيين المستقلين من دخول البلاد. وذكر سكان محليون ان قذيفتين صاروخيتين علي الأقل اصابتا احد المباني الرئيسية لحزب البعث السوري الحاكم في دمشق يأتي هذا الهجوم بعد ساعات من تعهد الرئيس السوري بشار الأسد باستمرار الحملة التي تشنها القوات السورية لقمع الاضطرابات المناهضة لحكمه وانقضاء موعد نهائي حددته الجامعة العربية لسوريا كي تنهي حملتها ضد المحتجين وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد حذر في وقت سابق في مقابلة مع صحيفة «صندي تايمز» البريطانية من أن أي تدخل عسكري محتمل ضد بلاده من شأنه أن يؤدي إلي «عواقب وخيمة» مؤكداً أن بلاده لن ترضخ للضغوط التي تتعرض إليها علي خلفية حملة القمع الدموية يتصدي بها نظامه لاحتجاجات شعبية مناوئة له وكرر الرئيس السوري تأكيده ان أي عمل عسكري ضد سوريا سيثير «زلزالا» بالشرق الأوسط، مؤكداً أنه يعتزم إجراء انتخابات مطلع العام المقبل لاختيار برلمان وحكومة ودستور جديد، مضيفاً انه سيتنحي حال خسارته في الانتخابات الرئاسية. ميدانياً، افادت منظمة حقوقية أمس ان ثلاثة مدنيين علي الاقل قتلوا وجرح آخرون خلال عملية امنية وعسكرية في بلدتي القصير بوسط سوريا وتفتناز بريف إدلب بعد انتهاء المهلة التي حددتها الجامعة العربية لوقف اعمال العنف في سوريا. ويأتي ذلك غداة مقتل 24 شخصا في سوريا بينهم اربعة عناصر من الاستخبارات الجوية قتلوا اثر هجوم شنه منشقون عن الجيش السوري استهدف سيارتهم وسط سوريا. وفي تركيا، كشفت»صباح» التركية النقاب عن تقارير مخابراتية تؤكد أن بشار الاسد أعد ما وصفته الصحيفة ب»سيناريو القيامة» لمواجهة زيادة الضغوط الدولية علي سوريا ومطالبته بالتنحي فورا. يتضمن سيناريو القيامة تنفيذ استراتيجية القتل الجماعي وسفك الدماء في كل من المدن السورية التي تشهد اشتباكات حالياً حماه وحمص وحلب. وستقوم فرق سرية تابعة لماهر الاسد شقيق الرئيس السوري باستخدام اشد واعنف وسائل القتل الجماعية والتعذيب عن الفترات الماضية لمحاولة اثارة الاشتباكات العرقية والمذهبية في مختلف انحاء المدن السورية. وأضافت ان لدي أنقرة خططاً طارئة لإقامة منطقة حظر طيران او منطقة عازلة لحماية المدنيين في سوريا اذا زادت عمليات اراقة الدماء. من جانب آخر، ألمحت وزارة الخارجية الأردنية إلي دعم الاردن لمشروع قرار تتبناه دول أوروبية وعربية لإدانة انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، نافية صحة الأنباء التي تحدثت عن تأهب عسكري أردني علي الحدود الشمالية مع سوريا واصفا إياها بغير الصحيحة.