شعرت بسعادة غامرة وانا داخل ميدان التحرير امس لانني لمست كيف أصبحت تشعر غالبية المصريين من كل الفئات والاعمار والطبقات بان مصر باتت لهم وملك أيديهم وأنهم هم الذين يستطيعون تقرير مصيرها ومستقبلها الذي هو مصيرهم ايضا ومستقبل ابنائهم, ففي أوقات التحولات التاريخية من حياة الأمم تتخذ الشعوب قرارات مصيرية قد تكون حكيمة وتقود الي ما يحقق آمال وطموحات الشعوب اوقد تعود بها الي الوراء.وزادت سعادتي وانا اري حشود من الشباب والشيوخ والسيدات والفتيات يتدفقون عبر شارعي الجلاء ورمسيس وكل الشوارع المؤدية الي ميدان التحرير وكل منهم يحمل علم مصر ويهتف باسمها او يحمل مشنقة للمطالبة بالقصاص من قتلة الشهداء. وشعرت بان ارواح شهداء الثورة من يوم25 يناير وحتي الآن تحوم حول الميدان ويشعر بها كل مشارك. ولولا هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من اجل قيم نبيلة أمنوا بها وأشقائهم من المصابين لما نجحت تلك الثورة, ولولا شجاعتهم واستعدادهم للتضحية بأرواحهم لما كانت مصر حرة الآن ولما سقط الرئيس المخلوع ولما شهدنا انتخابات حرة ونزيهة سمحت لكثيرين لم يكونوا يحلمون بانه يمكنهم الفوز بعضوية مجلس الشعب نظرا لأساليب الفساد التي كانت تدار بها الامور, حتي وان كانوا مؤهلين وأكثر كفاءة من الفاسدين الذين كانوا يفوزون بالتزوير في المجالس السابقة. ومنذ عام بالتمام.. خرج المصريون الي الميادين والشوارع الرئيسية في اغلب المدن المصرية ثائرين علي الظلم والقهر والفقر الذي عانوا منه سنوات طويلة بصبر مدهش- يحسدون عليه- ولم يكن احد يتخيل حتي هؤلاء الذين نظموا ودعوا الي تلك التظاهرات ان نظام الحكم الذي استمر30 عاما كان هشا ومهلهلا مثل حائط متداعي لا ينقصه إلا دفعة بسيطة حتي يسقط. ونحمد الله علي ان الامر لم يستغرق اكثر من18 يوما سقط خلالها اكثر من850 شهيدا ونحو12 ألف مصاب منهم اكثر من1400 شاب مصابين في عيونهم! كل هؤلاء الشهداء والمصابين لم يطلق امن العادلي عليهم رصاصة واحدة وفقا لزعم محامي المخلوع والعادلي, اي ان هؤلاء اطلقوا النار والخرطوش علي انفسهم او ان زملاءهم في الميدان هم من اطلق عليهم الرصاص الحي او دهسهم بسيارات الأمن المصفحة لانه وفقا للمحامي فان مبارك هو زعيم الثورة والعادلي هو من حمي الثورة فكيف لمن تزعم الثورة ضد نفسه ان يطلق النار علي انصاره من المتظاهرين!! وبناء علي نظرية الديب فان الشعب هو المجرم.. وال18 مليون الذين خرجوا في الشوارع للمطالبة بسقوط مبارك لابد من محاكمتهم ووضعهم في سجن طرة وإخراج كل رموز النظام الفاسد لانهم ابرياء ومساكين!! كلمة أخيرة: لولا ابطال السويس وشهداؤها في الأيام الأولي للثورة لم يكن من الممكن ان تتقدم ثورة25 يناير, فمع سقوط اول شهيد للثورة في السويس اشتعلت المظاهرات والاحتجاجات في كل أنحاء مصر بسرعة البرق, وكان شهداء السويس الشعلة التي اضاءت النور للثورة تحية خاصة لهؤلاء الأبطال ولكل أهل السويس الأحرار. المزيد من أعمدة منصور أبو العزم