بعد أن أعلن المشير عبدالفتاح السيسى ترشحه للرئاسة رسميا، ومع وجود حمدين صباحى كمنافس رئيسى له حتى الآن، ما هو التوصيف السياسى- الأيديولوجى للمعركة الرئاسية القادمة فى مصر؟ الحياة السياسية المصرية طوال القرنين الماضيين عرفت خمسة توجهات أساسية، هى:الإسلامية والليبرالية والإشتراكية والقومية فضلا عن التوجه الوطنى العام غير الملتزم بأيديولوجية ما(والذى يمكن تسميته- بالمصطلحات السياسية- بالشعبوية). ويمكن القول بشكل عام إنه- عقب إستقلال مصر- عام 1922- شهدت مصر نظاما يغلب عليه الطابع الليبرالى ، ولكنه انتهى بقيام ثورة 1952 التى أقامت نظاما "شعبويا" ذا توجهات إصلاحية اجتماعية واقتصادية،إزدهرت فى ظل عبد الناصر، وأصابها الذبول فى عصرى السادات و مبارك.. وبعد ثورة يناير 2011 تنافست كل التيارات السياسية فى الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية، ولكنها آلت فى جولتها الثانية إلى التنافس بين التيار الإسلامى(مرسى)، والتيارالوطنى العام، أو"الشعبوى" ممثلا فى (شفيق). هذه المرة تدور المعركة الرئاسية أساسا بين مرشح ينتمى للتيار الوطنى العام، الشعبوى، والذى ارتبط بالمرشحين العسكريين، ومرشح ينتمى للتيار القومى (وذلك فى نظرى التوصيف الأدق لصباحى من توصيف ناصرى). مامعنى هذا؟ معناه أولا أن القوى التى تتنافس فعليا على حكم مصر هى: الإسلامية والشعبوية، وتحاول مزاحمتها الآن - بصباحى- القوى القومية. ومعناه، ثانيا، أن القوى الإسلامية، أهدرت- بفشلها الذريع فى الحكم- الفرصة التاريخية الثمينة التى اتيحت لها، قبل أن يسقطها الشعب من الحكم فى ثورة 30 يونيو! أما القوى الليبرالية فواضح أنها منذ ان أزاحتها ثورة يوليو لم تتمكن بعد من إعادة ترسيخ وجودها على مسرح السياسة المصرية، ولذلك فإن عليها تحديات كبيرة لتثبت ذاتها. أما القوى الإشتراكية التى تأثرت بشدة بنكسة الإشتراكية على الصعيد الدولى، فإن وجودها- حتى وإن كان هامشيا- يظل مهما فى ضوء دفاعها المبدئى والقوى عن الحقوق الإقتصادية والإجتماعية للطبقات الدنيا. ويتبقى اليوم أمامنا تلك المنا فسة الرئاسية بين الإتجاه "القومى" والإتجاه "الشعبوى"، المرتبط تاريخيا بالجيش، والذى أعتقد أن فرصته ستكون- كما كانت- هى الأرجح بقوة! لمزيد من مقالات د.أسامة الغزالى حرب