د. حسين خالد يكتب: جودة التعليم العالى (2)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه اليوم بعد انخفاضه في البنوك    المركزي للتعبئة العامة والإحصاء يعلن اليوم معدل التضخم لشهر أبريل    ذهب وشقة فاخرة وسيارة مصفحة، كيف تتحول حياة البابا ليو بعد تنصيبه؟    جوجل توافق على دفع أكبر غرامة في تاريخ أمريكا بسبب جمع بيانات المستخدمين دون إذن    الرئيس السيسي يعود إلى أرض الوطن بعد مشاركته في احتفالات عيد النصر في موسكو    دوي انفجارات في مدينتي أمريتسار وجامو الهنديتين وسط تصاعد التوترات    بعد 8 ساعات.. السيطرة على حريق شونة الكتان بشبرا ملس    نشرة التوك شو| البترول تعلق على أزمة البنزين المغشوش.. وتفاصيل جديدة في أزمة بوسي شلبي    طحالب خضراء تسد الفجوة بنسبة 15%| «الكلوريلا».. مستقبل إنتاج الأعلاف    الشعب الجمهوري بالمنيا ينظم احتفالية كبرى لتكريم الأمهات المثاليات.. صور    شعبة الأجهزة الكهربائية: المعلومات أحد التحديات التي تواجه صغار المصنعين    مدير مدرسة السلام في واقعة الاعتداء: «الخناقة حصلت بين الناس اللي شغالين عندي وأولياء الأمور»    برلمانية: 100 ألف ريال غرامة الذهاب للحج بدون تأشيرة    جيش الاحتلال يصيب فلسطينيين بالرصاص الحي بالضفة الغربية    طريقة عمل الخبيزة، أكلة شعبية لذيذة وسهلة التحضير    عقب الفوز على بيراميدز.. رئيس البنك الأهلي: نريد تأمين المركز الرابع    سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن بعد آخر تراجع بمستهل تعاملات السبت 10 مايو 2025    الشقة ب5 جنيهات في الشهر| جراحة دقيقة بالبرلمان لتعديل قانون الإيجار القديم    استشهاد قائد كتيبة جنين في نابلس واقتحامات تطال رام الله    العثور على جثة متفحمة داخل أرض زراعية بمنشأة القناطر    زعيم كوريا الشمالية: مشاركتنا في الحرب الروسية الأوكرانية مبررة    هل تجوز صلاة الرجل ب"الفانلة" بسبب ارتفاع الحرارة؟.. الإفتاء توضح    الهند تستهدف 3 قواعد جوية باكستانية بصواريخ دقيقة    الترسانة يواجه «وي» في افتتاح مباريات الجولة ال 35 بدوري المحترفين    ملك أحمد زاهر تشارك الجمهور صورًا مع عائلتها.. وتوجه رسالة لشقيقتها ليلى    «زي النهارده».. وفاة الأديب والمفكر مصطفى صادق الرافعي 10 مايو 1937    تكريم منى زكي كأفضل ممثلة بمهرجان المركز الكاثوليكي للسينما    «ليه منكبرش النحاس».. تعليق مثير من سيد عبدالحفيظ على أنباء اتفاق الأهلي مع جوميز    «غرفة السياحة» تجمع بيانات المعتمرين المتخلفين عن العودة    «زي النهارده».. وفاة الفنانة هالة فؤاد 10 مايو 1993    «صحة القاهرة» تكثف الاستعدادات لاعتماد وحداتها الطبية من «GAHAR»    حريق ضخم يلتهم مخزن عبوات بلاستيكية بالمنوفية    عباسى يقود "فتاة الآرل" على أنغام السيمفونى بالأوبرا    ستاندرد آند بورز تُبقي على التصنيف الائتماني لإسرائيل مع نظرة مستقبلية سلبية    حدث في منتصف الليل| ننشر تفاصيل لقاء الرئيس السيسي ونظيره الروسي.. والعمل تعلن عن وظائف جديدة    تعرف على منافس منتخب مصر في ربع نهائي كأس أمم أفريقيا للشباب    رايو فاليكانو يحقق فوزا ثمينا أمام لاس بالماس بالدوري الإسباني    الأعراض المبكرة للاكتئاب وكيف يمكن أن يتطور إلى حاد؟    البترول: تلقينا 681 شكوى ليست جميعها مرتبطة بالبنزين.. وسنعلن النتائج بشفافية    متابعة للأداء وتوجيهات تطويرية جديدة.. النائب العام يلتقي أعضاء وموظفي نيابة استئناف المنصورة    عمرو أديب بعد هزيمة بيراميدز: البنك الأهلي أحسن بنك في مصر.. والزمالك ظالم وليس مظلومًا    «بُص في ورقتك».. سيد عبدالحفيظ يعلق على هزيمة بيراميدز بالدوري    يسرا عن أزمة بوسي شلبي: «لحد آخر يوم في عمره كانت زوجته على سُنة الله ورسوله»    انطلاق مهرجان المسرح العالمي «دورة الأساتذة» بمعهد الفنون المسرحية| فيديو    أسخن 48 ساعة في مايو.. بيان مهم بشأن حالة الطقس: هجمة صيفية مبكرة    أمين الفتوى: طواف الوداع سنة.. والحج صحيح دون فدية لمن تركه لعذر (فيديو)    بسبب عقب سيجارة.. نفوق 110 رأس أغنام في حريق حظيرة ومزرعة بالمنيا    النائب العام يلتقي أعضاء النيابة العامة وموظفيها بدائرة نيابة استئناف المنصورة    هيثم فاروق يكشف عيب خطير في نجم الزمالك.. ويؤكد: «الأهداف الأخيرة بسببه»    جامعة القاهرة تكرّم رئيس المحكمة الدستورية العليا تقديرًا لمسيرته القضائية    «لماذا الجبن مع البطيخ؟».. «العلم» يكشف سر هذا الثنائي المدهش لعشاقه    ما حكم من ترك طواف الوداع في الحج؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    خطيب الجامع الأزهر: الحديث بغير علم في أمور الدين تجرُؤ واستخفاف يقود للفتنة    ضبط تشكيل عصابي انتحلوا صفة لسرقة المواطنين بعين شمس    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    رئيس الوزراء يؤكد حِرصه على المتابعة المستمرة لأداء منظومة الشكاوى الحكومية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشروع الأحلام لرعاية الأيتام
الشارع يحتضن 3 ملايين طفل منهم 500 ألف بلا عائل

بين الحلم والحقيقة خطوة .. بين النور والظلام شعاع حتى بين الموت والحياة لحظة ، لذا رغم الظروف الصعبة والأحداث الدامية التى نمر بها الآن ، لم نغفل هفوة يوم اليتيم الذى كرمه الخالق عز وجل فى كتابه العزيز 23 مرة.
حيث تحتفل معظم مؤسسات الدولة بهذا اليوم لإدخال البهجة فى نفوس أكبر عدد من الأيتام ولكن يمر الاحتفال مر الكرام دون النظر إلى أوجاعهم طوال العام ورغم الجهود المضنية التى يبذلها الكثير من الجهات المختصة برعاية الأيتام وأطفال الشوارع إلا أنها تأتى بما لا تشتهى السفن حيث تتشتت المهام و تفشل تلك الجهات فى تقديم العون لهم و بالتالى تجهض حقوقهم.
وفى هذا العام , جاءت القوات المسلحة لتغير الاحتفال بيوم اليتيم شكلاً ومضموناً بمشروع قومى تطرحه قضية الاسبوع
تطرقت القوات المسلحة،رغم مهامها الشائكة الخارجية والداخلية،إلى ما يتعرض له أطفال الشوارع والأيتام من أزمات وقامت بدراسة جادة لتحقيق حلم الأيتام وذلك بتوفير رعاية كاملة لهم هم وذووهم من أطفال الشوارع الذين يمثلون قنابل موقوتة تهدد المجتمع المصرى بأكمله فى المستقبل القريب.
ومن خلال الأبحاث العلمية السيكولوجية التى أجرتها الدكتورة منال عمر أستشارى الطب النفسى بالتعاون مع المجلس القومى للأمومة والطفولة والتى تم عرضها عليهم حول سيكولوجية الأيتام وأطفال الشوارع وسلوكياتهم، تبين أن الأسباب الإقتصادية ليست عاملاً جوهرياً فى مشكلة هؤلاء وإنما تعد عاملاً ثانوياً أما السبب الحقيقى يبدو فىالجزء البيولوجى والنفسى الخاص بهم ولابد من معالجتهم بغرس شعور داخلى لديهم بقيمتهم ودورهم فى المجتمع ومحو احساسهم بالتدنى ، لذا تدرس القوات المسلحة بالتعاون مع الجهات المختصة إنشاء مدينة عمرانية متكاملة مفتوحة فى منطقة الظهير الصحراوى لكفالة أطفال الشوارع والأيتام وتنفيذ مخطط متكامل للرعاية للملتحقين بها ليصبحوا عناصر فعالة ومؤثرة فى المجتمع.
تصورعن المشروع
وفى نظرة مستقبلية لهذا المشروع الضخم ،توصى الدكتورة منال عمر بعدم إقامة أسوار حول هذه المدينة وبدون حراسة حتى لا يشعر هؤلاء الأطفال بأنهم مجبرون على الوجود فيها أو معتقلون فتنشأ لديهم الرغبة فى الهروب مثلما يحدث حالياً فى مؤسسات الإصلاح ودورالرعاية وإنما انفتاح هذه المدينة سينشيء بداخلهم شعورا داخليا بالاختيار واحترام المجتمع لحريتهم وخصوصياتهم.وتتصور استشارية الطب النفسى أن مشروع الأحلام لرعاية الأيتام عبارة عن فيلات أو وحدات سكنية تقيم فيها كل أم بديلة مع أربعة من أطفالها فى أعمار مختلفة ومن نوع واحد إما إناث أو ذكور فى كل شقة وأن تكون هذه المدينة مكتملة المرافق و الخدمات ومزودة بمدارس التعليم الإلزامى و الفنى على أن تتناسب المناهج مع قدراتهم و ميولهم لمواكبة سوق العمل فى المستقبل، بالإضافة إلى المستشفيات ودور العبادة وناد رياضى متكامل ووسائل ترفيهية وسوق تجارية لتشكيل مجتمع متكامل لا يحتاج القائمون فيه الى الخروج منه بالإضافة الى استصلاح قطعة أرض للزراعة وإقامة مصانع للصناعات البسيطة التى تسمح للأيتام بالعمل داخلها مقابل عائد مادى.
وتشير الدكتورة منال إلى ضرورة إقامة علاقات اجتماعية وإنسانية متبادلة بين هذه الأسر وكذلك جلسات أسبوعية للعلاج الجماعى النفسى لهؤلاء الأطفال ، وتقترح زيارة رموز المجتمع سواء دينية أو فنية أو ثقافية أو رياضية أسبوعيا أو شهريا لإيجاد شعور داخلى بآدميتهم وقيمتهم وأهميتهم.
مراحل بدء المشروع
وبسؤال الدكتورة منال عمر حول مدى استيعاب هذا المشروع أطفال الشوارع والأيتام ، قالت الدكتورة إن الإحصائيات تشير إلى أن عدد أطفال الشوارع 3 ملايين طفل من بينهم أكثر من نصف مليون طفل يتيم لذا فالمشروع لابد أن يبدأ على عدة مراحل وليكن بناء 300 وحدة سكنية لاستقبال 1200 طفل يتيم تتراوح أعمارهم ما بين 3 سنوات إلى 16 سنة وستتم دعوتهم عن طريق الباحثين المتدربين على استقطاب هؤلاء الأطفال و إجراء الفحص الطبى الشامل لهم قبل التحاقهم بالمدينة حيث من المتوقع أن تبلغ تكلفة رعاية الطفل ألف جنيه شهرياً أما التكلفة الفعلية لتنفيذ هذا المشروع فتكمن فى مرتبات العاملين القائمين على رعاية هؤلاء الأطفال من أمهات ومدرسين وعمال نظافة وأطباء واخصائيين ولابد من التعاقد معهم بعقود مجزية كما لو كانوا فى إعارة للخارج.
دور الإعلام
ومن جانب آخر، تؤكد الدكتورة منال عمر أنه لابد من تعديل ثقافة المجتمع ودفع الإعلام بمختلف أنواعه لتنمية الفكرة والتوعية الى جانب حث جميع الوزارات والهيئات المنوطة بالتعاون المستمر والدائم لدعم هذا المشروع مثل وزارة الصناعة والتربية والتعليم والصحة والثقافة والشباب والزراعة والتضامن الاجتماعى والمجلس القومى للأمومة والطفولة.
اختفاء ظاهرة أطفال الشوارع
وتتوقع استشارية الطب النفسى نجاح هذا المشروع على يد القوات المسلحة بالتعاون مع الوزارات المعنية وأن يتم انتهاء ظاهرة أطفال الشوارع إلى الأبد فى المجتمع المصرى خلال 18عاما وذلك لقيام هؤلاء الشباب بالزواج من بعضهم البعض وإقامة أسر شرعية بشهادات ميلاد حقيقية وبالتالى تختفى ظاهرة أطفال الشوارع.
ومن جانب آخر، أكد اللواء خالد مطاوع الخبير بالأمن القومى أن مشروع رعاية الأيتام وأطفال الشوارع من بين القضايا المهمة التى تقوم القوات المسلحة بدراستها حالياً لتنفيذها بهدف استيعاب الأيتام وأطفال الشوارع وترويضهم فكرياً واجتماعياً وأخلاقياً مع تنمية قدراتهم البشرية وبحث امكانيات الاستفادة منها ليكون عنصرا فعالا فى المجتمع يدرك أنه له قيمة وله حاضر ومستقبل مشيراً إلى حقيقة أن اتجاه الإنسان لارتكاب الجريمة يرجع إلى عدم قدرته على الإحساس بقيمة حاضره وعدم المحافظة على مستقبله ، وبما أن القوات المسلحة لها باع طويل وخبرة فى تنظيم الأفراد وترشيد سلوكياتهم وإلزامهم بقدر من الانضباط يتناسب مع ما يتطلبه المجتمع سواء فى إطار مجال العمل أو مجال العلاقات الإنسانية ،كما أن القوات المسلحة هى الجهة الوحيدة القادرة على تأهيل هذه الفئة فى مجالات مختلفة سواء المجالات الميدانية أو الشبه مدنية أو العسكرية لأنه فى حقيقة الأمر هذا الطفل سيأتى عليه يوماً ليكون شاباً مطلوباً للتجنيد الإلزامى وبالتالى يكون قادراً على التفاعل مع المجتمع بصورة أو بأخرى فى إطار الالتزام الأدبى والأخلاقى والاجتماعى وأن يكون قادراً على العطاء.ويشير الخبير الأمنى إلى أن دراسات هذا المشروع القومى فى طور التحضير والتجهيز والتنسيق بين مختلف الجهات المختصة بهؤلاء الأطفال.
إحصائيات مخالفة للواقع
ويرى اللواء خالد أن جميع الاحصائيات الخاصة بعدد الأيتام وأطفال الشوارع لا تمثل فى الحقيقة الواقع الفعلى لأن هذا الحصرلابد وأن يكون من اختصاص جهة محددة تقوم بتصنيفهم طبقاً للمراحل العمرية والحالة الاجتماعية والاقتصادية ، وهذه الجهات تتمثل فى المجلس القومى للامومة والطفولة وحقوق الإنسان والشئون الاجتماعية ومركز معلومات مجلس الوزراء والمجلس القومى للبحوث الاجتماعية ومراكز بحثية كثيرة يدخل هذا الموضوع ضمن اختصاصها وبالتالى كل جهة تكشف عن إحصائية مختلفة عن غيرها.
ويقول خبير الأمن القومى إن أفضل هدية يمكن أن تقدم لهؤلاء الأطفال الأيتام فى يومهم هو إقرار نص الدستور الجديد بعلاج هؤلاء الأطفال فى أى مكان وأى وقت مجاناً والفحص الطبى الشامل الدورى لهم وإعادة الطفل الهارب الى أسرته وإلزامهم برعايته وخدمته ومحاسبتهم قانوناً على إهمالهم الطفل وتركه فى الشوارع.
دعوة الشرطة للأيتام
وفى الإطار نفسه، يقول اللواء أبو بكر عبد الكريم مساعد وزير الداخلية لحقوق الإنسان إن وزير الداخلية يقوم بتوجيه دعوة لجميع الأطفال الأيتام بدور الرعاية الإجتماعية والملاجيء ومنازل الاستضافة على الغداء فى جميع أندية الشرطة على مستوى الجمهورية لتقديم هدايا رمزية لهم تعبيراً عن الاهتمام بهم.ويضيف مساعد الوزير أن الوزراة بجميع إداراتها تقوم برعاية أبناء شهداء الشرطة من مجندين وصف وضباط رعاية كاملة بشكل مستمر وتذليل العقبات التى تواجههم وتلبى جميع احتياجاتهم بصفتهم أبناءها .

صرخة يتيم
تحقيق:هبة حسن
صرخات مؤلمة يطلقها صغار الأطفال داخل دار الايتام والمؤسسات والجمعيات الخيرية تعبيرا عما بداخلهم من أوجاع وآلام نفسية ومعنوية واجتماعية قبل احتياجاتهم المادية التى يسعى الجميع لسدها بالتبرعات باعتبارها المطلب الاساسى لهم وتسجيل انجازات كل دار دون البحث عما يحس ويشعر ويتمنى كل طفل لذلك لابد من التبحر بداخلهم والتعرف عن أوجهم داخل المجتمع المصري.ومن هنا نبدأ حوارنا مع الطفل أحمد بدر 14 سنة ترتسم على وجهه علامات الحزن وفقدان الأمل فى الغد وسألته أنت عاوز إيه ؟ رد قائلا: نفسى المجتمع المصرى يعترف بنا نحن الأيتام الذين لا حول لنا ولا قوة لأن القدر هو الذى حكم عليهم بفقدان الأب والام ، بمعنى أن المجتمع عليه واجبات نحو الأطفال الأيتام أولها مساواتهم فى الحقوق مثلهم كباقى الأطفال على سبيل المثال فى التعليم بداية من دخول المدارس والقبول فى الجامعات المصرية حتى وبعد حصولهم على شهادات التخرج يصبح لهم نسبة فى الالتحاق بالعمل فى الإدارات الحكومية وأيضا من حقهم اعتلاء المناصب فهم اولا وأخيرا بشر ليس لهم اى ذنب .
أما هيام زينهم التى تبلغ من العمر فتشكو من سوء التعامل من قبل الناس وخاصة الإداريين الذين ينصب اهتمامهم فقط على تحصيل المصروفات حيث تقول أنا يتيمة الأب وأمى موظفة بسيطة أربع أخوات ودخلنالا يكفى مصاريف الحياة وأشعر بالحرج الشديد أثناء دخول المدرسين والموظفين فى الفصل وطابور المدرسة وتنادى وتصرخ بأعلى صوتها على المتخلفين عن دفع مصروفات المدرسة ويهمس كل العاملين بأن «فلان أو فلانة» أيتام وظروفهم متعثرة وبالطبع كل هذا أمام جميع زملائنا وهو ما يمثل أصعب إحساس وهو اليتم و الانكسار والغربة داخل المجتمع الواحد.
وعلى الجانب الآخر، تقول هدير محمد 13 عاما إن هناك أزمة ومشكلة قائمة إلى الآن ولم ينظر لها أحد هى عندما تصل البنت الى عمر ال 16 او 17 سنة تقوم إدارة الدار بتزويجها حتى تتخلص من مسئوليتها وتسقط بعض الفتيات التى وصلت الى هذه السن واستبدالهن ودخول أخريات من الاطفال الى الدار والبحث عن المتبرعين او الكفيل الذى يتبنى او يكفل اليتيم والبحث عن اكبر عدد منهم لتغطية مصاريف اليتيم اما الأولاد فلهم مشكلة كبيرة جداً هى انهم ابتداء من سن 15 الى 18 يمكن فتح الأبواب لهم للخروج والاحتكاك بالواقع الأليم والسقوط فى الهاوية حيث لا مأوى لهم، ومن هنا يجب ان يكون للحكومة دور إيجابى فى احتواء هؤلاء الأولاد ورعايتهم والبحث عن فرص عمل بدلا من تركهم فى الشارع حتى يصبحوا قنبلة موقوتة يعانى منها المجتمع و يلمسها المواطنون واطلقوا عليهم أطفال الشوارع دون الخوض والبحث عن اسباب وصولهم إلى هذا .
وأخيرا يطالب فتحى فريد سبع سنوات المسئولين والقائمين على دور الأيتام بأن يهتموا بنا من داخلنا وليس من الخارج فقط بالملبس والمأكل والاحتفالات بيوم اليتيم وتصويرنا واحنا فرحانين ولكننا فى حقيقة الامر «موجعين» .
.. وسبل احتوائها
تحقيق:صفاء شاكر
تشير بعض الدراسات إلى أن نسبة الأيتام فى مصر تبلغ حولى 5% من عدد السكان، أى حوالى 4.5 مليون طفل.. وبالطبع ليس كل يتيم فقير ينقصه الاهتمام والرعاية... ولكن المشكلة دائما تكمن فى اليتيم الفقيرفاقد والديه سواء الموجود فى دار الايواء، أو داخل بيته حيث ترعاه أمه «الأرملة».. لذا توجهنا الى المجلس القومى للامومة والطفوله وبعض الجمعيات الاهلية للتعرف على سبل معالجة هذه القضية وكيفية احتواء صرخاتهم .
تؤكد الدكتورة عزة العشماوى الأمين العام للمجلس القومى للأمومة والطفولة أن الطفل اليتيم يحتاج إلى تمييز ايجابى من قبل الدولة والمجتمع لتعويضه عما يعانيه من حرمان نتيجة فقد أحد والديه ، وأن الدولة بجميع مؤسساتها عليها ان توفر له الحماية والرعاية وتشدد العقوبة على كل من يستغل هؤلاء الاطفال وهذا ما شاهدناه خلال الفترة الماضية من استغلال للاطفال فى المظاهرات والاعتصامات، والزج بهم فى المشهد السياسى بما يتعارض وحقوقهم التى كفلها لهم الدستور، وقانون الطفل رقم 126 لسنة 2008.
وأشارت الأمين العام للمجلس إلى أهمية اعادة النظر فى نظام الأسر البديلة بما يكفل لكل طفل أن يعيش فى كنف أسرة متماسكة ومترابطة، وتشديد الرقابة على دور الايتام، وبناء قدرات العاملين بها، وأوضحت أن الدستور المصرى الجديد يعد أفضل ما نقدمه للطفل اليتيم هذا العام حيث أنه ارسى اسس العدالة الاجتماعية، وكفل حق كل طفل فى الصحة والتعليم اضافة إلى أنه نص صراحة على توفير الرعاية لأطفال الشهداء وزوجاتهم.وأضافت الدكتورة عزة أن المجلس يولى اهتماما بالأطفال فاقدى الرعاية الوالدية طوال العام، وليس فى هذا اليوم فقط، وان احتفال المجلس بهم سيكون من خلال العمل عل انفاذ حقوقهم من خلال البرامج المخصصة لهم ومنها برنامج حماية ورعاية الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية، وبرنامج دعم الأمهات السجينات وأطفالهن.
برنامج حماية المحرومين
يسعى برنامج حماية ورعاية الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية والموجودين داخل مؤسسات الرعاية الاجتماعية إلى توفير البيئة الصالحة لتنشئة هؤلاء الأطفال ضمن الإطار الحقوقي ليصبحوا مواطنين صالحين منتجين مساهمين فى تقدم المجتمع وذلك من خلال تطبيق وضع آلية لحماية الطفل داخل تلك الدور ووضع معايير جودة الرعاية داخل دور الأيتام وبناء قدرات العاملين واختيارهم وفقا لقواعد محددة، مع توفير البيانات والمعلومات الخاصة بهم لإتاحة تقديم خدمات تتناسب مع احتياجاتهم وإعدادهم ، تشكيل ائتلاف من المجتمع المدنى يتبنى قضية رعاية الأيتام ويكون آلية ضاغطة لتحقيق أفضل الرعاية والحماية لهذه الفئة .
الهدف العام :
تحسين وتطوير الخدمات المقدمة للأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية داخل دور الأيتام الحكومية والخاصة بمحافظات ( القاهرة الإسكندرية- الجيزة) وذلك بعدة خطوات تبدأ بوضع معايير لجودة الرعاية المقدمة داخل دور الأيتام وتطبيقها وبناء قدرات العاملين بدور رعاية الأيتام المستهدفة ورفع كفاءة التخطيط والإدارة لقيادات مؤسسات الرعاية.
الى جانب توفير البيانات والمعلومات الخاصة بدور الأيتام والأطفال المقيمين فيها و الوعى المجتمعى تجاه القضية بالإضافة الى المراجعة القانونية للجانب التشريعى المعنى بالأطفال الأيتام فى دور الرعاية .
ويقول هانى هلال رئيس ائتلاف حقوق الطفل هذه الأيام نبدأ فى الاحتفال بيوم اليتيم باقامة الاحتفالات وفتح مدن الملاهى والحدائق لهم وجمع التبرعات والإعلان عنها وننسى هذه القضية بعد ذلك.. رغم أنها قضية ليست بسيطة وفيها حماية للمجتمع ولذلك يرى بضرورة رفع وعى المجتمع بتوسيع مفهوم اليتيم إلى فاقد الرعاية الأسرية سواء من توفى والده إلى جانب كل محروم من الرعاية الاجتماعية فكلهم محرومون.. وتحت هذا المفهوم لابد من توعية المجتمع بكيفية التعامل مع هذا المحروم.. فالمجتمع يتعامل بعطف وحنان بالغ مع الطفل الذى فقد والده، بينما ينبذ ويبتعد عن طفل الشارع لعدائه وكرهه للمجتمع مرة أخرى لنظل فى دائرة مغلقة. ويوضح هلال تباين التعامل مع كليهما قائلا: فى مرحلة الطفولة العطف والحنان هو الطاغى على تلك العلاقة، بينما فى مرحلة البلوغ تبدأ العلاقة فى التغير لتكون مشاعر غير إيجابية وفيها تفاوت بين فاقد والده وبين من فى الشارع أو حتى من يتكفل بطفل داخل بيته سواء من ناحية الغيرة.
ويطالب رئيس ائتلاف حقوق الطفل بضرورة رفع وعى المجتمع مع هذه القضية، بدء من مسئولية الدولة ودورها الغائب التى عليها واجب مهم وهو وضع استراتيجيات واضحة فمصر ليس بها برامج تأهيل نفسى لهؤلاء، ولا متخصصون.. فالمطلوب من كل المعنين بهذه القضية رعاية المحرومين- بعتريف محدد لهذه الفئة، وتدريب للقائمين عليهم مع وضع أليه للرقاية عليهم يشارك فيها المجتمه المدنى، بالإضافة إلى دور الإعلام فى توعيى المجتمع الذى يتعامل مع هذه القضية من خلال وازع دينى بالعطف والحنان وتغير نظرة المجتمع لهذه القضية ليكونوا استثمار حقيقى للوطن.
ولنتعرف أكثر على ما يقدم للطفل اليتيم قال اللواء ممدوح شعبان مدير عام جمعية الأورمان ومنسق عام الاحتفال بيوم اليتيم : أن نشاط الجمعية الرئيسى قائم على رعاية الايتام سواء المقيمين داخل دور الرعاية أو المقيمين داخل أسرهم وما ترعاه الجمعية حولى 3ملايين أسرة رعاية تنموية تتمثل فى تقديم مشروعات تنموية فى 21 محافظة، كما نقوم بمساعدة الشاب اليتيم الحرفى بتقديم ما يلزمه من أدوات لبداية مشروعه. وأيضا نقدم مساعدات للايتام المرضى و ذلك باجراء جراحة قلب مفتوح وقسطرة وكل ما يلزمه فى هذا المجال، وأيضا كشف العيون والرمد واجراء جراحة لمن يحتاجها ونقوم باستقدام خبراء لاجراء الجراحات الصعبة والمعقدة.. ولذا وقعت جمعية الأرومان بروتوكول تعاون مع مستشفيات جامعية مثل الأقصر وأسيوط والزقايق والاسكندرية لنستطيع أن نغطى كل انحاء مصر.
ويوضح اللواء ممدوح ان هذا العام سيتم ادراج الاحتفال بيوم اليتيم عالميا ليوضع على أجندة الأمم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.