بعد صراع دام أكثر من عامين بين العديد من الجهات حول أرض مبنى الحزب الوطنى الديمقراطى والتى يقدر ثمنها بأكثر من مليار جنيه، أسدل مجلس الوزراء الستار على قصة الموقع التاريخى بقرار ضمه إلى هيئة الآثار وعودته إلى أصله قبل 23 يوليو 52. وكان مبنى الحزب الوطنى الديمقراطى القائم على كورنيش النيل بالقرب من ميدان التحرير والملاصق للمتحف المصرى يضم 24 جهة إدارية تابعة للدولة وبعد احتراقه إبان ثورة 25 يناير، تحول إلى هدف للكثير من الجهات الحكومية والمدنية حيث اقترح البعض تحويله لبرج تجارى عالمى يسمى باسم الثورة، بينما فكر بعض القضاة فى أن يكون مقرا لمجمع محاكم لمجلس الدولة، فى حين تقدمت بعض الشركات الكبرى للمقاولات لانشاء فندق سياحى كبير ودخلت محافظة القاهرة ووزارة الآثار ومجلس الشورى فى صراع للاستحواذ عليه حتى جاء قرار مجلس الوزراء التاريخى بهدم المبنى وضم أرضه إلى محيط مبنى وحديقة المتحف المصري، بهدف حماية الآثار والحضارة المصرية والمحافظة على تراثنا العريق جرى بناء المبنى فى بداية الخمسينيات على مساحة نحو 40 ألف متر بمعرفة المهندس محمود رياض الذى حاز فى ذلك الوقت لقب «أبوالهندسة»، وقام ببناء مجمع التحرير بين عامى 51، 52. وكان يضم المبنى فى البداية مقر بلدية القاهرة والجيزة، حيث تم تخصيص دوره الأول لتحصيل فواتير المياه وقبله كان مرسى نيليا، ثم شغلته محافظة القاهرة وقتا قصيرا حتى ادى الخلاف بين على صبرى نائب رئيس الجمهورية، أنذاك وبين المحافظ صلاح الدسوقى إلى نقل مقر المحافظة لقصر عابدين قبل أن ينقل إلى موقعه الحالى الذى كانت تشغله مديرية الإسكان. ثم أمر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بالابقاء على الاتحاد القومى فى مكانه بالمبنى الإدارى الملحق بقصر عابدين وما أن انحل الاتحاد القومى وجاء خلفا له الاتحاد الاشتراكى تمسك على صبرى بالاستيلاء على مبنى المحافظة (الحزب الوطني) واستخدامه كمقر للاتحاد الاشتراكي. وبعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر وتولى الرئيس الراحل أنور السادات مقاليد الحكم تحول الاتحاد الاشتراكى إلى منابر تمثل جميع الاتجاهات والقوى السياسية فى ذلك الوقت، واستمر الحال حتى شكل السادات الأحزاب وكان أشهرها الحزب الوطنى الديمقراطى الذى تمكن من الحصول على المبنى بأكمله وشهدت بداية حكم السادات فى السبعينيات سجالات بين الحركات السياسية منها مجموعة ال100 برئاسة الأمين العام للحزب فى ذلك الوقت المهندس سيد مرعي. وفى السنوات الأخيرة قام أحمد عز أمين التنظيم بالحزب، بإعادة تطويره بتكلفة تجاوزت 50 مليون جنيه. وبعد اندلاع ثورة 25 يناير تم اشعال النيران فى مقر الحزب فى اتون جمعة الغضب لتطوى بذلك صفحة مبنى شهد جزءا مهما من تاريخ مصر السياسى.