جراجوس هي قرية الفن الجميل ورائدة أروع صناعة للخزف في مصرانطلقت لتخترق الحدود إلى أوروبا ودول العالم المختلفة لتفردها وتميزها عالمياً ومحلياً ، لأن روائعها تُبدع بأمهر أنامل الفنانين من أحفاد فراعين مصر.. فجراجوس تجمع تحت جناح فنها الرائع كل فنون الحضارات المتعاقبة التى عاشتها مصر منذ عهود الفراعنة ومروراً بالعصور القبطية والبطلمية والرومانية ونهاية بالعصور الإسلامية الوسيطة والحديثة ، وذلك بحكم موقعها الجغرافى العبقرى الذى تتوسط به جناحى أعظم مدينتين حاضنتين للآثار الفرعونية وهما مدينة قنا حاضنة معبد دندرة ومدينة الأقصرالمدينة المتحف التى تثرى بثلث آثار العالم وتبعد عنها بعشرين كيلو مترا فقط ، كما أنها تقع فى قلب قرى مدينة العلم والحضارة قوص عاصمة المقاطعة الخامسة فى الدولة الفرعونية القديمة ( أبولنوبوليس فيس ) وقلعة العلم وكعبة العلماء فى عصور الإسلام الذهبية ، وتبعد مئات الأمتار فقط عن معبد شنهور الفرعونى الأثرى الشهير ، وكأن الأقدار تأبى إلا أن تكتمل الصورة الفنية الرائعة فجعلت إبداعات جراجوس تتم داخل واحد من أروع تصميمات رائد وشيخ الفنانين المعماريين المهندس المبدع حسن فتحي ، وهذا الفن الجميل يضاف إلى فرائد العقد الجميل لمركز قوص فأصبح وكأنه لوحة فنية أثرية جميلة مجسمة ومبهرة تحكى التاريخ المصري وتجمع بين ربوعها كل الحضارات والفنون، ففيها معبد شنهور وبقايا معبد بطلمي وآثار مسيحية ومسجد العمري الشهير وفنون حجازة وجراجوس وعمارة شيخ المعماريين ، وعلى الرغم من الظروف الاستثنائية الراهنة التي تمر بها مصر وتأثيرها السلبي على السياحة المصرية وخاصة السياحة الوافدة للأقصر الأكثر تضرراً ، وانعكاس ذلك سلبياً على صناعة الخزف بجراجوس لأنها تعتمد بشكل أساسي عليها في ترويج منتجاتها إلا أن ذلك لم يحل دون استمرار مبدعي جراجوس في الاستمرار دون توقف هذا ما يؤكده الفنانان فواز سيدهم ورياض كامل رائدا فن صناعة الخزف بجراجوس واللذان أضافا :- الفنان لا يمكن أن يتوقف تحت أي ظروف عن الإبداع ، نعم نقر أن الظروف الطارئة التي تمر بها مصر أثرت بشكل كبير جداً على ترويج منتجاتنا لأننا نعتمد على بعض السياح القادمين للأقصر ، ومن هنا يأتي مطلبنا الأساسي من السيد وزير السياحة والشركات والمسئولين عن صناعة السياحة والمرشدين السياحيين في مصر بعد عودة السياحة في القريب العاجل إن شاء الله أن تدرج جراجوس وفنون الخزف بها ضمن البرنامج الرسمي للسائحين ، فمن غير المعقول أن يأتي السائحون من جميع دول العالم بل مشاهير السائحين ولديهم أفكار ويحملون خرائط ومعلومات عن فن الخزف بجراجوس ، ومتشوقين ويحرصون على زيارتها والمسئولون يتجاهلون ذلك ، ولك أن ألاتفاجأ إذا علمت أن ملك وملكة السويد في إحدى زياراتهم لمصر كانا شديدى الحرص على زيارة هذا الموقع ، وتابعا عن قرب كيفية صناعة الخزف الجراجوسي والتشكيلات الفنية واضفاءالطابع الفني المميز والزخارف وتناسق الألوان انبهرا بكل ما شاهدوه ، ونفس الانطباع لكل السائحين ونلمسه في جلاء بالمعارض الخارجية والداخلية في عيون كل من يشاهدها وعن تاريخ هذا الفن بجراجوس أضافا: هذا الموقع تم تأسيسه بواسطة شيخ المعماريين المهندس حسن فتحي عام 1948 ، وفي عام 1952جدده على نفس عمارته بطريقة القباب ، وفي عام 1954حضر إلى مصرالأب اسطفان ديفينفيلد وهو فرنسي الجنسية وجاء إلى جراجوس لتعلم اللغة العربية ، ففكر في تقديم خدمة لمجتمعها فلم يجد أفضل من إحياء إحدى الفنون الفرعونية القديمة وهي صناعة الخزف ، والتي مازال بمعبد دندرة بقايا من الخزف الفرعوني ، فاستقدم لهذا الغرض ابن شقيقه روبرت الخبير بنفس الفن، وكانت تلك هي البداية وكأن الرجل جاء ليستعيد من داخل المواطن الجراجوسي الفنان الفرعوني المبدع الكامن بداخله. وعن الترويج الداخلى أضاف مبدعو الخزف :- نشاراك في المعارض الداخلية وآخرها في شهر ديسمبر الماضي بمدرسة العائلة المقدسة بشارع رمسيس بالقاهرة. وعن المشكلات التي يعاني منها موقع صناعة الخزف في جراجوس يختتم فواز سيدهم ورياض كامل :- الوصول إلي الموقع بجراجوس أصبح في غاية الصعوبة، فالطريق غير ممهد وغير مرصوف وسيئ للغاية ، وذلك بسبب أعمال حفر الصرف الصحي التي طالت جداً ولا أحد يدري متى تنتهي والمفروض أن تنتهي منذ سنوات ، ونسمع عن وعود دون تحقيق أي منها. وعن رأيه فى ابداعات قلعة الخزف الجراجوسي يقول المهندس الفنان أحمد عبد اللطيف القوصى ( الذى أهدانا مجموعة من الصور الجميلة للموقع ) :- احرص على زيارة هذا الموقع أنا وأسرتى كلما ذهبنا فى رحلتنا الشتوية للأقصر وأسوان ، بل أصبحنا أصدقاء دائمين لفنانيه بحكم أننى فنان تصوير وزوجتى فنانة الهارب العالمية منال محيى الدين ، بل ونقتنى فى منزلنا عشرات النماذج والأطقم الكاملة كلها من انتاج موقع جراجوس العالمى ، ولاغرابة فى هذا الإعجاب من جانب الأجانب بإبداعات جراجوس عند زيارته ،ونفس الشئ عند اقامة معرض له بالخارج ، ولكن أين المواطنون المصريون والفنانون تحديدا ، وأين السياحة الداخلية فهذا هو الغريب ، إنه بحق مبهر لكل عين تشاهده فتطوف بعدسة الكاميرا ولايفوتك تصوير كل ما يحتضنه الموقع قطعة قطعة ، بحق إنه الانبهار الذى يحتاج لأن تمد له الدولة كل عون خاصة أننا بحاجة ماسة لكل إضافة تجذب لنا السائح الداخلى والخارجى وفى النهاية أن تمد الدولة ممثلة فى وزارة السياحة والمحافظة ووزارة ومديرية ثقافة قنا والتربية والتعليم يد العون ، ليس للارتقاء بهذا الفن فهذا تتكفل به أنامل الفنانين ، ولكن لإزالة كافة المعوقات أمام قلعة الخزف ، وتشجيع السياحة الداخلية ، فمن غير المعقول ألايكون لدى معظم سكان محافظة قناوالأقصر أدنى معرفة بموقع صناعة الخزف بجراجوس ، فالمفروض أن تنظم جميع مدارس المحافظة وكليات جامعة جنوب الوادى رحلات لهذا الموقع بل واستضافة فنانيها لإقامة معارض داخل أروقتها ، وأن تربط السياحة ضمن برامجها زيارتهم لآثر الأقصر ومعبد دندرة بقنا هذا الموقع الجميل ليتعرف كل سائح على إبداعات فنانى خزف جراجوس أحفاد الفراعنة.