لدينا عناصر قوة فى الاقتصاد المصرى ولكننا مع الأسف نتركها تضيع من بين أيدينا، ومثال ذلك مصنع الخزف بجراجوس، الذى نال شهرة عالمية فى الصناعات الخزفية، والذى صممه مهندس عمارة الفقراء الراحل «حسن فتحى»، وقد بكى «نصير» -أول فنان تشكيلى من جراجوس- عندما ذكر اسم المهندس حسن فتحى الذى أسس المصنع من خامات البيئة عام 1954 مع الفرنسى «منجوليه». ويطالب «عم نصير» حكومة الدكتور قنديل بعودة السياحة إلى الأقصر وجراجوس حتى يعمل الفندق المقام داخل مصنع الخزف منذ عام 1984 وتكلف ملايين الجنيهات وهو استثمار معطل فلا بيع ولا سياحة، وهذه هى حال جراجوس حاليا. ونذهب إلى «حجازة» قبلى، حيث مصنع الأوانى الخشبية الذى ينتج أطباق المائدة والتشكيلات الفنية المبدعة من طيور وأوان وغيرها، والذى نال شهرة عالمية أيضا. يقول جمال بشير: لدينا عمالة ولدينا إنتاج مميز، ولكن أين البيع، وأين التصدير، وأين السياح يا حكومة؟. حالنا معطلة والعمال يحتاجون إلى رواتب، والإنتاج راكد لعدم وجود عملاء. معصرة الحاج يونس وبصيص الأمل أما معصرة الحاج «يونس زارع» بقوص فقد قارب عمرها ثلاثة قرون «300 عام»، وهى التى صمدت من بين مائتين وخمسين معصرة للزيوت الطبية كانت توجد بمدينة قوص القديمة. يقول المهندس محمود يونس زارع: إنما توارثنا هذه المعصرة أبا عن جد، وننتج الزيوت الطبية والعطرية عن طريق عصر الزيوت بوساطة البقرة والحجر القديم، وهى الطريقة التى تجعل الزيت طبيعيا من أنواع زيت حبة البركة وزيت الجزر والبصل والخس والبقدونس، وهى من الأنواع التى تطلب خاصة فى موسم الشتاء ولها فوائد طبية كثيرة، والمعصرة حاليا أصبحت من التراث العالمى لقدمها، ودائما نجد القنوات المحلية وغيرها تأتى إلى المعصرة لتشاهد وتتنسم عبق التاريخ فى مدينتنا قوص بمحافظة قنا، فهل تستغل حكومة الدكتور هشام قنديل هذه الصناعات الحرفية والبيئية والزيوت العطرية فى القضاء على البطالة فى صعيد مصر من خلال التوسع فى الإنتاج وفتح أسواق جديدة وتشجيع السياحة الداخلية لهذه الأماكن؟.