حذر جون جينج مدير العمليات الإنسانية بالأمم المتحدة أمس من أن الأوضاع فى السودان وجنوب السودان تشهد تدهورا بسبب أعمال العنف المستمرة ونقص الغذاء. وطالب جينج الذى قام بزيارة المنطقة مؤخرا بمزيد من الأموال لتوفير المساعدات الإنسانية الملحة فى كلتا الأزمتين. وبالنسبة للسودان، قال جينج إن القتال المتواصل بين الجماعات العرقية فى إقليم دارفور المضطرب تسبب فى تشريد مائتى ألف شخص هذا العام وحده، أما على صعيد البلاد ككل، فإن عدد من يحتاجون إلى مساعدات إنسانية يصل إلى نحو 1.6 ملايين شخص، ما يشكل زيادة نسبتها 40% مقارنة بالعام الماضي. وفى جنوب السودان، الذى انفصل عن السودان فى 2011، يشهد الوضع تدهورا منذ ديسمبر الماضى. وقال جينج إنه شاهد تدميرا «أخرق ومتهورا» فى البلاد أدى إلى تراجع التحسينات الهشة التى أحرزت منذ انفصال جنوب السودان. وأوضح جينج أن هناك خمسة ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية فى جنوب السودان، بينما فر نحو 250 ألفا إلى السودان وأوغندا. وللوفاء بالاحتياجات الإنسانية لهذا العام، يحتاج السودان إلى نحو مليار دولار فيما يحتاج جنوب السودان إلى مساعدات بقيمة 1.3 مليار دولار. وفى الخرطوم، اتهم مفوض العون الإنسانى فى السودان، سليمان عبد الرحمن، اللجنة الدولية للصليب الأحمر «بالتشويش» على إجراءات حكومة الخرطوم التى اتخذت فى مواجهة نشاطها . وشدد على أن السلطات لم تعلق نشاط اللجنة، وإنها لم تتوقف ولو ساعة واحدة، لافتا إلى استمرار المشاورات مع مسئوليها الذين وصلوا الخرطوم نهاية الأسبوع الماضى لتوفيق أوضاع اللجنة. كما نددت حركة العدل والمساواة السودانية بما سمته الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية فى دارفور بشهادة العالم إلى أن أصبح رئيس الدولة السودانية مطلوبا للمحكمة الجنائية الدولية. وأهابت الحركة فى بيان لها أمس بالإدارة الأهلية وأعيان دارفور، بتنظيم أنفسهم والتحرك بفعالية فى وجه ما وصفته ب «سياسة الأرض المحروقة التى يمارسها النظام الحاكم»، وناشدت أبناء دارفور فى دول المهجر بالضغط على النظام واضطراره إلى أضيق السبل.