أعلنت الجبهة الوسطية والتى تضم منشقين عن الجماعة الإسلامية عن قرب انتهائها من إعداد دراسة عن العمليات الإرهابية فى مصر ومصادرها وتمويلها، وكيفية تجنيد الشباب وتدريبهم عبر معسكرات جهادية. وقال صبرة القاسمي، المنسق العام للجبهة الوسطية، الباحث فى الحركات الإسلامية فى بيان صادر عن الجبهة: إن عددا من لجان الجبهة مثل «الدينية» و«السياسية» و«الاجتماعية» قاربت على الانتهاء من الدراسة مشيرا إلى أن الجبهة سترسل نسخا منها إلى رئاسة الجمهورية، ومجلس الوزراء، ووزارة الدفاع، ووزارة الداخلية، إضافة إلى الأزهر الشريف، لتضمنها أجزاء فقهية وشرعية، للنظر فيها، والتعامل بما يتوافق مع المعلومات التى استطاعت الجبهة الوسطية توفيرها لما لها من خبرة تعود لوجود قيادات بها انتموا سابقا إلى تنظيم الجهاد. وأضاف أن الدراسة شملت خريطة لأماكن وجود الجهاديين فى مصر والعمليات المتوقعة، وطرق تهريب هذه العناصر والسلاح عبر الحدود الليبية، حيث توجد نحو 18 ميليشيا إسلامية مسلحة فى ليبيا، لها معسكرات اضافة إلى وجود أكثر من 70 ألف مقاتل إسلامى هناك لديهم جميع أنواع الأسلحة، يشرف على أكثرها مصريون هاربون، يهربون السلاح والإرهابيين إلى مصر عبر الحدود المصرية الليبية التى تزيد على 1000 كم، كما استغلوا معرفتهم وبعض أبناء القبائل الحدودية من الجانبين بالمدقات والطرق التى لا تخضع لرقابة حرس الحدود والجيش فى تهريب وتدريب الجهاديين فى ليبيا وعودتهم إلى مصر، وأشار «القاسمي» إلى أن الدراسة تكشف عن عدد من الطرق التى يستغلها الجهاديون فى الانتقال بين مصر وليبيا، و الظروف المناسبة التى أتاحت للجهاديين الوجود فى ليبيا، وجعلتهم يجمدون عملياتهم العسكرية فى سيناء نتيجة عمليات الجيش هناك، ليثيروا حالة من السخط بين أبناء القبائل السيناوية على القوات المسلحة هناك، ويستغلونهم فى تجنيد أبناء سيناء، وعدد من أبناء المحافظات المختلفة لتكوين خلايا غير مركزية تعمل وفقا لاستراتيجية الذئاب المنفردة التى تنفذ عملية واحدة فقط أو أقل عدد من العمليات الجهادية ثم تحل نفسها ليصعب القضاء عليها وتتبعها أمنيا. وأكد المنسق العام للجبهة الوسطية أن الجبهة بدأت فى إعداد الدراسة منذ أكثر من شهر وقاربت على الانتهاء، لإرسالها إلى الجهات المعنية، ونشرها إعلاميا، لافتا إلى أن الدراسة توضح سبل الخطاب الدعوى والانتشار الفكرى للجهاديين خاصة من يمارسون العمليات الجهادية ضد الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة، بين الشباب، خاصة من ينتمون للتيار السلفي، وبعض المنتمين لتنظيم الإخوان، الذين يعتنقون الفكر القطبي، ويميلون إلى تكفير المجتمع، وهى بيئة خصبة لاستقطاب الشباب إلى أفكارهم. من جانبه قال أحمد صبح، عضو الأمانة العامة للجبهة ، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، إن ما يميز الدراسة عن غيرها من الأعمال التى تناولت الجهاد، انفرادها بمعلومات جديدة عن الجهاد الجديد غير التقليدي، وسبل انتشاره ومواجهته، وكيفية القضاء عليه دعويا واجتماعيا. وأضاف ان اعداد هذه الدراسة يأتى من منطلق المسئولية الوطنية تجاه الوطن، وما استشعرته من خطر ، ولتفعيل الأمن الوقائي، مطالبا بمراجعة الخطاب السلفى فى مصر بوجه عام، لأنه المنبت الخصب لأفكار التكفير، وأكبر عدد من الجهاديين ينتمون فى الأصل للتيار السلفي، سواء فى مدرسته السكندرية «الدعوة السلفية» أو فى روافده الأخري، لافتا إلى أن الإخوان اتجهوا للعنف بعد اقترابهم من التفكير السلفى الذى يتعامل بمبدأ من ليس معنا فهو علينا، وإن لم تكن متبعا فأنت مبتدع. وأوضح «صبح» أن العمل الجهادى كله رغم طابعه اللامركزي، إلا أنه فى النهاية يتبع تنظيم القاعدة مركزيا وفكريا، وهو المسئول عما يحدث من عمليات جهادية فى الدول العربية ومصر، خاصة بعد تقاربه مع تنظيم الإخوان، أثناء فترة حكم الرئيس المعزول وبعده.