بعد إعلان الحكومة تطبيق الحد الأدنى للأجور ليصل إلى 1200 جنيه، رقص المستحقون أصحاب الدخول المتدنية فرحا لزيادتهم على الرغم من أن هذه الزيادة لا ترقى للعيش بكرامة فى ظل حالة التضخم التى نعيشها ،إلا أنهم ارتضوا بهذه الزيادة كخطوة أولى لتحسين الأجور. وربما شعروا للحظة ، أن أهداف ثورتى 25 ينايرو30 يونيو بدأت تتحقق حتى وإن كان بعضها ، وهى عيش، حرية ، عدالة الاجتماعية . عمال المجمعات الاستهلاكية من بين الناس الذين انتظروا يوم صرف الزيادة بفارغ الصبر , و كانت المفاجأة أنه لا زيادة لهم على الرغم من ان عددًا كبيرًا منهم لا يتعدى راتبه ألف جنيه ، وقد وصلت مدة خدمة بعضهم الى 20 عاما من العمل المستمر وفقا لشريط مفردات المرتب.. وعندما سألوا عن سبب عدم حصولهم على الزيادة، جاء الرد صادما بأنهم يتبعون لائحة خاصة ولا تنطبق عليهم الشروط. وعندما واجهنا رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية بشكاوى العاملين و تدنى رواتبهم وعدم تطبيق الأدنى للأجور عليهم ، كان رده غريبا وقال فيه إن دخولهم مرتفعة ويحصلون على أرباح سنوية كبيرة. ارتفاع الأسعار فى البداية.. يقول فتحى مرسى محصل بشركة الأهرام للمجمعات الاستهلاكية: اعمل بهذا المجمع منذ 27 عاما ولم يتعد راتبى 800 جنيه ونحصل على أرباح كل 4 شهور تقدر ب400 جنيه فقط . وتساءل: هل هذا الراتب يكفى للعيش بكرامة فى ظل ارتفاع الأسعار الذى نعيشه؟، ويضيف: انتظرنا زيادة الحد الأدنى للأجور بفارغ الصبر ، وفوجئنا إننا لن نستفيد منه، وأرسلنا أكثر من شكوى إلى الشركة القابضة للصناعات الغذائية والتى يرأسها المهندس حسن كامل ولم يجب علينا احد. ويؤكد فتحى مرسى أن هذه المشكلة ليست الوحيدة ، وقد خاطبنا أكثر من مرة المسئولين بمذكرات مكتوبة ولم يتحرك ساكن، فمثلا نصرف 80 جنيها بدل مخاطر للمحصل ، وطالبنا أكثر من مرة بزيادة المبلغ ولكن دون جدوى , وقد حدث بالفعل تعرض احد زملائى بإطلاق مجهولين النار عليه وسرقة 125 ألف جنيه ، وتم عمل محضر له وما زال قيد التحقيق.. هذا بالإضافة إلى الإهمال الذى تعرض له فى التأمين الصحى أثناء علاجه مما أدى إلى حدوث مشاكل صحية كثيرة ولم يتم تعويضه حتى هذه اللحظة، بل أصبح مدانًا حتى تثبت براءته . وينقل مرسى عن البعض قولهم إن الشركة القابضة ليست قادرة على زيادة رواتب العاملين بها بسبب تعرضها لخسارة كبيرة , موضحا أن سبب الخسارة يرجع لعزوف المواطنين عن الشراء من المجمعات نظرا لارتفاع أسعار بعض السلع بها، وأصبح المستهلك يفضل الشراء من سلاسل المحلات التجارية الكبرى لكثرة التخفيضات والعروض بها , هذا بالإضافة إلى تدنى مستوى الخدمة وتعامل بعض البائعين بشكل غير لائق مع الجمهور . وهنا يتوجه العامل فتحى مرسى للمسئولين بمناشدة مهمة وهى الاستماع إلى مشاكلهم وسرعة حلها لان هناك حالة غليان بين العاملين. عبد الرحمن الحميلى بنفس الشركة ، يشكو من تدنى رواتبهم والتى لا تكفى العيش الحاف وخاصة أن لديه 4 أبناء فى مراحل التعليم المختلفة ويحتاجون إلى نفقات باهظة، ويقول : كنا ننتظر تطبيق الحد الأدنى للأجور لتحسين مستوى المعيشة قليلا. ويؤكد كلامه تامر مبروك قائلا : اضطررت للعمل سائقا بعد مواعيد العمل كى استطيع العيش إنا وأولادى فراتبى لا يتعدى 400 جنيه. استغلوا الحرية وبمواجهة المهندس حسن كامل رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الغذائية بمشكلات العاملين بالشركة، أوضح أن هؤلاء العاملين استغلوا الحرية بشكل خاطئ ، مؤكدا أنهم يتقاضون ارباحا سنوية بمبالغ مناسبة.. وهو ما نفاه العاملون تماما مؤكدين تقاضيهم هذه الإرباح كل 4 شهور والتى لا تتعدى 1500 جنيه سنويا. وأضاف كامل أن هؤلاء العاملين يتبعون شركات قطاع الإعمال أى لهم لوائح خاصة مثلهم مثل القطاع الخاص، فهؤلاء لا تنطبق عليهم الزيادة، وعلى الرغم من ذلك تدرس وزارة الاستثمار كيفية زيادة رواتبهم ونحن ننتظر النتيجة. وعن باقى المشكلات التى يتعرض لها العاملون ، أشار إلى ان ليس كل الشكاوى صحيحة ، فهناك ادعاءات للكثير منهم. العبء الكبير من جانبه ، يؤكد خيرى محجوب العضو المنتدب من الشركة القابضة للصناعات الغذائية ، أن العاملين بهذه الشركات لا يعرفون العبء الكبير الذى تتحمله الشركة القابضة ووزارة الاستثمار لصرف الرواتب، والتى تتخطى حاجز ال 30 مليون جنيه، وهذه الشركات بالفعل تخسر بسبب أن هامش ربحها قليل ، وعلى الرغم من ذلك لم تقصر الشركة حتى فى دفع الأرباح التى يتقاضاها العاملون كل 4 أو 5 شهور. وبالنسبة للحد الأدنى للأجور ، يقول محجوب : لا ينطبق على العاملين بالمجمعات الاستهلاكية الحد الأدنى للأجور، لأنها شركات قائمة بذاتها ولا تخضع للوائح حكومية، وفى حال تطبيق الحد الأدنى عليهم لن يستفيد إلا عدد قليل ممن هم على الدرجة الخامسة والسادسة فقط، لأن هؤلاء دخولهم اقل من 1200 جنيه أما الباقون فدخولهم تتعدى ذلك. والسؤال الآن :إذا كان الحد الأدنى لن يفيد مثل هؤلاء فمن ينصفهم حتى يستطيعوا مواجهة الحياة ؟!.