صحة الدلتا والصعيد فى ذمة مستشفيات خارج الخدمة

يبدو أن ليس اضراب الاطباء وحده الذى ادى الى انهيار الحالة العلاجية لمستشفيات الصعيد وبحرى وانما اللامبالاة التى طالت وزادت عن حدها حتى تحولت الى سنوات و عمر مديد يظل يحكى عن فساد مزمن لايزال يجرى فى عروق الوطن
رغم انف الثورات ففى كفر الشيخ 900 الف مريض كبد يبحثون عن علاج دون جدوى ودواء فاسد يملأ صيدليات اسيوط ومستشفيات فى غرف الانعاش بمحافظات سوهاج والفيوم والمنوفية وبنى سويف فهذه المستشفيات دون معدات صحية وتتجاوز فى بعض القرى لتصبح دون اطباء …. فقد تجدها تعمل بطبيب واحد ليبقى ذلك المواطن الذى انهك الفقر قواه مهمشا لا يتمكن من احداث اى ضجيج حول معاناته جراء تلقى تلك الخدمة الصحية الرديئة غير ان لا يستطيع ان يضرب عن تلقيها لأنه لن يجد عن مجانية تلك المستشفيات بديلا وعلى هذه الصفحات نحاول ان نقف على معاناه ذلك المريض المهمش
أسيوط....أدوية فاسدة تنتشر بالصيدليات
كتب حمادة السعيد:
وبين سوء التشخيص وتردى احوال المستشفيات تظهر مشكلة اخرى فى اسيوط فالادوية التى يشتريها المرضى ويصرفونها من الصيدليات فاسدة ومنتهية الصلاحية واليكم الادلة على لسان الشهود من المرضى .
يقول محمد حسنى «موظف» من قرية عرب مطير مركز الفتح بأسيوط كنت أعانى من التهاب فى الأعصاب وهو ما يتطلب أخذ جرعات من حقن «موبك» بصورة منتظمة وعندما ذهبت لصرف الدواء من أقرب صيدلية لى ملك طبيب يدعى «أمجد ك» وبعد صرف علبة الدواء قام بحقنى بأنبول منها فى العضل وبعد 20 دقيقة من الحقن فوجئت بنزيف شديد من الفم والأنف وحالة من الإعياء الشديد فقمت بالاتصال بالطبيب المعالج خصوصا أننى متعود على هذا الدواء ولم تكن له أى آثار جانبية فاخبرنى بان هذا لا يحدث إلا إذا كان الدواء فاسدا أو منتهى الصلاحية، وأضاف حسنى فهرولت لقسم الشرطة لتحرير محضر ضد الصيدلي، وجاء تقرير معمل الطب الشرعى ليؤكد أن الانبول غير صالح للاستخدام الآدمى ومن وقتها وأنا أعانى من مضاعفات خطيرة والطبيب حر طليق .
وتقول أم ميدو حمادة : حضرت أختى للمستشفى «طالبة بكلية الطب» لتنظر لتاريخ الصلاحية لتفاجأ بأن المحاليل منتهية الصلاحية عندها أسقط فى يدها مهرولة للطبيب الموجود بالمستشفى والذى لم يجد بدا من تحويله لمستشفى الجامعة ليرقد فى حالة صعبة وتجرى له كثير من الإسعافات بسبب الدواء الفاسد.
ويرى د. عصام الدين محمد مدير مستشفى الأزهر الجامعى أنه لابد من شن حملة توعية شاملة لخطورة الأدوية تشمل الطبيب والصيدلى والمريض خصوصا أن هناك كثيرا من الأطباء يكتبون خطوطا أشبه بالشفرة قد يعجز الصيدلى أحيانا عن قراءتها ويصبح بين أمرين إما الاتصال بالطبيب للاستفسار وهذا قد يكون فيه صعوبة أو يجتهد ويقوم بصرف أقرب اسم للمكتوب بل وهناك نوع من الأدوية له أسماء تجارية كثيرة مما يوقع الطبيب والصيدلى أحيانا فى الخطأ الفاسدة والعاملين فى الصيدليات اعترف أحد المفتشين الصيدليين أن دور التفتيش الصيدلى ليس كما ينبغي، خصوصا أن هناك عددا كبيرا من الصيدليات المنتشرة فى القرى فى مقابل قلة عدد المفتشين الصيدليين وصعوبة المواصلات والانفلات الأمني.
وذكر أنه جاءت شكوى لإدارة التفتيش بأن صيدلية تبيع أدوية محظورة، وفور وصول مسئول التفتيش الصيدلى للمكان المذكور تعرض لإهانة شديدة من مالك الصيدلية، وأطلق عليه أعيرة نارية ولم يجد بدا من العودة من حيث أتى كما أن الصيدليات أصبحت تجارة رائجة الآن بالنسبة لرجال الأعمال والمستثمرين بغض النظر عن صحة المريض.
سوهاج...جهينة آيلة للسقوط
كتب محمد مطاوع ونيفين مصطفى :
يبدو أن مستشفى جهينة المركزى بسوهاج قد دخلت غرفة الإنعاش حيث تعانى من عجز شديد فى الأطباء والتمريض وعمال النظافة بالإضافة لحاجتها لأجهزة طبية حديثة لخدمة المرضى خاصة أن مركز جهينة يقع بالقرب من الجبل الغربى للمحافظة كما أنها تنتظر أعمال التطوير منذ 4 سنوات.
قال أنور محروس رئيس نادى جهينة الرياضى بالرغم من أن المستشفى يخدم أكثر من 219 ألف نسمة إلا انه لا يوجد بها سوى طبيب واحد للتخدير والعمل بقسم النساء والتوليد قاصر على طبيب منتدب لمدة 3 أيام فى الأسبوع أما أقسام الصدر والحروق والمخ والأعصاب وبنك الدم لا يوجد بها أطباء وأضاف أن قسم الكلى الصناعى فى احتياج شديد لأجهزة طبية متطورة .
ومن جانبه اعترف الدكتور عبد الحميد خليل مدير المستشفى بوجود عجز شديد فى الأطباء وعدم وجود طبيب تخدير منذ 4 شهور ووجود قائمة انتظار فى الغسيل الكلوى بالإضافة إلى العجز فى التمريض وحاجة المستشفى إلى 20 ممرضة على الأقل خاصة انه لم يدخلها ممرضات جدد منذ 4 سنوات مشيرا إلى أن البنية التحتية سيئة للغاية ، وقال إن المبنى القديم للمستشفى والذى يضم قسم الكلى الصناعية والعيادات الخارجية مطلوب إزالته لقدمه وهناك مبنى آخر آيل للسقوط.
المنوفية...مستشفى «سبك الأحد» خارج الخدمة
كتب أبوسريع إمام:
فى الوقت الذى تم انشا ء مستشفيات جديدة منذ نحو 15 عاما تسمى مستشفيات التكامل الصحى داخل القرى بمحافظة المنوفية لتخفيفر الضغط عن المستشفيات المركزية الا انه وبعد الانتهاء من الانشاءات وشراء الاجهزة الطبية فوجئ المواطنون بعدم تشغيلها بكامل طاقتها واقصاء خةماتها على بعض الاغراض الخاصة بالتطعيم . ويقول عبداللطيف على موظف من قرية «سبك الاحد» ان مستشفى التكامل الصحى بقرية سبك الاحد تم الانتهاء منه منذ اكثر من 12 عاما وحتى الان لم تقدم اية خدمات ملموسة للمرضى . والعجيب انه يحتوى على جميع الاجهزة التى قدب عمرها الافتراضى على الانتهاء وهى مازالت داخل الصناديق يحاصرها الصدأ والتآكل. والمستشفى لا يعمل سوى لصحة المراة وتنظيم الاسرة فقط .
وتساءل طارق عبدالحميد ( موظف ) عن السبب وراء عدم تشغيل مستشفى التكامل الصحى بساقية ابو شعرة بكامل طاقته حتى الان ، حيث من المفترض ان يخدم6 قرى واكثر من 10 عزب صغيرة ، وهذا ما يعنى حرمان اكثر من 200 الف نسمة من حقهم المشروع فى الخدمات الطبيسة ، وتعتبر تلك المنطقة من اكثر المناطق بعدا عن المستشفى المركزى ، الامر الذى يجعل هناك صعوبة شديدة فى نقل المرضى من ذوى الحالات الحرجة والحوادث ، والمبنى الآن كامل الإنشاءات والتشطيبات ومزود بالأجهزة الطبية.
الفيوم...أبشواى تبحث عن أطباء
كتب عبد العزيز حسن:
أمور كثيرة تؤرق اصحاب الامراض المزمنة فى أبشواى بالفيوم منها نقص الامكانيات وغياب الاطباء والتعطيل المستمر المتسبب للاشعة ونقص بعض الادوية ونقص اكياس الدم وعدم وجود اكثر انواع التحاليل .. البداية بدأ احمد محمود يحكى معاناة فمن يأتى إلى هذه المستشفى يجد الاطباء فى غياب مستمر والاشعة معطلة باستمرار ومن يريد اجراء اشعة يتم توجيهه الى مركز خاص واكثر انواع التحاليل تتم خارج المستشفى ويضيف أن حالات الولادة لا تمم داخل المسشتفى الا اذا كانت تقدمت بالكشف عند الدكتور فى العيادة الخاصة به عند ذلك يتم دخولها إلى المسشتفى لاتمام عملية الولادة .واشار المواطن محمود كمال ان الاطباء هنا يحضرون بالتناوب بحيثيكون طبيب واحد موجود وباقى الاطباء يعملون بالمستشفيات الخاصة.