اللوحة اقتنتها الأهرام عام 1968 وهو التاريخ الذى أبدعها فيه الفنان عبد الوهاب مرسى والذى يتغنى فيها – ككل اعماله – بالتراث المصرى, يبدع فى صمت ودون ضجيج مؤمنا برسالته الإبداعية ليقدم بين الحين والأخر احدث ما انتج من إعمال تمثل قيمة مصرية متميزة داخل نسيج الحركة التشكيلية المصرية والعربية . وهى أعمال تمثل القيمة المصرية فى الفن والتى يقدم فيها مزيجا جمع بين الشكل والمضمون فى التعبير عن عبق الماضى والتراث العتيق يقتصر بين طياته أداء معاصرا فى موسيقية لونية نابعة من رحم التجريد فى تكوينات احكم ابعادها فى استلهام معاصر لمعطيات الفن المصرى على مدار التاريخ المتعاقب يقدمها دون افتعال فى بساطة تؤكد تمكنه من ادواته وثقافته ,فقد عايش الفن المصرى القديم بعد تخرجه من خلال عمله كرسام بمصلحة تسجيل الآثار فاستوعبه ليقدمه فى اطار مستقبل ذى خصوصية بعيدا عن النمطية ليظل واضحة تلك المنابع التى تشعبت بها إبداعاته متوائما فيها مع روح العصر فى بلاغة مشهودة من خلال استخدام عجائن الألوان وخامات الرمل التى طوعها لتحمل مذاق النحت البارز والتى يتسلل اليها الون ليضفى عليها مذاقا خاصا يتماوج بين بلاغة السكون وسكون الحركة داخل مساحات تناغمت فيها الوانه الشرقية الممزوجة بتراب مصر ليحمل أعماله الى ملامح مصرية تحمل طلاسم الهيروغليفية يضيف ويختزل ويعيد صياغة عناصر ليشيع الحس الجمالى من خلال ايهامات التجسيم التى يضفيها على تلك العناصر فى ثراء الملامس ألوانه المشرقة داخل مسحة من الزمن اوحت بالقدم , وهى المعادلة الصعبة التى تفوق فيها عبد الوهاب مرسى وحقق نفس المعادلة فى تحقيق جانب الأصالة مع المعاصرة لتضحى أعماله نموذجا الفن المصرى المعاصر .