من أعمال الفنانة ميسون قطب محيط - رهام محمود من خلال دراسات عميقة للوحدات الزخرفية الإسلامية قدمت الفنانة ميسون قطب معرضها السادس الذي أقامته في قاعة المكتبة الموسيقية بدار الأوبرا المصرية في رؤية جديدة لمفردات التراث الإسلامي تحت عنوان "تراثيات". افتتح المعرض الفنان والناقد عز الدين نجيب رئيس جمعية أصالة للفنون التراثية والمعاصرة, والفنانة فايزة عبد المنعم مدير عام المتاحف والمعارض بدار الأوبرا, وقد حضر حفل الافتتاح نخبة من الفنانين والأساتذة من كلية الفنون التطبيقية والنقاد من بينهم الدكتور محمد شحاتة رئيس قسم الإعلان بكلية الفنون التطبيقية, والناقد الكبير كمال الجويلي رئيس الجمعية المصرية لنقاد الفن التشكيلي. ضم المعرض نحو ثمانية وأربعين عملا, ينم في مجملهم عن دراسات الفنانة العديدة للتراث, وخبرتها في مجال اللون, فالفنانة في معرضها الأول خصصت جهودها في دراسة اللون, تكويناته وعلاقاته, في حين جاءت فكرة معرضها الثاني عن دراسة التراث الإسلامي من خلال الكمبيوتر جرافيك, وفي ثالث معارضها بدأت قطب التعمق في تجريد الفن الإسلامي, ثم استخدمت تقنية "الأير براش" في معرضها الرابع, أما معرضها الخامس فكان تصويرا فوتوغرافيا يتناوب فيه الظل والنور لاستخلاص القيم الجمالية من الطبيعة. وفي هذا المعرض عادت الفنانة لعشقها الدائم منذ بداية مشوارها الفني, وهو استلهام وحدات من التراث الإسلامي واكتشاف جماليتها وأبعادها الفلسفية والفنية, وتوظيفها جرافيكياً في لوحاتها, سواء كان ذلك بصورة مباشرة وصريحة أم بصورة مجردة ورمزية أحياناً, مما يترك الفرصة لكل مشاهد أن يرى العمل من وجهة نظره الشخصية؛ ليستوعب مضمون العمل حسب خبراته وثقافاته. كما حرصت الفنانة ميسون قطب على تحقيق المضمون الإنساني في كل عمل, سواء كان من خلال التوزيع الفني لمفردات كل لوحة, أو من خلال استخدام المجموعات اللونية الجذابة مع بعضها البعض, بالصورة التي تخاطب عقل المتلقي؛ لتحقق المتعة الجمالية والصدمة الحسية لديهم.
وقد استخدمت قطب في هذا المعرض مرة أخرى أسلوب الرسم بالأيربرش "Air Brush " على خامات ورق مختلفة, ذات ملامس متنوعة بأسلوب جرافيكي جذاب, بالإضافة إلى استخدامها مجموعات لونية متنوعة فيما بين الألوان القوية الصريحة المتباينة مع بعضها البعض، والألوان المتوافقة والمنسجمة في أحيان أخرى؛ وهذا لكي لا تشعر المشاهد بالملل. عملت الفنانة على هذه التجربة منذ عامين؛ ولذلك تظهر الأعمال وكأنها تنقسم إلى اتجاهين, احدهما مباشر, والآخر تجريدي, واعتمدت فكرتها على استخدام الوحدات النباتية الزخرفية إلى جانب بعض الوحدات الهندسية, لتخلق فيما بينهم علاقات جمالية وتشكيلية.