تجارب كثيرة تحاول استخدام المكونات الطبيعية لإنتاج اجسام مضادة لحماية الانسان من مسببات الامراض، ولقد نجحت بعض تلك التجارب العلمية فى اليابان لاستخدام الدواجن لإنتاج اجسام مناعية داخل البيضة يمكن من خلالها الوقاية من الامراض، هذا ما تمت مناقشته من خلال ندوة نوادى العلوم التى استضافت العالم هاجمى حتى استاذ علوم الاغذية بجامعة كيوتو الذى أكد نجاح استخدام البيض كمصنع لتصنيع الاجسام المضادة، من خلال حقن الدجاجة بالفيروس او البكتيريا السالبة الممرضة بحيث تخرج الدجاجة اجساما مناعية فى البيض يمكن ان استخدامها لحماية الانسان من مسببات الامراض، وهذه الطريقة تحمى من الطريقة التقليدية فى انتاج الفاكسين عن طريق حقن الحيوانات والحصول على الاجسام المضادة من الدم والتى يمكن ان تسبب مخاطر انتقال الامراض من الحيوان للإنسان، هذا بالإضافة الى امكانية إنتاج الدجاجة الواحدة 300 بيضة فى السنة مما يحقق نسبة كبيرة من الاجسام المناعية. اكد الدكتور هاجمى: حتى اننا نجحنا فى انتاج بيض قادر على علاج مرض "فيروس الروتا" والذى يتسبب فى وفاة عدد كبير من الاطفال على مستوى العالم واستطعنا انتاج اجساما مناعية داخل البيضة ضد هذا الفيروس تدخل الى الامعاء وتلتصق بالفيروس وتمنعه من حدوث اى مشكلة. ويتم ذلك من خلال حقن الفيروس فى الدجاجة حوالى 4 مرات حتى تصل الأجسام المضادة الى مستوى معين بعدها يتم جمع البيض على مدى عام الى تكونت بداخله اجسام مضادة قوية . والميكروب الآخر الذى تم انتاج اجسام مضادة له هو ميكروب يسمى «هليكوباكتر بيلورى» وهو ميكروب يصيب المعدة بالتهابات ثم تتحول لقرحة، ويمكن ان تتحول الى اورام سرطانية وهذا الميكروب منتشر بصورة واضحة فى اليابان ويصيب حوالى 60 مليون نسمة وفى مصر حوالى 80 % من الشعب مصاب بهذا الميكروب، ينتشر المرض بعد سن الاربعين حيث انه يتكاثر ويخرج سموما كثيرة لا تستطيع مناعة الانسان ان تقاومها، وهذا الميكروب هو الوحيد الذى يستطيع ان يعيش فى الوسط الحمضى للمعدة لأنه ينتج انزيم اليوريز وهو العامل الممرض الاساسى للمرض لان اليوريز يتحول الى امونيا، ويكون حول الميكروب وسطا قلويا يحمى من الوسط الحمضى للمعدة فنحاول ان نعطى للدجاجة الاجسام المضادة الخاصة ضد انزيم اليوريز بحيث تنتجه داخل البيضة، وبالتالى تستطيع اخراج هذا الانزيم من جدار المعدة. وأضاف اننا على وشك استخدام البيض كأجسام مضادة ضد تسوس الاسنان وضد حب الشباب وهذا لأن البيض ومنتجاته مازال يحتوى على اسرار يمكن ان تستخدم فى مجال التغذية الوظيفية والأدوية فى المستقبل.