على كل مصرى فى تلك اللحظة الفارقة من تاريخ وطنه، أن يسأل هذا السؤال: هذا العنف والإرهاب والإصرار على التصعيد لمصلحة من بالضبط؟ هل يستفيد من العنف جموع الشعب أم أن نتائجه السيئة تمتد إلى مكونات المجتمع جميعها، حتى كادت تدخل كل بيت؟ العنف والإرهاب يؤثران بلا شك على الاقتصاد، فتتوقف عجلة الإنتاج، وتهرب الاستثمارات، ويمتنع السائحون عن القدوم إلينا، وهكذا تغلق المصانع أبوابها، وتفلس الشركات، لتكون المحصلة فى النهاية مزيدا من العاطلين عن العمل، وزيادة معدلات الجريمة، فيدب اليأس فى النفوس وينتشر الإحباط، فلمصلحة من بالضبط هذا الخراب؟ وحتى على افتراض أن لهؤلاء الذين يشعلون البلد نارا، ويتعمدون خرابها، قضية يتصورون أنها عادلة، فهل يكون تدمير الوطن هو الحل؟ وعلى سبيل المثال، اذا كان الطلاب المنتمون لجماعة الإخوان يمثلون 5% من إجمالى طلاب مصر (ولا نحسبهم كذلك، ولا حتى 1%)، فهل من حق 5% تعطيل الدراسة على ال 95% الباقية؟ من أنتم لتفرضوا على الجامعات هذا الوضع المضطرب الذى آلت إليه؟ من أفهمكم أنكم إن لم تحصلوا على ما تريدون فمن حقكم حرق كل من يخالفكم؟ إنها الفاشية بكل ما تعنيه الفاشية، والاستبداد من معاناة وآلام وضياع. ثم من يضمن لنا نحن الشعب ألاتكون وراء هذا العنف والإرهاب أجندات وخطط خارجية تسعى لتدمير هذا الوطن وتقسيمه؟ إن الواضح لجميع المصريين باستثناء الشاردين منهم أن الإرهاب لا دين له، ولا أخلاق، ولا ضمير، بدليل استهداف جنود أبرياء قاموا ليصلوا الفجر فذبحهم الإرهاب.. فهل هذه الوحشية من الإسلام فى شيء؟ إن الموضوع لا علاقة له بالدين، وهنا يكون السؤال المنطقى الضرورى فى تلك اللحظة: وهل يسكت المصريون وهم يرون بلدهم يضيع؟ مطلوب من كل مصرى أن يستوعب هذه المعادلة: إن مزيدا من الحرق والتخريب والتدمير يساوى المزيد من الفقر واليأس والبطالة، وبالتالى فإن مكافحة الإرهاب أصبحت واجبا على كل مصري، لإنقاذ حاضره ومستقبل أبنائه، وليس من العدل ولا الفطنة، ترك أجهزة الأمن وحدها فى المعركة، ومادمنا كلنا مستهدفين فإن المقاومة مفروضة علينا جميعا فرض عين، المدارس والإعلام والصحافة والمساجد والكنائس، وعندما يرى هؤلاء الإرهابيون أن المواطنين كلهم فطنوا إلى أهدافهم الخسيسة فسوف تكون بداية النهاية لهذ الإرهاب الأسود، الذى لا يستفيد منه سوى أعداء الوطن. لمزيد من مقالات رأى الاهرام