لن يصفق العالم للمشير عبد الفتاح السيسى عندما يخلع زيه العسكرى ليرتدى لباسه المدنى خلال الساعات المقبلة استعدادا لترشحه لرئاسة مصر .. لن يشيد المتربصون بقراره ويصفونه بالشجاع والمسئول على طريقة الرئيس الروسى بوتين ولكن دولا كثيرة وأطرافا عديدة ستسعى إلى إفشال الانتخابات قبل أن تبدأ , ستحاول إظهار العورات وتوجيه الانتقادات للسلبيات التى يرون أنها سادت إجراء الانتخابات , وستبدى هذه الجهات فى تقديري- تحفظا مكتوما إذا فاز السيسى بالرئاسة قبل أن تحسم أمرها وتعلن موقفها النهائى كى ترقب عن كثب تطورات الأوضاع فى بلادنا..هل سنتعثر ونغرق فى بحر الأزمات والمؤامرات التى تحاك لنا أم سنتحرر ونخرج من عنق الزجاجة وننطلق إلى آفاق المستقبل لتعود مصر لمكانتها ودورها الريادى فى المنطقة والعالم. هذا هو السيناريو الدولى الذى أتوقعه خلال الأسابيع والشهور القليلة المقبلة .. فلقد عبرت مصر بنجاح على غير رغبة قوى عديدة - المرحلة الماضية بعد عناء وتضحيات , وتمكنت بفضل الله ووعى شعبها ووطنية جيشها من إحباط مخططات شيطانية وتخطى كمائن خطيرة , وأتممنا الاستفتاء على دستور عصرى يليق بمكانتنا وثورتنا ومستقبلنا , وأنهينا الاستعدادات للانتخابات الرئاسية بقانون نال رضا غالبية الأحزاب السياسية والقوى الوطنية , ولم يبق أمامنا سوى إتمام انتخابات الرئاسة ثم الاستعداد لآخر مراحل استحقاقات خريطة المستقبل بإجراء انتخابات برلمانية نزيهة .. نتفرغ بعدها لإنجاز متطلبات التنمية وتحقيق أهداف ثورتين عظيمتين لشعب صابر نبيل يتطلع إلى حياة كريمة وحرية حقيقية وعدالة اجتماعية سريعة . قد يكون مهما ونحن نستكمل خطواتنا أن نحسب بدقة وندرس بعناية ردود أفعال العالم من حولنا .. ولكن الأهم هو أن نضع أهداف مصر العليا فوق الجميع , ألا نجعلها محل جدل أو موضع نقاش أو مساومة .. بحيث لا توقفنا انتقادات الآخرين من الأمريكيين أو الأوروبيين أو المتآمرين .. خاصة أن نياتهم المغرضة معروفة وآراءهم غير المحايدة مرصودة وأهدافهم الاستعمارية على حساب مصالحنا الوطنية باتت مفضوحة ومكشوفة !! لمزيد من مقالات مسعود الحناوي