هو أول خط مترو تم تسييره ليس فى مصر بل فى الوطن العربى وقارة إفريقيا . ترجع فكرة إنشائه إلى عهد الملك فؤاد الأول عندما اقترح عليه أحد المهندسين إنشاء خط للمترو ، فقوبل هذا الاقتراح بالتجاهل وحبس بالأدراج . تكررت محاولة إنشائه أكثر من مرة دون أن تتم نظرا لصعوبة الظروف الاقتصادية وقتئذ . حتى نجحت وانطلقت أولى رحلاته 1983 فى عهد الرئيس مبارك معلنة بدء تشغيله. ورغم أن مترو الأنفاق يعتبر أهم وسائل المواصلات فى مدينة القاهرة ؛ نظرا لشدة سرعته ، ورخص تذكرته إذا ما قورنت بغيره من وسائل النقل ، وتوافر عامل الأمان من وقوع الحوادث الشائعة بوسائل المواصلات الأخرى، إلا أنه ككثير من المرافق والهيئات ، ظهرت عليه مؤخرا علامات الشيخوخة المبكرة الناجمة عن فساد وخلل استشرى فى مجتمعنا المصرى إثر ثورة يناير المباركة . وهذا بالطبع ليس ذما للثورة ، بل هو ذم لإبعادها عن الهدف الذى حددته والإطار الذى رسمته، ذلك الهدف الذى من أهم مبادئه تحقيق العدالة التى تقوم على احترام القانون، والمحافظة على الملكيات العامة والخاصة . أعود فأقول: طرأت على مترو الأنفاق كثير من عوامل الشيخوخة التى شوهت منظره بل وتهدد بانهياره، منها : كثرة الباعة الجائلين الذين لم يكتفوا بمداخل المحطات والأرصفة بل تسللوا داخل القطارات؛ فهذا ينادى 3 شربات بعشرة جنيه ، يقاطعه آخر : ( 3 قطع مطبخ لتفريغ الباذنجان والكوسة لعمل المحشى بخمسة جنيه ) يسكتهما صوت أجش لبائع آخر يقول :( كشاف طوارئ بعشرة جنيه) وغير ذلك كما لو كنا فى سوق العتبة لا فى وسيلة مواصلات كثيرا ما نعم المسافر فيها بالهدوء والراحة أقصد قبل الثورة وما إن تهدأ الأذن من سماع هذا العزف النشاز حتى تفاجأ بكتيبة من المتسولين يجوسون خلال القطار طلبا للمساعدة القليلة طبعا (اللى بتمنع بلاوى كتيرة)! هذا فضلا عن غفلة عمال النظافة ورجال الأمن مما أدى إلى كثرة إلقاء المخلفات والقمامة على القضبان التى صارت سلة لمناديل الورق وقشر اللب والسودانى وخلافه ( لزوم التسالى). وأكثر ما يدعو للدهشة ويجعل المرء يضرب كفا بكف ، أنه برغم الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها البلاد ، والتى ما انفكت وسائل الإعلام تؤكدها آناء الليل واطراف النهار؛ إلا أننا نجد بين جنبات المترو وبصورة فجة إهدارا للمال العام ، حيث قامت هيئة مترو الأنفاق بتغيير مقاعد الانتظار على أرصفة خط شبرا الجيزة ، رغم احتفاظها بحالتها الأولى بمقاعد أخرى من الرخام ليس هناك دافع لإقامتها سوى إثراء شركات أو أفراد ، وليست إلا تجسيدا لإسرافغير مبرر فى ظروف اقتصادية صعبة.
Sabry_elmougy @yahoo.com لمزيد من مقالات صبرى الموجى