فى سنغافورة عام 4991 صدر حكم على طالب أمريكى يدعى «مايكل فاى» بأن يضرب ست ضربات بعصا غليظة لأنه كتب عبارات خادشة للحياء على جدران مكان عام، وبعد تحركات دبلوماسية أمريكية قوية وتدخل شخصى من الرئيس بيل كلينتون تم تخفيف العقوبة إلى أربع ضربات ولكنها لم تلغ. لاحظوا أن سنغافورة رفضت عالمية القيم الغربية ونبذت بقوة وإباء التدخل الأمريكى وعقائد حقوق الإنسان النى كانت ومازالت أمريكا تحاول الترويج لها فى العالم كله، ولاحظوا أيضا أن سنغافورة أكدت قيمها الخاصة فى مواجهة النموذج الليبرالى لحقوق الإنسان. ملاحظاتى هذه أوردها بسبب إصرار أمريكا على فرض سياسة الإملاءات فى علاقاتها الدولية مع مصر، ولا ترى أن ذلك لم يعد مقبولا بعد ثورتين، كما أنها لا تريد رؤية البوصلة الوحيدة التى تحكم توجهات مصر وهى المصلحة الوطنية والأمن القومى. إن حقوق الإنسان عملة لها وجهان ولكن أمريكا وحوارييها من الدول الأوروبية لا يرون إلا الوجه الذى يخدم مصالحهم فى لى ذراع مصر وقبولها ما يريدون إملاءه بغض النظر عن أوهام حقوق الإنسان. تحاول أمريكا رغم انحسار قوتها أن تجعل فقاعة حقوق الإنسان هذه الحاكم الحقيقى، ولن تفلح هذه الفزاعة خاصة مع دول متماسكة قوية وذات سيادة تعرف للإنسان حقوقه بمعنى العمل مع الحرية دون مسايرة الفوضى أو محاولة هدم الأوطان، فليست هذه الحقوق قفازا تلبسه الأيدى الشريرة لتخفى آثامها. لقد تنبأ عدد من الساسة فى العالم فى مقابلات صحفية مع مجلات عالمية بفشل أى محاولة لفرض إرادة شخص ما أو قيمة ما على الآخرين أو لتوحيد العالم فى ظل نموذج معين للحضارة، وما نراه أمام أعيننا الآن ينذر بفشل كل من يحاول فرض إرادته على الشعوب خاصة، وأن هؤلاء لم يتمسكوا بحقوق الإنسان فى بلادهم عندما تعرضت لخطر الفوضى.. فلا تبشروا بالفجر الكاذب. لمزيد من مقالات سهيلة نظمى