استمرارا لحالة الخلاف بين المؤسسات الدينية والمؤسسات الفنية حول بعض الأعمال الفنية، تصدر المشهد الفيلم الأمريكى «نوح» والمقرر عرضه قريبا فى دور العرض المصرية في ظل اعتراض الأزهر الشريف على عرضه ومطالبته بمصادرته لتجسيده أحد الأنبياء. وعقد مساء أمس الأول اجتماع للجنة السينما برئاسة المخرج خالد يوسف ولجنة المسرح برئاسة سامح مهران بالمجلس الاعلي للثقافة، وأصدرت اللجنة بعد اجتماع استمر لمدة ساعتين بيانا مشتركا اعلنت فيه عرض فيلم "نوح" بدور السينما المصرية رغم موقف الأزهر الشريف منه. بدأ الاجتماع بكلمة لخالد يوسف أكد فيها احترام الفنانين لدور الأزهر فى مواجهة التطرف والتكفير، الا انهم فوجئوا بقراره الاخير، لذلك اعلن المجتمعون عرض الفيلم الذى لا يمثل إهانة للصحابة والأنبياء، احتراما لمدنية الدولة ودستورها وثمار حرية الإبداع، حيث لم يتم من قبل منع عرض فيلم آلام المسيح، أو عمر بن الخطاب، أو يوسف الصديق، وغيرها من الأفلام التى أسهمت فى نشر الوعى بالدين، وهذا ما أكدته أيضا الفنانة القديرة سميحة أيوب حيث أضافت أنها تشجع تجسيد الأنبياء فى الأفلام لأن ذلك يعرف الشعوب بأدياننا، ويجب أن يتضافر دور الفن والدين معا لبناء مجتمع صحى يحترم حريات الفن. وجاء فى البيان أن عرض أو منع الأفلام يكون من خلال الجهات الرقابية، ووفقا لنصوص الدستور المصري، وأن من حق المشاهد المعرفة دون وصاية لأن سلاح المنع والمصادرة يشجع على اختراق القواعد، وأنهما لا يسعيان إلى صدام مع مؤسسة الأزهر الشريف بل إنها تربأ به من اتخاذ موقف مضاد من هذه الأفلام التي تهذب سلوك المواطنين، وان الحرية هي السبيل الوحيد لمواجهة أفكار التطرف، وجاء في النهاية قرار اللجنتين بتأييد عرض فيلم «نوح» والتشديد علي ان عرض الفيلم او مصادرته أمر يتعلق بالرقابة فقط. حضر الاجتماع الكاتبة مريم ناعوم، والمخرج مجدي أحمد علي والمنتج محمد العدل وأحمد عواض، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات، وطارق الشناوى وجابر الخورى. و أكد عواض أنه سينفذ قانون الرقابة رقم 430 سنة 55 والذى يعطى الحق فقط للرقابة باتخاذ قرارات العرض من عدمها، وسنصدر قرارا حسب القانون واللوائح الخاصة بالمحرمات.