3 من طابا إلى إسرائيل : كان هدف إسرائيل من التمسك بطابا تأكيد حقها فى عدم الانسحاب من كامل أرض احتلتها حتى تكون سابقة تكررها ، كما كانت تريد الاستفادة من موقع طابا قرب إيلات وتحويل المنطقة إلى مشروع سياحى ضخم ، فلما أصرت مصر على حسم الخلاف عن طريق التحكيم ، قبلت إسرائيل وهى واثقة من فشل مصر فى الإعداد الجيد لكسب قضيتها . وبالفعل فقد كانت معركة طابا بالغة الصعوبة ،لكنها كانت نموذجا مثاليا يمكن إتباعه فى مثل القضايا الخلافية. ضمت اللجنة القومية لطابا مجموعة من كبار خبراء القانون والتاريخ والسياسة والقضاء الدولى والعسكريين من بينهم حسب ترتيب الأسماء كما ورد فى قرار الدكتور عصمت عبد المجيد وزير الخارجية أنذاك السادة الدكاترة والسفراء والأساتذه :نبيل العربى وكيلا عن مصر ، وأحمد ماهر السيد (وزير الخارجية فيما بعد) نائبا للوكيل عن مصر ، ومهاب مقبل نائبا للوكيل عن مصر ، ومستشارون قانونيون وخبراء : طلعت الغنيمى وأحمد القشيرى وجورج أبى صعب وسميح صادق ومفيد شهاب وصلاح عامر وأمين المهدى (وزير العدالة الانتقالية الحالى) وفتحى نجيب، ويونان لبيب رزق ووجيه حنفى ومحمد جمعة واللواء خيرى الشماع والعقيد محمد الشناوى بالإضافة إلى خبيرين عالميين جرى الاستعانة بهما أحدهما متخصص فى نزاعات الحدود التى لم يسبق لخبرائنا التعامل معها والثانى لأنه يجيد الإنجليزية التى تقرر أن تكون لغة التعامل فى القضية بينما خبراؤنا يجيدون الفرنسية . وقد حرم القدر المرحوم الدكتور وحيد رأفت القانونى الضليع من الانضمام للقرار لوفاته قبل تشكيل اللجنة . مثل مصر فى هيئة التحكيم العالم الجليل حامد سلطان وقدرت أتعابه بمائة ألف دولار ( تعادل أكثر من نصف مليون دولار اليوم ) رفض تقاضى دولارا واحدا منها . ونفس الشىء فعله أعضاء اللجنة جميعا لم يتقاض أحدهم مليما . وكان طبيعيا مكافأة الكتيبة الوطنية بأوسمة طلبت رئاسة الجمهورية كشفا بأسمائهم ، إلا أن أحدا منهم لم يتلق أى وسام ولعله القدر الذى أراد تصحيح ما حدث من خطأ وتكريمهم فى زمن غير الزمان ، خاصة أن ماحدث فى الاحتفال برفع العلم فوق طابا كان أغرب! لمزيد من مقالات صلاح منتصر