عندما تفشل الطرق التقليدية فى مواجهة الأزمات والموارد المحدودة تظهر اهمية البحث العلمى فى ايجاد أفكار «خارج الصندوق» ومتطورة لمواجهة الفقر والقضاء عليه وهذا ما قامت به مؤسسة مصر الخير من خلال رعاية مجموعة من المشروعات البحثية (نحو 15 مشروعا) للشباب الصغار بدعم قدره 15 مليون جنيه منها 5 مشروعات للمشاركة فى مسابقة انتل العالمية وجميعها مشاريع توجه لحل مشاكل يعانى منها الفقراء فى مصر. ومن أهم المشروعات - والكلام لسالي متولي مدير برامج البحث العلمي والابتكار بالمؤسسة مشروع لوضع نظام لتحلية مياه البحر باستخدام تقنيات النانو. وتقوم الفكرة على استخدام مادة الجرافين وهى أحد أشكال الكاربون التي تتميز بفتحات ضيقة للغاية في حجم النانومتر (1 على مليار من المتر) في عملية تحلية مياه البحر. وينقسم البحث الى عدة مراحل, أولاها عملية تنقية وتحلية المياه باستخدام الجرافين, ثم المرحلة الثانية وهى تنقية المياه من الباكتيريا باستخدام جزيئات الفضة النانونية, وأخيرا عملية اضافة الأملاح والمعادن حتى تكون المياه صالحة للشرب. ويهدف البحث الى انتاج وحدة تحلية لمياه البحر على قدر عالِ من الكفاءة وقليلة التكلفة أيضاً يمكن استخدامها فى الاماكن النائية فى مصر والتى لا توجد بها مصادر للمياة العذبة. ..مشروع اخر يضع نظاما لتدفئة المنازل معتمدا على احتكاك جزيئات الزيت، وأشار تقرير أعدته سحر الببلاوي الى أن فكرة المشروع قائمة على إنتاج نظام لتدفئة المنازل عن طريق توليد الحرارة من احتكاك الزيت أيضا يمكن استخدام احدى وسائل الطاقة البديلة في ادارة نظام الضخ ويتميز هذا النظام بالاقتصادية حيث أن الزيت المستخدم لا يتم استبداله الا بعد فترة طويلة للغاية ويمكن الاعتماد عليه فى تدفئة المناطق النائية وتخفيض استخدام الطاقة التى اصبحت من اكبر التحديات التى تواجه مصر مؤخرا .. ومشروع اخر يكرس مبدأ تكافؤ الفرص بعنوان « من حقك « وفكرته قائمة على تصميم برنامج على التليفون المحمول يسمح بالتصويت للمكفوفين في الانتخابات كباقي افراد المجتمع من خلال استخدام بصمة الصوت وإذا كان المرض من أهم اسباب الفقر فالقضاء عليه فرض عين وهناك بحث يقدم علاجا مناعيا لاهم واخطر انواع السرطان وهو سرطان الرئة و يهدف البحث الى دراسة أحد البروتينات التي لوحظ وجودها في الخلايا السرطانية عند المصابين بسرطان الرئة، وتقوم هذه البروتينات بتحفيز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة تقوم بمهاجمة الخلايا السرطانية. ويقوم الطالب في البحث بدراسة تركيب البروتين وعمل نموذج ثلاثي الأبعاد له، كخطوة تمكن الباحثين من انتاج بروتين مشابه له في التركيب يتم استخدامه لتصنيع مصل يقوم بزيادة نشاط الجهاز المناعي وإنتاج مزيد من الأجسام المضادة التي تحارب خلايا سرطان الرئة ويتم استخدامه كوسيلة علاجية ووقائية أيضا.. 3 مشروعات اخرى تدعمها مؤسسة مصر الخير لمحاربة الفقر الاول لتطوير نظام لتحلية مياه البحر باستخدام الطاقة الشمسية وتقنية الترطيب وإزالة الرطوبة ويعتمد المشروع على محورين الاول تسخين المياه المالحة والهواء معبا باستخدام تقنيات التسخين الشمسى المتطورة والثانى تطوير طرق التقاء رذاذ المياه المالحة بالهواء الجاف لتحقيق اكبر كفاءة فى انتاج المياه العذيه ويتم امداد المضخات بالهواء والمياه والكهرباء من خلال خلايا للطاقة الشمسية وبالفعل تم تصنيع وحدة لمعالجة المياه المالحة بقدرة 200 لتر يومياً تعمل بالطاقة الشمسية او التقليدية، ونشر ورقة بحثية عن المشروع والتقنيات المستخدمة به أيضا ترعي المؤسسة تصميم وتصنيع محليا محطة تحلية مياه مصغرة متنقلة تعمل بتقنية التناضح العكسي والطاقة الشمسية, وتستخدم هذه المحطة في تحلية آبار المياه الجوفية بالساحل الشمالي الغربي بغرض توفير مصدر مياه شرب نظيفة في المناطق الصحراوية النائية التي تعاني بشدة من مشكلة نقص المياه مما سوف يسهم في توطين البدو وعمل تنمية مستدامة وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة من خلال رسم خريطة لملوحة المياه الجوفية وعمل تصميم تفصيلي للمحطة لإنتاج 4 -5 أمتار مكعب خلال 6 ساعات تشغيل / يوما وإجراء اختبار معملي وميداني لمحطة التحلية وهناك مشروع بحثى يهدف الى تنمية الثروة الحيوانية من خلال زراعة أعلاف خضراء دون تربة وقد نجح فريق المشروع في إنشاء وتجهيز وحدة لإنتاج الأعلاف الخضراء مائيا بدون تربة من معدات وخامات من السوق المحلية وقد استضافت مؤسسة مصر الخير مؤخرا خبيرا من الهند لشرح تجربة بلاده فى الاهتمام بالبحث العلمي فى مواجهة الفقر حيث اعتمدت الهند العقد الحالى من 2010 وحتى 2020 للقضاء على الفقر من خلال البحث العلمى وأوضح الخبير الهندى راكاشر يواريفي اهمية التركيز على 4 مليارات نسمة على مستوى العالم لا يتعدى مستوي دخلهم دولارين في اليوم و الذين هم بأسفل ما يدعونه الهرم الاقتصادي و عمل الهند على تطوير ابتكارات ذات اداء عال و باستخدام موارد قليلة واشار الى عدد من الابتكارات الهندية فى هذا الصدد ومنها أطراف صناعية تستخدم فى المشى والتسلق وركوب الدارجات يبلغ ثمنها فى امريكا 20 الف دولار وتمكنت الهند من تصنيعها ب 28 دولارا فقط كى تناسب الفقراء. أيضا استطاعت الهند التغلب على مشكلة الحضانات للاطفال الرضع و التي لا تتوفر في أفريقيا ولا تتوفر في القرى الهندية. والرضع يموتون بسبب ذلك. وتصل تكاليف الحاضنة الى 2000 دولار وذكر أن الهند استطاعت انتاج حضانة بتكلفة لم تزد على 25 دولارا و لها نفس الاداء. وأخترعها طلاب شباب من جامعة ستانفورد خلال مشروع دراسي يركز علي التكلفة.