بقرارها التاريخى الشجاع تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، بعثت السعودية بعدة رسائل بالغة الأهمية فى وقت دقيق تمر به الأمة العربية والإسلامية. أولى هذه الرسائل أن رؤية المملكة لقضايا الأمن القومى تتجاوز بمراحل الحيز الجغرافى الضيق لمنطقة الخليج ليشمل الشرق الأوسط بأسره، لإدراكها أن الإرهاب أصبح خطرا داهما على حاضر ومستقبل الجميع، وأن الإخوان يشكلون رأس الحربة له، خصوصا أنهم أظهروا وجههم القبيح إبان الأشهر المنصرمة، عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وأن العنف يعد ركيزة أساسية فى فكر ونهج هذه الجماعة التى تسعى - ولا تزال - لإثارة الفتن بالعديد من دول الجوار، ومن بينها السعودية وغيرها من بلدان الخليج. ثانية الرسائل أن قادة السعودية يدركون جيدا أن العلاقات المصرية - السعودية تمثل جوهر ولب المساعى المبذولة لبناء نظام عربى جديد قادر على مواجهة مخططات التقسيم المعدة سلفا من قبل بعض القوى الكبرى فى اطار مؤامرات نسجت خيوطها أثناء ثورات الربيع العربي، حتى تبقى إسرائيل هى الطرف الأقوى سياسيا وعسكريا واقتصاديا، ومن هذا المنطلق بالامكان استيعاب حرص الرياض منذ ثورة 30 يونيو على الوقوف إلى جوار الشعب المصرى وارادته التى أطاحت بنظام الإخوان الذى وضع المصريين أمام خيارين، إما أن تحكمهم الجماعة أو تقتلهم. ثالثة الرسائل أن المملكة امتلكت شجاعة اتخاذ القرار، رغم علمها بأنها ستكون هدفا للإرهاب خلال الفترة المقبلة، فهى مستعدة لدفع الثمن عن طيب خاطر، لأنها ارتأت أن الجماعات المتطرفة باتت تضرب فى مقتل وسطية الإسلام بتبريرها القتل، والحرق، ونهب الممتلكات العامة والخاصة، وتكفير المعارضين ،المخالفين لتيار يتاجر بالدين الحنيف. رابعة الرسائل السعودية أن الوقت قد حان لكى تتكاتف الدول العربية للتصدى للإرهاب ليس فقط بتفعيل بنود ونصوص الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب المبرمة فى 25 مايو 1998، وإنما عبر كشف الجهات المسئولة عن دعم وتمويل الإرهاب، وتوفير الغطاء السياسى له بحجج واهية تتسبب فى زعزعة الاستقرار الإقليمي، وواجب الكل الآن إظهار الدعم الكامل للسعودية، فالمعركة مصيرية ولا تحتمل أنصاف المواقف. لمزيد من مقالات رأى الاهرام