بعد تضييق الخناق علي عناصرها وضبط عدد من المتورطين منهم في العمليات الإرهابية داخل سيناء، حاولت حركة حماس تصدير أزمة جديدة لمصر حيث دعت عددا من الناشطات الأوروبيات من أصول عربية لدخول قطاع غزة عبر منفذ رفح للمشاركة في مؤتمر المرأة الفلسطينية.. وذلك رغم علم حماس أن مصر تغلق المعبر في هذا التوقيت.وانتهت المشكلة بعد ان رفضت سلطات مطار القاهرة دخولهن البلاد وقام القنصل الفرنسى وعدد من أعضاء السفارة الفرنسية بالتفاوض مع الناشطات لمدة تجاوزت ساعتين حتى تم اقناعهن بالسفر وتمت بالفعل مغادرة 22 منهن ويتبقى حوالي 40 ناشطة سيتم سفرهن اليوم على متن طائرة مصر للطيران المتجهة الى باريس والطائرة المتجهة الى اسطنبول. وكانت الازمة قد بدأت مساء أول أمس عندما شهد مطار القاهرة وصول 58 ناشطة سياسية وصلن من عدة دول أوربية، مُعظمهن يحملن الجنسية الفرنسية، وأصولهن عربية بعد الدعوة والإتفاق الذى تم بين الجانبين الحمساوى، وإحدى جمعيات المرأة التابعة لها بأوربا، وكانت من بين الأسماء القوية المُرشح دخولها مع الناشطات المناضلة الجزائرية «جميلة بوحريد». الناشطات وصلن إلى القاهرة باعتبارهن سائحات، ودخلن وسط الركاب القادمين، للحصول على تأشيرات الدخول من داخل المطار، ولكنهن طلبن التوجه إلى معبر رفح البرى للدخول إلى غزة، ولأن سلطات المطار كانت على علم بالدعوة فقد أكدت للناشطات أنهن لن يدخلن مصر بسبب غلق منفذ رفح البرى وطالبتهن بالبحث عن معبر أخر بدولة أخري لدخول قطاع غزة، إلا أنهن رفضن الإنصياع لتعليمات الأمن وافترشن الأرض بالمطار، رغم تخصيص سلطات المطار قاعة لهن للبقاء فيها، لكنهن أصررن على إفتراش صالة الوصول، رغم مخالفة الناشطات الإجراءات المتبعة من ناحيته أصدر الطيار حسام كمال وزير الطيران المدني تعليماته بأن يقدم مطار القاهرة الرعاية اللازمة للناشطات فى الوقت الذى بدأت السلطات مجددا اقناعهم بالتوجه إلى الاستراحات وفندق الترانزيت حتى مواعيد إقلاع رحلاتهن مرة أخرى لكنهن رفضن، وتجمعن فى حلقة للغناء وترديد الشعارات المنددة بمنع دخولهن، وهن يحملن الأعلام الفلسطينية. وفى ساعة مبكرة من صباح أمس توجه القنصل الفرنسى بالقاهرة الى المطار، حيث إلتقى الناشطات، وأوضح لهن أن السلطات المصرية تُغلق الآن معبر رفح البرى بين مصر وغزة، وهذا لن يمكنهن من الدخول إلى هناك وعليهن إتباع التعليمات، وتنفيذ القانون، وبعد المقابلة التى إستمرت نحو الساعة، اصرت الناشطات على رفضهن لما قاله القنصل الفرنسى الذى إضطر لمغادرة المطار. واستمرت الناشطات داخل صالة الوصول بالمطار فى التقاط المزيد من الصور والفيديوهات، متحدثات خلالها عن سوء معاملة من جانب سلطات المطار، و هو أمر لم يحدث حتى أن أحد ضباط الأمن الذى يتقن الفرنسية تقدم إلى إحداهن متسائلاً عمن أساء معاملتهن، فأوقفت الناشطة تصويرها. وفى مشهد تمثيلى استمرت الناشطات فى تصوير بعضهن وكأنهن أموات ملفوفين بعلم فلسطين، وبعدها بقليل طلبن السماح لهن بتسليمهن حقائبهن لحاجتهن إلى بعض الأدوية والمستلزمات الشخصية، وهو ماسمحت به سلطات المطار، فى إطار حُسن المعاملة! من ناحيتها إلتقت «الأهرام» إحدى الناشطات الفرنسيات من أصل عربى، والتى قالت لنا أن إسمها «مريم» وأن مشكلتهم بدأت عندما تقدمت 12 منهن عقب وصولهن إلى مطار القاهرة مساء أمس قادمين من باريس و بمجرد وصولهن لدخول القاهرة بعد دفع رسوم التأشيرات قومن جوازاتهم، ولكن السلطات منعت دخولهن، وقالت لهن إنهن ممنوعات من الدخول، وهو الأمر الذى أدى بالباقين إلى عدم تسليم الجوازات حتى لا يتقرر معهن نفس الأمر. وأضافت مريم: عرضت تسليم سلطات المطار قائمة بأسماء الناشطات للكشف عن موقفهم عما اذا كان مسموح لهن بالدخول أم لا، ولكن زملاتها رفضن ذلك وفضلوا الاستمرار، وأفتراش الأرض بالمطار حتى حل الأزمة. فى السياق نفسه صرح مصدر أمني مسئول بمطار القاهرة بأن الناشطات الفرنسيات لم يسلمن جوازات السفر بالمطار بالتالي لا نعرف أسماءهن حتى يمكن الكشف عن موقفهم الأمني. وأوضح أن 12منهن تقدمن بالجوازات لدخول القاهرة وبالكشف عنهن تبين أنهن على قوائم الممنوعين من دخول البلاد طبقا لتعليمات جهات امنيه وطلبنا من الباقيات تقديم جوازات السفر الا أنهن رفضن. وشهد مطار القاهرة بعد ذلك قدوم ثلاثة مسئولين من السفارة الامريكيهبالقاهرة،بعد علمهم بوجود 4 أمريكيات ضمن الناشطات، حيث طلبوا من سلطات امن المطار بيانات المواطنات الأربع والتقوا بهن للبحث معهن فى محاوله لحل المشكلة. وأكدت مصادر أمنية بأن السلطات ستتخذ إجراءات من شأنها الحفاظ بها على الأمن القومى المصرى، وأنه سيتم تنفيذ كل الإجراءات القانونية حيال الناشطات اللاتى يمتنعن عن العودة إلى بلادهن مرة أخرى. وهنا بدأت موافقة أعداد من الناشطات علي عودتهن مرة أخرى إلى بلادهن، وبالفعل بدأن فى مغادرة مطار القاهرة. ومن جانبه صرح السفير بدر عبدالعاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، بأن الناشطات الفرنسيات وصلن لمطار القاهرة بتأشيرات دخول سياحية لزيارة سيناء، ثم افصحون عن رغبتهن في دخول قطاع غزة، وذلك دون تنسيق أو موافقة مسبقة من السلطات الرسمية لدخول القطاع، وأعرب المتحدث عن استحالة تحقيق رغبة الناشطات لما يمثل ذلك من خطر كبير علي حياتهن وصعوبة تأمينهن لأن منفذ رفح مغلق لوجود عمليات عسكرية في سيناء ضد الإرهاب، وكذلك استحالة التنسيق مع الطرف الآخر من المعبر بسبب إغلاقه. وأكد عبد العاطي أن مندوب وزارة الخارجية بالمطار حضر لمقابلة القنصل الفرنسي الذي توجه إلي المطار لمتابعة التطورات، وتم عرض موقف الفرنسيات الممنوعات من دخول البلاد عليه وإن مندوب وزارة الخارجية طلب ابلاغهن ضرورة اتباع التعليمات، وتنفيذ القانون الخاص بالبلاد. وردا علي ما رددته وسائل إعلامية حول منعها من دخول قطاع غزة عبر مصر، أكدت المجاهدة جميلة حريد فى اتصال تليفونى مع مراسل وكالة انباء الشرق الاوسط بالجزائر أنها موجودة حاليا فى العاصة الفرنسية بعض وسائل الإعلام بشأن منع السلطات المصرية لها وعدد من الناشطات دخول قطاع غزة بسبب غلق منفذ رفح البري. ومن جانبه، نفى سفير مصر لدى الجزائر السفير عز الدين فهمى ماتردد في وسائل الإعلام بشأن منع جميلة حريد، وقال: «إن مكتب المجاهدة العظيمة اتصل بالسفارة المصرية وطلب ترتيب الزيارة مع السيدات اللاتى يرغبن فى السفر لمساندة المرأة الفلسطينية، وقد رحبت السفارة المصرية بذلك على أن يتم تحديد المواعيد مسبقا للتأكد من تشغيل معبر رفح فى ذلك الوقت، وحتى تقوم السلطات المصرية بدورها فى تأمين عملية ذهاب وعودة الناشطات لضمان سلامتهن». وأضاف: أن المناضلة جميلة حريد لاتحتاج تأشيرة لمصر لأنها تحمل جواز سفر دبلوماسيا.