يشعر كثيرون من أبناء مصر بمخاوف وقلق كبير من صعود الاسلاميين واقترابهم من السلطة شيئا فشيئا, وينبع هذا القلق من عدة منطلقات منها الخوف من تضييق الاسلاميين علي الحريات الخاصة والعامة وتبني رؤي وتشريعات تحد من حريات الأشخاص والمجتمع, وتحاصر المرأة وتهمش دورها, وتخنق الإبداع والفنون والفكر والتوجه الليبرالي في المجتمع, وشكوك في اقصاء الأقباط, وتهديد التعددية والدولة المدنية الحديثة التي يتطلع كثير من المصريين إليها بعد ثورة25 يناير التي سعت للاطاحة بنظام مستبد وفاسد حكم مصر أكثر من30 عاما. وتبرز علي رأس قائمة هؤلاء المتخوفين والمتشككين في نوايا التيار الإسلامي نسبة من الأقباط الذين يشكلون نحو10% من أبناء مصر, ويبالغ بعضهم في مخاوفه من أن تتحول مصر إلي دولة دينية علي غرار إيران, أو يتم جعل الأقباط فيها مواطنين من الدرجة الثانية, فمصر وطن جميع المصريين, ويجب ألا تحتكر فئة هذا الوطن وتأسره أو تستأثر به لمصلحة مآربها وأهدافها علي حساب الآخرين, يجب ألا تفرض فئة وصايتها علي المصريين وتحدد أسلوب معيشتهم, ولكي نكفل ذلك يجب أن ندافع أولا وآخرا عن تكريس مبدأ المواطنة والمساواة أمام القانون, ويجب أن ندافع عن قيم التعددية والاختلاف والحرية في هذا الوطن, لأن هذا هو المناخ السياسي والاجتماعي الصحي الذي تنمو فيه الديمقراطية وتزدهر. وأقول لبني وطني من الأقباط إننا نراهن علي يقظة ووعي المجتمع المصري وغريزته التي كانت دائما ضد التطرف والسواد الأعظم من المصريين متدينون دون غلو, ومن سمة مصر دائما وعلي مر العصور التدين المعتدل والتسامح, واعتقد أن المزاج العام للمصريين لن يسمح بدمغ المجتمع المصري بالتطرف وسيدافع عن الدولة المدنية إلي أبعد حد.