وسط توقعات بوصول16 قائدا وزعيما عربيا للمشاركة في القمة العربية الثانية والعشرين بمدينة سرت الليبية, يبدأ وزراء الخارجية العرب اجتماعاتهم غدا لوضع اللمسات الأخيرة علي بنود جدول الأعمال ومشاريع القرارات التي تعرض علي القادة والملوك والرؤساء العرب خلال اجتماعات القمة يومي السبت والأحد المقبلين. ومن المقرر أن يعقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي اجتماعه صباح اليوم علي مستوي وزراء المال والاقتصاد العرب, حيث يناقش تقريرا حول متابعة تنفيذ قرارات القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي عقدت بالكويت في شهر يناير من العام الماضي, كما يتناقش المجلس حول متابعة تنفيذ قرارات القمة العربية العادية في دورتها الحادية والعشرين بشأن الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية. وصرحت مصادر دبلوماسية مطلعة بأن جدول أعمال المجلس سيتضمن نحو11 بندا, فضلا عما يستجد من أعمال.. مشيرة إلي أن المجلس سيبحث عددا من الموضوعات الاقتصادية المدرجة في الملف الاقتصادي وعلي رأسها مشروع الأحزمة الخضراء في أقاليم الوطن العربي وكذلك مخطط الربط البري العربي للطرق وأيضا إدخال اللغة العربية كلغة عمل في منظمة التجارة العالمية. وكان المندوبون الدائمون للدول الأعضاء بالجامعة العربية قد اختتموا اجتماعاتهم التحضيرية أمس حيث تركز نقاشهم علي البنود المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية ومبادرة السلام العربية, ومقترح الخطة العربية لإنقاذ القدس المقدمة من فلسطين, غير أنهم قرروا رفع البند الخاص برفع الدعم المالي الذي قررته قمة بيروت من150 مليون دولار إلي500 مليون دولار لاجتماع وزراء الخارجية, نظرا لأن الأمور المالية من صلاحيات المجلس الوزاري. وأكد مشروع القرار الخاص بتطورات القضية الفلسطينية الذي أقره المندوبون أهمية تحقيق المصالحة الفلسطينية بشكل فوري وبما يحقق المصلحة العليا للشعب الفلسطيني ودعوة مصر للاستمرار في جهودها لتأمين الوصول إلي اتفاق مصالحة يتم التوقيع عليه من الأطراف الفلسطينية. وكان عمران بوكراع أمين الشئون العربية قد أكد في كلمته أن مشروع جدول أعمال القمة العربية حافل بالعديد من الموضوعات والقضايا المهمة علي المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية, وأنه يعكس في مجمله ما تواجهه هذه الأمة من تحديات وأخطار في مختلف المجالات.. وأشار إلي أن هذه التحديات تدعو إلي التفكير والبحث عن السبل المناسبة والوسائل الكفيلة والناجعة لضمان المعالجة السليمة, والتحلي بالروح العربية الأخوية الأصيلة القائمة علي الحوار البناء والتفاهم لتسهيل التوصل إلي صيغ تشكل خطوة صحيحة علي طريق ترسيخ مسيرة العمل العربي المشترك. وأوضح أن من بين هذه التحديات التي يتضمنها جدول الأعمال; القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته, في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة من ممارسات قمعية صهيونية, والإعلان عن بناء المزيد من المستوطنات في القدس تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية والقيام بحفريات في محيط المسجد الأقصي وأسفله في مساع محمومة لهدمه. وقال بوكراع إن جدول الأعمال يتضمن أيضا آليات تطوير وتفعيل مؤسسة الجامعة العربية, وبلورة موقف عربي موحد لاتخاذ خطوات عملية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية, وتنمية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية للدول الأعضاء في الجامعة العربية, وتطورات الوضع في العراق, ورفض العقوبات الأمريكية والحصار علي سوريا, ودعم السلام والتنمية والوحدة في السودان, ودعم الصومال وجزر القمر, واقتراح عقد قمة عربية ثقافية, ومشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة. وأكد السفير تيسير جرادات مدير الشئون العربية في وزارة الشئون الخارجية الفلسطينية في تصريح للصحفيين قبل بدء الاجتماعات أن هذه القمة مهمة جدا للقضية الفلسطينية وللقدس بشكل خاص, نظرا لخطورة الإجراءات التهويدية الإسرائيلية المتلاحقة والمتسارعة, مشيرا إلي أن المدينة بحاجة لدعم كبير. وأوضح جرادات أن وفد فلسطين سيطلع مجلس الجامعة علي التطورات الخطيرة علي الأرض وطبيعة الانتهاكات الإسرائيلية في مختلف المجالات, مؤكدا أن القرارات التي ستأخذها قمة سرت يجب أن تتناسب وحجم الحدث في ظل المأساة الكبيرة في القدس. وأعرب عن تطلعه لموقف سياسي عربي واضح وصريح في هذه القمة بما يكفل ممارسة الضغط علي المجتمع الدولي لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية, وليرغم دولة الاحتلال علي الوقف التام للاستيطان ومن ضمنه النمو الطبيعي.