لم أكن أعرف أن رأسى "بقت فاضية" إلى هذه الدرجة , لم أصدق نفسى عندما رأيتنى أفتح التليفزيون , وأجد حواراً للناشط , والكاتب , وأستاذ الجامعة , والشاعر أحياناً الدكتور عمرو حمزاوى , مع مُذيع شهير , ووجدت رد فعلى السريع أن قُمت بتحويل القناة إلى أخرى لأجد الفنان الشعبى " عبد الباسط حمودة " وهو يغنى إحدى مواويله , فإذا بى أجلس مُستمعاً ل" موال باسط " تاركاً " فكر حمزاوى" ! الأمر لايقلل من قيمة الفنان الشعبى, لكن تعجبى كان من تلك المشاعر , وأنا أسمع وأرى " حمزاوى " , وهو لازال يطرح آرائه التى كنت أحرص دوماً على سماعها من الرجل , حيث مثل لى – ولغيرى الكثيرين - نمُوذجاً للشاب المُثقف الواعى , الليبرالى الأكاديمى , الثورى المدنى , وهو ماجعله فى فترة وجيزة عضوا بالبرلمان عقب الثورة . وبعدها رأيتنى أختلف مع مواقف " عمرو حمزاوى " السياسية , فهو كان أحد "عاصرى الليمون" الذين دعموا وصول الإخوانى " محمد مُرسى " إلى الحُكم . وبعد أن تولى مُرسى الحُكم إنخفض صوت " حمزاوى خفوتاً واضحاً بالمقارنة بما كان يقوم به " مُرسى " وجاءت" الطامة الكُبرى" بالنسبة لى , عندما وصف ماجرى بعد ثورة يونيو أنه " إنقلاب" قام به "العسكر" ضد شرعية الرئيس المُنتخب مُرسى ! .. بعدها ظل يدافع " حمزاوى " عن رابعة , تحت دعاوى " الحلول السياسية " مع الإخوان وحلفاءهم , فى الوقت الذى كان يرى حمزاوى تحريضهم , على كل مؤسسات و الشعب . .. ورفض حمزاوى " خارطة المستقبل" التى لم يكن الجيش هو الوحيد الذى وضعها، بل كانت كل القوى المدنية، الأخرى، مدعومة بإرادة شعبية . .. ولكن حمزاوى كانت له آراءه الخاصة، فهو يرى أن الجيش ماكان له أن يتدخل، فى العمل السياسى بإنحيازه لصالح الشعب، مُتجاهلاً إستراتيجية حُكم مُرسى فى إستخدام العُنف، فى سبيل البقاء فى الحُكم. وتحدث حمزاوى عن شرعية رئيس جاء بالصندوق، بينما تجاهل أن مبارك كان أيضاً قد جاء بالصندوق، ووقف الجيش وقتها مع الشعب ضده، ولم يعتبرحمزاوى ذلك وقتها إنقلاباً . رأى " حمزاوى" أن رغبة الشعب وقت مُرسى، عندما خرج عليه كانت إجراء إنتخابات رئاسية مُبكرة، وأن الجيش هو الذى قام ب " خلعه"، ولكنه فى الوقت نفسه يعترف بأنه قد علم أن الذين إجتمعوا، مع الفريق السيسى وقتها، هُم الذين رفضوا فكرة الإنتخابات الرئاسية المُبكرة، أما باقى الخطوات فقد تم الإتفاق عليها معهم أيضاً، ويُناقض حمزاوى نفسه، عندما يطالب بحلول سياسية، مع الإخوان بينما يعترف انها مُنظمة إرهابية ! ويزيد حمزاوى من تناقضاته، عندما يعلنها بأنه لايريد "السيسى" رئيساً ، لأنه رجل عسكرى بينما يعترف أن ترشحه يأتى برغبة شعبية كبيرة . وغير تلك الآراء – المُتناقضة الحائرة – الكثير منها لتزيد حيرتنا مع حمزاوى، فى وقت لم نعد قادرين على مزيد من الحيرة و تتكشف فيه "أقنعة"، كنا ننظر إليها بشغف المُعجبين، والآن نُفضل عليها أن نسمع " موالاً" من عبد الباسط حمودة , لأن وجهه لم يتلون ولم يكذب أبداً !! لمزيد من مقالات حسين الزناتى