استبعد السياسي الليبرالي عمرو حمزاوي عودته للعمل السياسي في الوقت الحالي بسبب ما قال إنه معضلة أخلاقية لعدم اقتناعه بالترتيبات الديمقراطية الموجودة الآن منذ عزل محمد مرسي في 3 يوليو الماضي. ولكن حمزاوي قال، في مقابلة مصورة نشرت على موقع صحيفة الشروق، إنه لن يبدأ الانقتاح على ما سماه القوى الأخرى سوى بعد ممارستها للنقد الذاتي وأوضح "مش معنى أني أرفض ترتيبات 3 يوليو أني أتعاطف مع أحزاب وجماعات تعبر عن قيم لا أشترك معها كلها.. ولكنني أدافع عن حقوقهم وأمنع انتهاكات حقوق الإنسان ضدهم" مشيرا إلى ما حدث قبل فض اعتصامات أنصار مرسي في رابعة العدوية والنهضة وبعدها. وشارك حمزاوي في جبهة الإنقاذ الوطني، وهي أكبر تحالف للأحزاب المدنية ضد حكم مرسي والإخوان المسلمين، كما دعم حملة تمرد التي طالبت مرسي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة إلا انه توارى عن الأنظار بعد عزله من قبل الجيش إثر تظاهرات حاشدة. وأوضح أن هناك ما سماها "قائمة سوداء غير معلنة" للظهور في الإعلام وأضاف "السيرك الإعلامي أفضل الابتعاد عنه.. الصورة واضحة بالنسبة لي وأسماء تانية مابقتش تشوفها دلوقتي". ورفض حمزاوي ترشح قيادة عسكرية لرئاسة البلاد في الانتخابات المتوقع إجراؤها خلال العام المقبل 2014. وقال "على الناس أن تدرك أن وجود عسكري على السلطة التنفيذية يعني مزيد من عسكرة الدولة والمخيلة الجماعية" وأشار إلى أن المكون العسكري يحكم مصر منذ الخمسينات ويريد الاستمرار في دور الحكم والهيمنة. وخرجت عدة حملات شعبية وسياسية مطالبة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع الذي ساهم في عزل مرسي، بالترشح لرئاسة الجمهورية، وهو ما لم ينفيه أو يؤكده السيسي حتى الآن. وأشار حمزاوي إلى أن ترشح عسكريين لرئاسة دول مثل الولاياتالمتحدة وفرنسا جاء بعد استقرار المؤسسات المدنية، وهو ما لم يحدث في مصر على حد وصفه. وأضاف "الأمر كان ينبغي أن يجعل القوى السياسية واليمين الديني واليسارية والليبرالية تفكر في كيفية بناء توافق يتجاوز الأحزاب السياسية"، ولكنه قال إن التوافق السياسي فشل خلال كتابة التعديلات الدستورية عام 2011 ثم في انتخابات مجلس الشعب، التي فاز فيها في نفس العام، ثم في الانتخابات الرئاسية وخلال عام من حكم مرسي. ودعا حمزاوي الرأي العام لل"مراجعة" وأضاف "الأمور باتت واضحة والقمع وانتهاكات حقوق الإنسان لا يقف عند حدود من أختلف معهم.. هناك غلبة في هذه اللحظة للرؤى غير الديمقراطية رغم أن المواطن خرج وسجل رفضه أكثر من مرة من خروج في 30 يونيو إلى ما حدث أمام مجلس الشورى وما يحدث بصورة يومية".