ليس هناك حديث حاليا سواء على الملأ أو داخل الغرف المغلقة فى الساحة الرياضية سوى عن الانتخابات ومصيرها, لغة العقل والمنطق تقول ان العملية الانتخابية لابد أن تسير طبقا للجدول المقرر لها ليس فقط لان ذلك يتعلق بهيبة الدولة وخلافه.. ولكن ايضا لان الجمعيات العمومية من حقها ان تمارس دورها فى اختيار من تريده بعد انتهاء فترة المجالس الحالية .. ولكن هناك اصوات من بعيد تعبث فى مقدرات هذا الامر سواء من خلال الخطابات المقبلة عبر الحمام الزاجل من الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) , بالتهديد والوعيد بتجميد النشاط . او من خلال اللعب على وتر الميثاق الاوليمبى بنود خريطة الطريق وغيرها من الامور التى لا تعبر عن النوايا الحقيقية لهؤلاء. ومع ارتفاع مد التصويت ب «لا» على عدم التأجيل، وانتظار قرار وزير الشباب والرياضة الجديد المهندس خالد عبد العزيز, كان لابد من التعرف على حيثيات الرفض لهذه الخطوة من المرشحين البارزين فى الانتخابات لاسيما ان هناك ملفات ساخنة واسرارا يحتفظ بها البعض حول اصرار البعض على الالغاء او ترحيلها لحين : التصديق على القانون الجديد، بالاضافة الى التمسك بحق الجمعيات العمومية فى تقرير مصيرها وسط هذا الجدل الدائر, فى معادلة تبدو صعبة وتنتظر جلوس الوزير على المقعد الشائك وليس الوثير هذه المرة لان عليه التدخل ولو بعمل جراحى لانقاذ الرياضة المصرية من كل هذا الضجيج. بمجرد طرح موضوع التأجيل على المستشار مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك الاسبق والمرشح للرئاسة فى انتخابات البيت الابيض المقبلة فتح النيران وأطلق كعادته تصريحاته النارية بقوله الانتخابات ستجرى رغم أنف التخين فى البلد ده .. واضاف ان الامر لا علاقة له برئيس الجمهورية او رئيس الوزراء او حتى وزير الرياضة ولكن بالجمعيات العمومية التى تعد صاحبة الحق الاصيل فى اجرائها من عدمه، وانه متمسك بموعد اقامة العملية الانتخابية بصرف النظر عن اى شيء آخر. ويرى منصور ان الحديث عن خطابات الفيفا وتهديده بتجميد النشاط امر لا يليق, لأن معنى ذلك اعادة المجالس المنحلة الفاسدة الى اماكنها مرة اخري, والاستماع الى كلام وزير خارجية امريكا جون كيرى او اشتون رئيسة المفوضية الاوروبية فيما يتعلق بعودة الرئيس المعزول محمد مرسى الى مكانه، لان كل ذلك يعتبر عنده وصاية من الخارج على ارادة المصريين. ويقول المستشار محمود طاهر المرشح على مقعد الرئاسة فى انتخابات الاهلى انه يرى ان العملية الانتخابية بدأت بالفعل وانها تسير وفق الياتها, وان اى حديث عن غير ذلك يثير البلبلة والاضطرابات بل وغير وارد، وانه يتعجب مما يردده البعض بان الفيفا يهدد بتجميد النشاط فى مصر لو جرت الانتخابات، لانه لم يقرأ ذلك على الاطلاق فى الخطابات الواردة من زيورخ, وانه يطالب من يقول ذلك بان يقرأ هذه المراسلات جيدا. ويضيف طاهر ان المهندس هانى ابو ريدة قادر بحكم موقعه فى الاتحاد الدولى ان يشرح الصورة الحقيقية للفيفا، وان يزيل اللبس القائم لدى مسئوليه حول وجود تدخل حكومى فى العملية الانتخابية. ويرى مجدى عبد الغنى نجم الاهلى ومنتخب مصر الاسبق والمرشح فى انتخابات النادى ايضا ان الحديث عن فرملة الانتخابات يمتد لاكثر من سنة، وان المستفيدين منه الجالسون حاليا فى مناصبهم سواء فى الاهلى او الزهور, فالنغمة السائدة من جانبهم انهم لا يريدون الاستمرار فى حين ان الحقيقة غير ذلك، والا فان عليهم تقديم استقالتهم وترك الامر للجمعية العمومية لتختار من تشاء. ويتذكر عبد الغنى ما حدث عندما كان عضوا فى اتحاد الكرة عندما قرر رئيس الوزراء الاسبق د.كمال الجنزورى اقالة المجلس بعد مذبحة بورسعيد وعندما علم الفيفا هدد بتجميد النشاط فطلب رئيس الاتحاد السابق سمير زاهر من الاعضاء الاستقالة خاصة بعد ان جرى التلويح بعدم السفر لاكثر من مسئول فى الجبلاية وخلافه, فاحترم الجميع نفسه ورحلوا فى هدوء . ويرفض عبد الغنى الاشارة فى كل مرة الى فزاعة الفيفا مشيرا الى انه ليس بعبعا او اامنا الغولة، وانه شخصيا عرض على طاهر ابو زيد وزير الرياضة السابق تشكيل وفد على حسابه الشخصى للذهاب الى زيورخ وشرح ابعاد الموضوع هناك. خاصة انه على علم بلوائحه وقادر على كشف الصورة بكل تفاصيلها لاعضائه ولكنه لم يوافق, وانه يحذر من تأجيل الانتخابات او الغائها لانه سيؤدى الى مشكلات كثيرة جدا. ويقول اللواء الدهشورى حرب رئيس اتحاد الكرة الاسبق ورئيس اللجنة المسئولة عن وضع قانون الرياضة الجديد المستقيل انه يرى انشقاقا فى الوسط الرياضى بين جبهتين, الاولى تطالب باجراء الانتخابات والثانية ترفض وتطالب بارجائها لحين الانتهاء من التصديق على القانون, وانه يعتقد ان الحل الوسط لكل ذلك ان المجالس التى انتهت مدتها ترحل وتجرى فيها العملية الانتخابية، بينما تستمر المجالس التى لا يزال لديها فترة حتى موعد الانتخابات الجديدة. ويضيف ان تمسك البعض بالبقاء على مقاعدهم يعنى بالضرورة تدخل الدولة وبالتالى تعيين لجنة او مجلس لتسيير الامور, وهو ما يخالف بالطبع الديمقراطية التى تتطلع لها الجمعيات العمومية , وانه لا ينسى مثلا ان كمال شلبى ظل 12 سنة رئيسا للاتحاد بالتعيين، كما انه شخصيا جاء مرة بالطريقة نفسها وايضا المهندس صلاح حسب الله. وحول التلويح بعصا الفيفا فى كل مرة يقول اللواء حرب انه التقى المستشار خالد زين رئيس اللجنة الاوليمبية خلال تقديم واجب العزاء بالامس القريب ونصحه بالتوقف عن هذا الاسلوب, والتمسك بقوانين بلاده وايضا القضاء المصري, واخبره انه شخصيا عاد الى مكانه فى اتحاد الكرة بعد حله بقرار من القضاء دون اللجوء الى الخارج. ويقول اسامة خليل نجم مصر والاسماعيلى الاسبق ومقرر لجنة اعداد قانون الرياضة الجديد إن اصحاب المصالح الشخصية وراء العمل على تأجيل الانتخابات, وان من حق الجمعيات العمومية ان تختار من يخلف المجالس التى انتهت مدتها, مشيرا الى ان خطاب الفيفا يتعلق بالحديث عن لعبة واحدة من اصل 33 لعبة , وانديتنا ليست كرة قدم فقط بل انها تشمل لعبات اخري. ويضيف ان الجميع يعلم مصدر خطابات الاتحاد الدولى التى يعتبرها ارهابا فكريا، لا يليق بمصر ومكانتها امام الراى العام كما انها لا تتسم بالموضوعية، ووراءها مصالح شخصية لاسيما بعد المادة رقم 104 التى وضعها فى القانون الجديد وتتعلق باقرار الذمة المالية للمرشحين عند دخول الانتخابات وايضا لدى انتهاء مدتهم. ويخرج مصطفى الكيلانى المرشح لرئاسة نادى الترسانة عن الخط قليلا بالاشارة الى انه بعيدا عن الظلم الذى تعرض له من الوزير السابق طاهر ابو زيد الا انه يرى من الافضل تأجيل الانتخابات لحين الانتهاء من قانون الرياضة الجديد، مع الالتزام بخريطة الطريق التى جرى الاتفاق عليها فى لوزان منعا للطعن على اى من المرشحين بعد شهور قليلة من العملية الانتخابية. واضاف ان مهمة وزير الشباب والرياضة الجديد خالد عبد العزيز صعبة وثقيلة. وانه فى حالة نجاحه فى المضى بالعملية الانتخابية كما هو مخطط لها فليست لديه مشكلة، ولن يتقدم بشكوى الى القضاء او خلافه مادامت الامور تسير بشكل لا غبار عليه.