سأرد بجملة واحدة «جميل مصر دين فى رقبتنا وحان وقت رد الجميل» هكذا عبر لاوان جوبا سفير نيجيريابالقاهرة - عن مشاعر التقدير والعرفان التى يكنها كل نيجيرى لمصر- وذلك خلال حديثه ل «الأهرام» فى الذكرى المئوية للاتحاد النيجيرى قائلا: «هذا البلد قدم لنا الكثير, فمصر هى الدولة الوحيدة التى لم تخذلنا,فقد أرسلت لنا طيارين مصريين للدفاع عن سماء لاجوس, والوقوف ضد انفصال إقليم بيافرا الغنى بالبترول, وقدمت لنا كل اشكال الدعم, ساندتنا ونحن فى امس الحاجة للمساعدة والآن جاء دورنا». واكد السفير النيجيرى ان بلده حينما استنجدت بالقاهرة لوقف الغارات الجوية عليها كانت تعى جيدا الظروف العسكرية الصعبة التى تمر بها مصر عقب نكسة 1967, وكيف تحتاج لكل مقاتل، ولكن الرئيس الراحل عبدالناصر لم يتخل عنها وهو ما ذكره بالتفصيل محمد فائق مستشار ناصر للشئون الإفريقية فى كتابه «عبدالناصر والثورة الإفريقية» حول تفاصيل هذه الواقعة. ونيجيريا التى اكتسبت اسمها من نهر النيجر الذى يقطع اراضيها, حينما زارها ناصر عام 1965اى بعد 5 سنوات على استقلالها قال قبيل مغادرته بلدة «كانو» النيجيرية: «آمل أن تكون زيارتى القصيرة والممتعة لهذا البلد قد اسهمت فى دعم العلاقات بين الجمهورية العربية المتحدةونيجيريا الشمالية. ومصر ستفعل كل ما فى وسعها لمساعدة نيجيريا , ومستعدة للتعاون التام مع الدول الإفريقية الأخرى لصالح وحدة القارة. هكذا كان موقف الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى الماضى، واليوم يؤكد السفير النيجيرى فى القاهرة ل «الأهرام» أن بلاده مستعدة للقيام بكل ما فى وسعها للوقوف بجانب مصر وتصحيح الخطأ الذى ارتكبه الاتحاد الافريقى بتعليق مشاركتها فى أنشطته, مشيرا إلى أن مصر قادرة على تخطى التحديات السياسية التى تواجهها الآن وأنها بدأت بالفعل فى اولى خطواتها نحو الديمقراطية بإقرار الدستور بأغلبية ساحقة. وردا على ما يتردد من ان نيجيريا من الدول التى كانت وراء إصدار عقوبة الاتحاد الافريقى على مصر, نفى السفير النيجيرى بشدة صحة ذلك وقال» بلدى لم ولن تفعلها, نحن ندعم خارطة الطريق, وسنستمر فى مساندة مصر, وتساءل: الا يعتبر توجيه دعوة رسمية للرئيس عدلى منصور للمشاركة فى مناسبة وطنية بابوجا اعترافاً ب30 يونيو؟. وأعلن ان اللجنة المشتركة بين مصر ونيجيريا ستعقد فى نهاية الشهر القادم بالعاصمة النيجيرية ابوجا برئاسة وزيرى خارجية البلدين. وطالب الاتحاد الافريقى بعقد اجتماع استثنائى لبحث ما حدث فى مصر لتعديل مواثيقه حتى تتماشى مع التغيرات الطارئة على القارة من ثورات شعبية, لافتا الى ان قصور بروتوكولات الاتحاد والترجمة الحرفية لنصوصه دون النظر للواقع الفعلى وراء فرض العقوبة على مصر, وانه بمجرد وضع تعريفات للثورات الشعبية لن يكون هناك مبرر لاستبعادها. وعن رفض الاتحاد المشاركة فى المراقبة على الدستور اكد جوبا ان مصر ليست فى حاجه لمراقبة أو شهادة من احد, فهذا لن يغير من الامر شيئا، فالمصريون اتخذوا قرارهم وأقروا الدستور, وأضاف لقد شهدت بنفسى وقائع الاستفتاء, وتابعت قبلها احداث الثورة ونقلت كل ذلك لبلدي. ما يهم الآن هو ان مصر تسير فى طريقها نحو استكمال باقى استحقاقات خارطة الطريق, وستكتمل العملية الديمقراطية باجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية, كل هذا سيسهل على الاتحاد مهمته فى اعادة مصر كعضو فاعل فى الاتحاد .