تكريما له بعد رحيله منذ ثلاث سنوات تقيم أسرة نهاد شريف رائد أدب الخيال العلمى بمنزله صالونا ثقافيا لمناقشة احد أعماله، وتستضيف شباب المبدعين لتعريفهم بأدب الخيال العلمى، وكذلك تنظم مسابقة لهذا الفرع من الأدب يشرف عليها الإذاعى الكبير وكاتب الخيال العلمى الأستاذ صلاح معاطى والذى يدير الندوة شهريا. وقد اقيمت حتى الآن 23 فعالية نوقش فيها 30 عملا ابداعيا للخيال العلمى مابين رواية وقصة قصيرة ومسرحية. ومنذ ايام قليلة نوقشت رواية «النهر» لأديبنا الراحل نهاد شريف بحضور كل من الكاتبة عطيات ابو العينين والكاتب هشام الصياد والناقد حمادة هزاع والدكتور خلف ميرى والشاعرعبد الله مطر والكاتب محمد نجيب مطر. وتدور احداث الرواية حول اكتشاف احد الباحثين بعد تجارب كثيرة مايعرف ب «الضوء الروحانى العاطفى » وذلك اثناء سعيه خلف اكتشاف علاج لمرض الصرع، حيث كان الباحث يقوم بتشريح انثى الأرنب امام ذكرها المتصل مخه بأسلاك كهربية لقياس انفعاله بما يرى، فى حين انقطع التيار الكهربائى فجأة فرأى الباحث فى الظلام مايشبه ومضات مستطيلة فيروزية اللون تسير على الأسلاك تخرج من مخ انثى الأرنب الى مخ الذكر بشكل بطىء اثناء احتضار الأنثى فيسكن الذكر فى الحال، ونتابع فى الرواية حكاية هذه الومضات وكيف تخرج من مخ الى اخر.. وبسؤال الأديب صلاح معاطى هل تشعر بوجود تقصير من الدولة بشأن ادب الخيال العلمى ؟ وما هى مقترحاتك للاهتمام به ؟ اجاب : اولا هناك سوء فهم لأدب الخيال العلمى نرجو ازاحته تماما، حيث ينظر البعض اليه على انه ادب ترفيهى يجنح للخيال ويهتم بالخوارق والفانتازيا ويبتعد عن الواقع، وهناك من يصنف أدب الرعب على أنه أدب خيال علمى بينما هو نوع من الأدب يتعامل مع الحقائق العلمية الثابتة والراسخة ويحاول البحث فى تطوير هذه الحقائق العلمية فى المستقبل فى إطار المنطقية العلمية وإمكانية التحقيق وعلى هذا يكون كاتب الخيال العلمى هو كاتب عادى يلتزم بكل الأدوات التى يلتزم بها الكاتب العادي.. وقد ساهمت أجهزة وزارة الثقافة والهيئات الثقافية فى تهميش هذا اللون الأدبى وترسيخ هذا الفهم الخاطئ عنه بتجاهلها أدب الخيال العلمى الذى يهتم به العالم كله على الرغم من أن مصر أكثر الدول العربية التى بها كتاب لأدب الخيال العلمي.. وأقترح أن تقام مؤتمرات لأدب الخيال العلمى يُدعى فيها كتاب هذا اللون فى المنطقة العربية والعالم وأن تصدر المجلات التى تشجع على الكتابة فى أدب الخيال العلمى وأن تفسح الدراما الإذاعية والتليفزيونية مجالا لإنتاج هذه النوعية للارتقاء بهذا الأدب المهم الذى يستطيع أن يرسم الخريطة العلمية لمنطقتنا العربية وأن يهييء مناخا علميا جيدا.. وادعو وزارة التربية والتعليم أن تقرر قصة أو عملا أدبيا على تلاميذ المدارس منذ المراحل الأولى وحتى الجامعة وأن يتم تخصيص فصل فى كتب الأدب لدراسة أدب الخيال العلمي. وفاء نبيل