«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ابنة الروائى نهاد شريف : سوريا نصبت والدي عميدا لأدب الخيال العلمى واتحاد الكتاب تجاهله! (فيديو )
نشر في محيط يوم 19 - 06 - 2013


شجعه الشارونى و السباعى فى بداية حياته
فى عام واحد أنجز روايته الأولى " قاهر الزمن " بعد قراءة 300 كتاب
جده الأكبر هو منشئ الدستور المصرى
أخذنا وعود من الأعلى للثقافة و هيئة الكتاب بإعادة إصدار أعماله و لم تنفذ حتى الآن
الروائى الراحل " نهاد شريف " كان زاده الخيال ، فعاش به و له ، حلم بمستقبل أفضل للبشرية،و استحق عن جدارة لقب " عميد أدب الخيال العلمى " .
الروائى الراحل "نهاد شريف"كان زاده الخيال ، فعاش به و له ، حلم بمستقبل أفضل للبشرية،و استحق عن جدارة لقب " عميد أدب الخيال العلمى " .
فكرس حياته و كفاحه من أجله رغم إهمال الدولة لهذا النوع من الأدب ، و لكن ذلك لم يثنيه عن ترك ما يحب ، فكتب ثلاثين عملا بين روايات و قصص و دراسات علمية جميعهم عن أدب الخيال العلمى .
وقد تتعجب على الرغم من إسهاماته الأدبية و تكريمه عربيا و لكنه لم ينل التكريم اللائق ببلده ، و مازال يجهله الكثيرون ، حتى أنك أن بحثت عن اسمه فى جوجل ، يظن أنك اخطأت و يقترح عليك اسم الممثلة ناهد شريف !!!
و كان رد نهاد على ذلك فى أحد حوارته : "أنا لا أسعى للشهرة والأضواء ولا أرى النجاح فيهما وإنما في العمل الجيد ، وحتى لو لم أنل أي تقدير, فواجبي أن أسخر موهبتي في خدمة وطني وتلامذتي وأن أبذل كل ما استطيع من أجلهم.
وفى لقاء "محيط" مع ابنته "إيمان" لتعرفنا أكثر على الروائى الذى كسر القيد و انطلق بخياله لعنان السماء ينهل منها ما شاء .
فكانت البداية مع حكايات الجدة التى تجولت معه بين عوالم ألف ليلة و ليلة و رحلات السندباد و مصباح علاء الدين ، و الجد الذى كان دائم القراءة له ، فاتسعت مداركه و خياله وهو بالتاسعة من عمره .
وقرأ جميع الكتب فى مكتبة جده و والده و هو مازال شابا ، و كانت ذاخرة بالكتب القديمة العربية و الأجنبية التى تحكى عن الأساطير ، مما كان له عظيم الآثر على شخصيته التى اتجهت بعد ذلك لأدب الخيال العلمى .
لم يكتب خارج إطار الخيال العلمى سوى قصتان قصيرتان وهو طالب و بضعة مقالات ، وتدرب نهاد وهو فى المرحلة الثانوية فى جريدة الأخبار مع الكاتب الراحل " صلاح جلال " و هو من نصحه بترك الصحافة و التركيز على الأدب .
وقالت إيمان أن بالفعل أسلوب والدها الأدبى كان يطغى على أسلوبه الصحفى ، و عندما تخرج قدم برنامج إذاعى ، و كتب نهاد أيضا مقالات أسبوعية فى الأهرام المسائى تحت عنوان فى العلم و فى غيره و التى حازت على إعجاب العديد .
قد يتعجب البعض من مدى إلمامه بالعلوم رغم أنه درس بكلية آداب قسم تاريخ ، لكنه بالفعل درس العلوم ليصبح طبيبا تحقيقا لرغبة والده .
ولكنه كان مأثورا بحب الأدب و القراءة ، و كان يحكى لابنته أنه يختلس الأوقات فى فترات المذاكرة و الامتحانات ليقرأ ، فكانت القراءة و الكتابة هوايته و متعته الوحيدة .و كان تحوله عن دراسة العلوم لإصابته بالالتهاب الرئوى ، فتوقف عن الدراسة لمدة عام ، ثم تحول بعدها لدراسة التاريخ ، حتى لا يزداد عليه المرض بسبب مجهود الدراسة العلمية .
كانت اهتمامات نهاد الثقافية تجمع بين التاريخ و العلوم ، خاصة و أن جده الأكبر " محمد شريف باشا " رئيس وزراء أسبق و منشئ الدستور المصرى ، فقرء الكثير من الكتب عنه .
كما حدثتنا إيمان عن مكتبة والدها الذاخرة بكل ما يخص العلوم ، و عادته بعد كل كتاب ينهيه يخصص له ملف يكتب به كل الملاحظات الخاصة به كملف عن مخ الإنسان ، و ملف عن الاستنساخ و غيرها من الموضوعات.
و على الرغم من أن الغالب على مكتبته هى الكتب العلمية و أدب الخيال العلمى ، و لكنها لم تخلو مع ذلك من مختلف ألوان الأدب .
قاهر الزمن
" قاهر الزمن " كانت بدايته مع أدب الخيال العلمى ، و حصلت على الجائزة الأولى فى نادى القصة و سلمها له " يوسف السباعى " وزير الثقافة وقتها ، كما فاز بنفس المسابقة بالمركز الرابع أيضا عن قصة أخرى . و كان " يوسف الشارونى " هو من شجعه لتقديمها فى المسابقة ، و شجعه فى بداياته ، و كان قارئ دائم لأعمال نهاد ويعطيه رأيه فيها.
كما ساعده الروائى " يوسف السباعى " كثيرا عندما واجهته صعوبات فى نشر الرواية فى دار الهلال ،و أشارت إيمان لهذه المعاناة التى يعانى منها الكتاب فى بداية حياتهم خاصة كتاب الخيال العلمى . لأن هذا اللون لم يكن معروف فى مصر كما ينبغى ، و كانت تروج على أنها قصة علمية ، و كأنهم لا يريدون الاعتراف بان هناك ما يسمى ب "خيال علمى" .
و عن حقيقة قراءة نهاد 300 كتاب قبل شروعه فى كتابة "قاهر الزمن" أكدت إيمان ذلك بل أنه أيضا استشار العديد من العلماء و الأطباء ، و جمع العديد من المعلومات ، حتى يصل لحقائق علمية يستطيع أن يستند عليها فى روايته والتى تمحورت حول فكرة "التجميد ".
و عندما نشرت الرواية حققت انتشار كبير ، و أرجعت إيمان ذلك لسلاسة أسلوب نهاد و قدرته على تبسيط المعلومة العلمية ونقلها فى شكل أدبى شيق يجذب القارئ .
ثم تحولت الرواية إلى فيلم إخراج كمال الشيخ ، وبطولة نور الشريف و آثار الحكيم ، يحمل نفس اسم الرواية ، و لكن الفيلم أيضا واجهه صعوبات ليرى النور ، لأن أفلام الخيال العلمى تحتاج للكثير من الإمكانيات . فاستغرق حوالى ثلاث سنوات قبل ظهوره ، وعبرت إيمان عن استيائها من عدم انتشار و ترويج الفيلم كما ينبغى فى مصر رغم اهتمام القنوات العربية به ، و أثنت إيمان على الحبكة السينمائية الفيلم ، والطريقة التى عرضت بها الرواية من تمثيل و إخراج .
وتابعت إيمان أن 30 مؤلف عدد غير قليل نظرا لصعوبة أدب الخيال العلمى وما يحتاجه من وقت ودراسة ، ففى قاهر الزمن استغرق عام لإنهائها، وهذا الوقت الذى كان يستغرقه عادة فى جميع مؤلفاته ، لرغبته فى اتقان العمل الذى يحبه .
لماذا الخيال العلمى ؟
و رغم نجاح رواياته فى الانتشار و لكنه ظل يعانى من صعوبات فى نشرها ، و عندما سُئل لماذا هذا اللون تحديدا ، و لما لم يكتب فى غيره ؟أجاب كما تروى إيمان : " أدب الخيال العلمى هو أدب المستقبل ، يوسع مدارك الشعوب ، و ينشء الشباب الواعى الذى يتطلع دوما للمستقبل ".
و قالت إيمان أن أدب الخيال العلمى تعد نبوءة مؤلفها ، يتحقق العديد منها بالفعل فى المستقبل .
و من الأفكار التى تحدث عنها نهاد فى كتاباته و تحققت بالفعل كما قال ، قيام العسكرية الأمريكية بتنفيذ فكرة رواية "قاهر الزمن" عندما فكرت في " استنساخ " جيش كامل من الجنود المختارين بعناية ليتم" تجميدهم " وحفظهم في أماكن سرية لحين الحاجة إليهم.
ومسرحية "أحزان السيد مكرر" وفيها تخيل نهاد أن الربوت أو الإنسان الإلى سوف يتطور إلى درجة أنه سيحاكي الإنسان تماما , و هذا ما حدث بالفعل بعد سنوات طويلة من نشر مسرحيته .
و عندما سألنا إيمان عن الأمر قالت أن فكرة " التجميد " عندما كتب عنها نهاد فى " قاهر الزمن " كانت جديدة و أثارت دهشة و استغراب الكثيرين ، و فيها صور نهاد أن جسم الإنسان يمكن حفظه تحت درجة حرارة معينة و بعد فك أسره يعود للحياة .
و هذا الخيال العلمى فهو ينطلق من معلومة علمية صحيحة ، فيكتشف العلماء أجسام حيوانات و نباتات محفوظة فى الثلج منذ سنوات طويلة ، وبعد تعريض النبات لدرجة حرارة معينة يتفتح و يعود للحياة ، أما عودة الأجسام البشرية مرة أخرى للحياة فهذا الخيال العلمى .
و بسؤالها عن روايته " الماسات الزيتونية " التى طرح فيها علاج لحصوات الكلى ، تأثرا بوفاة جده بهذا المرض ، قالت أنه بالفعل تناول الموضوع فى العديد من رواياته ، و كان هو أيضا مصابا بحصوات فى الكلى و هو المرض الذى أدى لوفاته . كما عرض لها فى روايته " قاهر الزمن " فكانت زوجة العالم مصابة بهذا المرض ، و لم يكن له علاج ، فمن هنا جائت فكرة " التجميد " ليحفظ جسدها حتى يجد علاج المرض .
فكان " التجميد " و " الماسات الزيتونية " أفكار وليدة معاناة حقيقية ، فالحاجة أم الاختراع ، و أغلب الاختراعات و الاكتشافات لم تكن سوى أحلام و خيال فى عقول المبدعين و العلماء .
نضال فى وجه الإهمال
تفرد نهاد فى أدب الخيال العلمى و كرس حياته من أجله كما روت لنا الابنة ، فلم يعرف خياله أى حدود فكان يجلس بينهم و يشطح بعقله بين المجرات و الكواكب و يتخيل حياة عليها .
وتتابع إيمان :حتى فى مشاهداته كان يهتم بأفلام الخيال العلمى و يصحبنا و نحن أطفال صغار أنا و أخى حاتم لمشاهدتها ، فنما بداخلنا حب هذا اللون من الطفولة .
"المحزن والمؤسف جدا أن تجد الحكومات والمسؤولين لا يهتمون بالخيال العلمي ولا حتى بالعلوم والبحوث العلمية ولا يدركون أهميتها وخطورتها في عصر بات الأقوى فيه هو الأكثر علما وتطورا, وكتاب الخيال العلمي من أقدر البشر على الإسهام في ذلك بإبداعاتهم وأفكارهم.
في أميركا مثلا تجد كتاب الخيال العلمي ضمن أهم المستشارين في كل ما يتصل بالعلوم الحديثة وفي العسكرية منها بالذات, وتراهم في الصفوف الاولى في افتتاح أى نشاط يتعلق بالعلوم والأبحاث العلمية " كان هذا جواب نهاد عندما سُئل عن أكثر ما يحزنه .
وهذا ما أكدته إيمان فناضل نهاد كثيرا لنشر هذا الأدب ، وكان يلبى دوما أى دعوة للحديث عن أدب الخيال العلمى ، و كان يلقى العديد من المحاضرات فى جامعات المنصورة و المنيا و مكتبة الأسكندرية ، وفى أواخر 5 أعوام من حياته كان يخصص لقاء أسبوعى لأدباء الخيال العلمى من الشباب .
فكان يتمنى أن يصبح هذا الأدب معروفا و منتشرا و له نوادى و جمعيات مشهورة مختصة بالاهتمام به ، فكانت طموحاته كبيرة من أجل هذا الأدب .
وناضل كثيرا ليكون هناك لجنة بالأعلى للثقافة تختص بالثقافة العلمية ، كما حاول تأسيس نادى لهذا الأدب و لكنه أحبط من كم العوائق من وزارة الثقافة و اتحاد الكتاب ، فتقلصت الفكرة لمجرد جمعية لأدب الخيال العلمى ، و لم يهمله القدر ليرسى قواعدها بسبب المرض فاكتفى باللقاء الأسبوعى بالشباب .
ولذا قررت الأسرة أن تكمل مسيرته بعد وفاته لنشر هذا الأدب ، من خلال صالون "نهاد شريف لأدب الخيال العلمى" و الذى يعقد فى ال 25 من كل شهر ، و فى 25 يونيو القادم سيتم توزيع جوائز الصالون فى ذكرى ميلاد نهاد .
كما تمنى نهاد أن يزود المكتب العربية بالعديد من أعمال الخيال العلمى ، و أن تتحول لأعمال إذاعية و تلفزيونية و سينمائية ، لقدرتها على الانتشار بشكل أكبر ، كم تسهل على من لا يعرفون القراءة على التعرف على هذا النوع من الأدب .
رحيل رجل الخيال
حتى آواخر أيامه كان شغوفا بما يحب و شارك بملتقى الرواية العربية رغم مرضه ، و عن تلك الأيام حكت لنا إيمان بأن المرض اشتد عليه ، و رغم ذلك لم ينقطع عن القراءة ، و استقاء المعلومة و حرص على عادته فى جمعها بملفات و كانت إيمان تساعده فى ذلك .
وكان الأصدقاء المقربون له فى ذلك الوقت الكاتب صلاح معاطى و محمد عبد الهادى ، و هشام الصياد ، و طالب عمران من سوريا ، و كان يحرص على متابعة أخبار أدب الخيال العلمى من خلالهم ، فكان يحرص على عدم انقطاعه عنه .
وفى عيون الابنة أردنا التعرف بقرب على نهاد شريف الإنسان و علاقته بأسرته ، فأكدت أنه كان أبا حنونا و طيبا متفاهم ، لم يتطلع لأى مركز فى حياته ، على قدر شغفه بالأدب و القراءة ، و كانت زوجته أول من يقرء أعماله فور انتهائها ، و يتناقش مع أبنائه حول رواياته .
وكان محبوبا بين تلاميذه و أصدقائه و زملائه فى المجال الأدبى و أسرته ، فكان إنسانا بكل معنى الكلمة ، قائلة : أنه دائما فى بالنا و نحاول السير على خطاه .أحب نهاد حفيده مروان كثيرا و رأى فيه نفسه و هو صغير من حب الخيال و الاكتشاف ، فكان دائم القراءة له ، و كان مروان يهوى الرسم و التشكيل بالصلصال و كان يصنع منها أطباق طائرة ،.
حصل نهاد على العديد من الجوائز العربية و المصرية منها " درع الرواد العرب " من الجامعة العربية ، و فى سوريا كرمته جمعية أدب الخيال العلمى و نصبوه " عميد أدب الخيال العلمى " ، كما كرمته تونس .
لكنه لم يحظى بالتكريم اللائق كرائد لأدب الخيال العلمى فى وطنه رغم تلقيه كأس القبانى و الجائزة الأولى فى نادى القصة من السباعى و العديد من شهادات التقدير من جامعات مختلفة و ميداليات ، فى حين لم يحظى بأى تكريم من اتحاد الكتاب و الأعلى الثقافة الذى كان عضو بهما .
و تحدثت إيمان أنه منذ وفاة والدها فى 4 يناير 2011 ، أخذوا وعود من المجلس الأعلى للثقافة وهيئة الكتاب لإعادة إصدار مؤلفات نهاد شريف لندرتها فى الأسواق و لكنها لم تتحقق بعد . و ما تمتلكه العائلة من المؤلفات كاد ينضب لأنهم كانوا يقدمونها للباحثين و الطلاب فى أدب الخيال العلمى لتساعدهم فى أبحاثهم .
حلم المدينة الفاضلة
رحل نهاد قبل أيام من ثورة يناير فما هو شعوره إن عايشها معنا ؟ ، أجابت إيمان بأنه كان سيسعد كثيرا بها ، و كان يتنبأ بأن هناك ثورة ستحدث و أن هناك إصلاحات يجب أن تتم و كان يؤكد دوما " الثورة جاية جاية "، و لكننا لم نتوقع أنها ستحدث بهذة السرعة بعد وفاته و تمنينا أن يكون معنا .
و رغم أن اهتماماته بالسياسة محدودة ، و لم يكتب فى السياسة سوى مقال أو اثنين ، و لكنه كان حزين لكم الفساد و الأخطاء الموجودة ، و كان متأكد أنه سيأتى آوان يتغير فيه كل ذلك ، و يبدء عهد جديد يهتم بالعلوم كسبيل للنهضة .
و كان دائما فى رواياته يحلم بالوصول لما هو أفضل و كان يشجب استخدام العلم و تكريسه بشكل سئ ، و كان يحلم بتقنيات علمية تخدم البشرية .
وفى روايته "سكان العالم الثانى" التى تدور أحداثها في عام 2099 حول حلم البشرية فى استغلال قيعان البحار والمحيطات، عن طريق مجموعة من العلماء الشبان، الذين لجأوا إلى قاع البحر، لبناء ما يشبه المدينة الفاضلة، بهدف العمل الجدى من أجل خدمة الجنس البشرى وسعادته.
فكان ذلك يمثل جزء كبير من حلمه للمستقبل .
وفى الختام تمنت إيمان أن تتحقق أحلام والدها من الاهتمام بأدب الخيال العلمى ، وأدبائه من الشباب ، وتنميتهم ورعايتهم على الوجه الأكمل ، مستنكرة عدم وجود أى برامج تهتم بالعلوم من بعد " العلم و الإيمان " لدكتور مصطفى محمود ، لتغذية عقول الشباب علميا و ثقافيا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.