استؤنفت أمس فى العاصمة النمساوية فيينا المحادثات الإيرانية مع القوى الغربية الست لليوم الثانى على التوالى وسط تصريحات دبلوماسية تشير إلى الأجواء الإيجابية التى سادت مفاوضات اليوم الأول الثلاثاء والتى تركزت على تحديد الخطوط العريضة لخوض المفاوضات حول المسائل الأساسية. وكشفت تسريبات صدرت أمس عن دبلوماسيين فى مقر انعقاد المفاوضات عن عقد اجتماع ثنائى بين عباس عراقجى نائب وزير الخارجية الإيرانى مع نائبة وزير الخارجية الأمريكى ويندى شيرمان استمر 80 دقيقة وصفه الدبلوماسيون بأنه كان «بناءً ومثمرا». وقال دبلوماسيون إنه بعد اجتماع شيرمان مع عراقجى عقدت جلسة مسائية بين إيران وكل القوى الستة لمواصلة المحادثات بخصوص طريقة إجراء المفاوضات فى المستقبل. وأبدى عراقجى تفاؤله بخصوص جلسة المحادثات الأولية، لكنه استبعد فيما يبدو مناقشة موضوع البرنامج الصاروخى الإيرانى فى أى محادثات مستقبلا. وقال إذا أمكننا الاتفاق على جدول الاعمال فى اليومين أو الأيام الثلاثة القادمة فسنكون قد أخذنا الخطوة الأولى، وسنتقدم إلى الأمام على أساس هذا الجدول الذى يتعلق ببرنامج إيران النووى ولا شيء غيره. وفى المقابل ، أشار مسئول أمريكى إلى أن المحادثات ستستغرق وقتا، لكنه قال إن واشنطن لا تريد لها أن تتجاوز مهلة الأشهر الستة التى اتفق عليها فى نوفمبر الماضي. وهذه المهلة التى تنتهى فى أواخر يوليو المقبل يمكن تمديدها ستة أشهر أخرى بموافقة الطرفين. وستنتهى جولة المفاوضات الإيرانية الحالية بين مجموعة الست وإيران اليوم الخميس حيث من المقرر عقد مؤتمر صحفى دولى للإعلان عن نتائج المفاوضات التى تحضرها كاثرين آشتون الممثلة العليا للسياسات الخارجية للاتحاد الأوروبى ووزير خارجية إيران محمد جواد ظريف. من جانبها، وصفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية المفاوضات الجارية مع إيران ب «المسرحية الهزلية»، مبدية تعجبها من استمرار تلك المفاوضات رغم تأكيد إيران على أنها غير مستعدة لتفكيك أى منشآت نووية لديها. ورصدت الصحيفة تشاؤم عدد من السياسيين وخبراء السياسة الخارجية إزاء المفاوضات مع إيران، وقالت إن الإيرانيين لا يخفون أهدافهم المتمثلة فى أنهم يحاولون تهدئة مخاوف الأمريكيين بشأن برنامجهم النووي، ويعدون بالدخول فى محادثات، ولكنهم لا يقدمون أى شيء، ويواصلون تنفيذ خططهم النووية بشكل طبيعي. ونبهت الصحيفة إدارة أوباما إلى ضرورة تجنب الوقوع فى الخطأ نفسه الذى وقعت فيه فى نوفمبر الماضي، عندما عملت على تخفيف العقوبات التى كانت تحتاج طهران إليه بشدة لإنقاذ اقتصادها من الانهيار، فى مقابل تنازلات تجميلية طفيفة فقط على البنية التحتية النووية.