سلم ليوبولدو لوبيز زعيم حركة الإرادة الشعبية الفنزويلية المعارضة أمس نفسه لقوات الأمن بعد أن ألقى خطبة فى تجمع حاشد لأنصاره فى العاصمة كاراكاس، وذلك بعد أن ظل هاربا منذ صدور أمر اعتقاله الأسبوع الماضى بتهمة التحريض على العنف فى الشوارع. وقال لوبيز فى كلمة لأنصاره قبيل تسليم نفسه فى ميدان «بريون» شرق كراكاس إن ما سماها بالحكومة الاستبدادية جعلت منه كبش فداء، مشيرا إلى أنه اختار تسليم نفسه الآن بدلا من الاستمرار فى الاختباء حتى لا يعتقد البعض بأن لديه «ما يخفيه»، وأضاف أنه سلم نفسه لقضاء غير عادل يريد سجن جميع الفنزويليين الذين يريدون تغييرا سلميا وديمقراطيا. وفى أول رد فعل على إلقاء القبض على لوبيز، أغلق آلاف المحتجين المناهضين للرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو الشوارع الرئيسية فى العاصمة كاراكاس أمس للتعبير عن تضامنهم معه. من جانبها، نددت منظمة «هيومن رايتس ووتش» لحقوق الإنسان بالقبض على لوبيز، وقال ميجل فيفانكو المدير التنفيذى لقسم الأمريكتين فى المنظمة إن القبض على لوبيز هو «انتهاك فاضح» لواحد من أهم المبادئ الرئيسية للإجراءات القانونية الواجبة، حيث لا يمكن سجن شخص دون توفر دليل يربطه بالجريمة، ودعت إلى الإفراج الفورى وغير المشروط عن لوبيز. وعلى صعيد الأزمة الدبلوماسية بين واشنطن وكاراكاس الناجمة عن هذه الاحتجاجات، هددت الولاياتالمتحدة أمس فنزويلا بالرد على قرار طرد ثلاثة دبلوماسيين أمريكيين متهمين بمساعدة المتظاهرين المناهضين للحكومة. وأكدت الخارجية الأمريكية فى بيان أنه طبقا للمادة التاسعة من معاهدة فيينا حول العلاقات الدبلوماسية والمادة 23 حول العلاقات القنصلية، فإن الولاياتالمتحدة تفكر فى الخطوات التى ستتخذها.