كتبت كريمة عبدالغني: لم بكن نزول المصريين إلي الشوارع في25 يناير حدثا مألوفا.. وذهب كثيرون إلي أن الشعب المصري لا يثور.. لعوامل نفسية تجعله خاضعا للقمع, منسحقا تحت القبضة الحديدية للحاكم ونظامه. وإلي عوامل جغرافية, كالمناخ المستقر وسريان النهر الأبدي.. واعتبر كثيرون ما جري في25 يناير كالفجر الكاذب.. مظاهرة يوم ويعود المصريون إلي سيرتهم الأولي.. إلا أن الاصرار علي الثورة بتقديم التضحيات.. وانضمام المزيد والمزيد لها.. حولها بعد أيام قليلة.. وخصوصا في28 يناير إلي طوفان من البشر.. أزاح من أمامه النظام, الخضوع, والمذلة.. لم يترك المصريون ثورتهم.. ومازالو يعيشون تحت علمها.. تمسكوا بالميادين.. واصروا علي تحقيق كامل أهداف الثورة. ما مغزي ما حدث.. كيف جري.. وما الذي تحقق وكيف نستكمل الثورة حتي لا تتحول إلي ماض.. جميل.. وكابوس راهن.. يؤكد جورج إسحاق رئيس حركة كفاية ان الثورة مازالت مستمرة ولم تتحقق أهدافها بعد, وسوف نستمر في نضالنا من أجل إنجازها كاملة, مشيرا إلي أنه وفي خلال السنة الماضية أو في المرحلة الانتقالية حدثت أخطاء كثيرة وفي المقابل أيضا كانت هناك ايجابيات كثيرة ولكنها لم تحقق طموح الثوار, فنحن لم نطهر المراكز الحكومية من الفساد ومازال رجال مبارك موجودين في كل مكان, ولن تستقر الثورة حتي يتم إزاحة كل الفاسدين, ونغير مفهوم ان يتولي المناصب علي أساس المعارف وليس القدرات المهنية. أما فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة الأهالي فنري أن الإنجاز الرئيسي الذي تحقق هو إزاحة مبارك وأعوانه وأولاده وهزيمة مشروع التوريث وتقديم المتورطين في قتل المتظاهرين للمحاكمة. وفيما غير ذلك لا يوجود إنجاز ولاتزال كل أهداف الثورة مجرد شعارات فقط سواء العدالة والحرية, فكل القوانين التي تحد من الحريات مازالت قائمة ومازالت الفروق الشاسعة بين الفقراء والأغنياء قائمة ولم يجر أي تعديل في توزيع الثورات ولم تؤخذ أي إجراءات للحد من هذه الظروف أو ماسماه جمال عبدالناصر تذويب الفوارق بين الطبقات ولكن بعد مرور عام من الثورة مازال40 % من المصريين يعيشون تحت خط الفقر وعن كرامة الإنسان فقد اهينت بعد الثورة بسحل الفتيات في الشارع واطلاق الرصاص علي المتظاهرين. والمجمل أن كل أهداف الثورة ماتزال شعارات ولم يتحقق منها سوي إزاحة مبارك وأولاده. ويؤكد أبوالعز الحريري الناشط السياسي والقيادي بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي أن الإنجاز الأكبر هو تفجير الثورة ب25 يناير الماضي والتي أحدثت زلزالا في مصر كلها وكان من المفترض أن يغير وجه الحياة في مصر والعالم ولكن هذا الإنجاز ثم العدوان عليه من قبل المجلس العسكري وذلك من خلال تحالفه مع النظام القديم والإخوان والسلفيين فالسلفيون الذين لم يكونوا يوما علي اختلاف مع النظام السابق ولم يريدوا تغييره بل ارادوا مجرد إصلاحات تمكنهم من المشاركة في الحكم فالمعلوم أنهم كانوا معادين للثورة ومؤيدين للنظام في صراعه مع الأحزاب السياسية وصرحوا بأن الشعب المصري عندما خرج بالثورة ليتخلص من النظام البائد قد ارتكب معصية لله ورسوله, والمفارقة أننا نجد أنهم حصلوا علي نسبة من الأصوات غير قليلة في انتخابات ليست سياسية ومزيفة ومن ثم جاء البرلمان الأول للثورة علي أرض نقيضة لها نتيجة تحالف غير مقدس بين النظام القديم ومشاركة الإخوان والسلفيين ومدعوما بحكومات وأنظمة الخليج ولأمريكا وهذا كله عطل مسار الثورة وأبقي أصول المال العام والأراضي دون حساب وأجري محاكمات شكلية لقتلة الثوار. أما رفعت السعيد رئيس حزب التجمع السابق فيري أن الثورة قامت علي أساس شعارات دولة مدنية ديمقراطية وحرية ووحدة وطنية وحرية العقيدة والعدل الاجتماعي وهذه الشعارات نادي بها شباب الثورة وهم من صنعوها لتمسكهم بهذه المبادئ والذين دعوا إلي مجتمع ليبرالي ديمقراطي, وفي خلال هذا العام استبعد الشباب واستبدلت شعارتهم بأخري ذات طابع ديني ولم يتم تمثيلهم في البرلمان إلا بنسب لا تذكر وحدث ذلك عن عهد من خلال وضع قانون الأحزاب خصيصا لإبعادهم بوضعه شروطا يصعب علي الشباب أن يوفوها فكيف لهم بتكوين حزب قوامه5 آلاف عضو ومن أين لهم بالمال لتسجيلهم بالشهر العقاري وللتسهيل لهم في الانتشار في القطر المصري, كما تم التخطيط لاستبعاد النساء والأقباط فكنا نطالب ان يوضع ترتيب محدد للطاقة من المرأة والشباب والأقباط وتم رفض ذلك باصرار غريب وذكرت بصراحة ان الإخوان يرفضون وأصبح لدينا برلمان لا يحمل شعارات52 يناير, والحل لنمر من تلك الأزمة ان نعيد ترتيب أنفسنا لتوحيد كل القوي الوطنية والليبرالية لكي تصدر دستورا يعبر عن إرادة ثورة52 يناير وفق المعايير التي وضعتها والتي علي أساسها دخل الإخوان والسلفيون البرلمان. أما عاصم عبدالماجد المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية: فيري أنه تحقق الكثير من خلال السنة فالثورة هدم وبناء, وهي ازالت نظام الطاغوت ويحاسب الآن في محبسه هو وأركان حكمه جميعا. ثم حل مجلسي الشعب والشوري والمحليات والغي الحزب الوطني, ثم شرعنا في البناء من خلال انتخابات مجلس الشعب وسيتم تسليم السلطة التشريعية يوم32 يناير ولم يبق سوي تسليم السلطة التنفيذية والتي ستنفذ بانتخاب رئيس الجمهورية. أما عن مطالب الثورة والتي لم تتحقق كلها خلال الفترة الانتقالية, وإنجازها هو دورو الحكومات القادمة التي يختارها الشعب, فليس دور الحكومة الانتقالية أو المجلس العسكري تنفيذ مطالب الثورة كلها فالفترة الزمنية لا تسمح بذلك. وفي البداية يؤكد المستشار أحمد مكي نائب رئيس محكمة النقض الأسبق ان الحدث الأكبر والأهم هو نزول المصريين للشارع واهتمامهم بشئون بلدهم وهذا مكسب كبير لان الشعب كان يتصرف عن إدارة شئون بلده ومحاسبة الحاكم ولكن بنزوله ترتب عليه تداعيات وإنجازات عظيمة أهمها تنحي مبارك, وإجراء انتخابات نزيهة وضمنت عدم عودة أي سلطة بالانفراد بالقرار والاستبداد به لأنه لا توجد ديمقراطية بغير شعب, والا اننا لم نستطع حتي الآن البناء الديمقراطي الجيد الذي يمنع من العودة إلي ما سلف مثل ما فعلناه هو إزالة انقاض نظام قائم, ومسألة البناء تحتاج إلي وقت ووعي وصبر. وعلينا أن نعمل علي عيوب نظام مبارك مازالت موجودة لأن حكم30 عاما خلف قيادات موجودة في كل مكان بداية من المجلس العسكري مرورا بالوزارات والمحليات والإعلام والصحافة وعلينا ان نبدأ مرحلة تغير تسمح بالاستمرار ولا تسقط الدولة بعملية احلال وتبديل علي أن تكون هناك نية جادة بأن نعبر طبقة تلو أخري وأن نبني مؤسسات مستقلة عن سيطرة الحكومة وأمن الدولة. وتضيف تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا انه لابد أن نؤمن أن الثورة تحتاج لتغيير مجتمع وأهدافها لن تتحقق في يوم وليلة وانما هي منهج للتغيير الشامل وفي خلال العام المنصرم حقق إنجازات كبيرة في مقدمتها ازاحة رأس النظام عن المشهد السياسي ومحاسبته جارية ومن ثم بدء فتح مسام الوطن باطلاق الحريات السياسية وتكوين الأحزاب وحرية التظاهر السلمي والاعتصام والاضراب, وبداية بناء المؤسسات وأدوات الدولة المصرية التي انهارت من خلال انتخابات المؤسسة التشريعية وبداية تحريك مسار ديمقراطي في بناء النقابات العامة والمواقع القيادية في الكثر من المؤسسات مثل الجامعات وغيرها. ولكن يبقي أن هناك مخاطر أحاطت بالعام الماضي في مقدمتها الانهيار الأمني وتحديات هامة بمحاولات زرع الفتنة الطائفية وملف الاقتصاد والحالة الحرجة التي تعرض لها ثم ملف الحقوق والحريات العامة في المجتمع الذي بدأت تهددها الاتجاهات الدينية المتشددة والاراء الرجعية بالنسبة لحقوق المرأة وحرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية وحرية الرأي والإبداع.